في أيَّامِ الآحَادِ
في أيَّامِ الآحَادِ
القدّيسُ جبرائيلُ الإيميريتيّ
نقلته إلى العربية: جنيفر سعد سلّوم
القدّيسُ جبرائيل الإيميريتي هو أحدُ رؤساءِ الكهَنَةِ القدّيسِينَ في الكنيسَة الأرثوذكسِيَّةِ الجورجيّة في القرن ِ التّاسِعَ عَشَرَ. كانَ كثيرَ العَطَاءِ، يوزّعُ الإحساناتِ بسخاءٍ على الأراملِ واليَتَامَى وكلِّ محتاجٍ؛ يكسُو العُراةَ، ويدفنُ الفُقرَاءَ، ويُظهرُ الرّحمةَ لأصغرِ إخوةِ الرَّبِّ.
وُلدَ القدِّيسُ جبرائيلُ في ١٥ تشرين الثاني ١٨٢٥، ورقد على رجاءِ القِيامةِ والحياةِ الأَبديَّةِ في ٢٥ كانون الثّاني١٨٩٦.
أكْرِموا يَومَ الأَحدِ ، فَهُوَ يَومٌ مُقَدَّسٌ. ينبغِي لنا في يومِ الأحدِ أَنْ نعبُدَ الرّبّ وحدَه، ونعمَلَ أعمالَ اللهِ سَواءٌ أَكُنَّا خارجَ الأَديرَةِ أم في داخِلِها. فالرّهبانُ العاملُونَ في الأديرةِ، الَّذين يذهبُون إلى الكنيسةِ كلَّ يومٍ، ويصلُّونَ بلا انقطَاعٍ، يجبُ أن يقضوا نهارَ الأحدِ بخشوعٍ ونقاءٍ خاصَّينِ. وأمَّا أَنتم، أيُّها العلمانيُّونَ، السَّاكِنُونَ في المدُنِ أو القُرَى، قد تمُرُّ عليكُم سِتّةُ أيَّامِ مِنْ دونِ أَنْ تذكُروا اللهَ أو تصلُّوا لَهُ بحرارَةٍ. هل ترغبُونَ حقًا في قضاءِ يومِ الأحدِ في صَخَبِ الدّنيَا أيضًا؟ إن اعْتَدتُم على ذلكَ، فسَوفَ تبرُد قلوبُكم تجاه الله تدريجيًّا، وتفقُدُونَ الرّجاءَ بالخلاصِ وملكوتَ السّماواتِ، وتتملَّكُكُمْ هُمومُ العالَمِ والخطيئةُ تملُّكًا كاملاً. كمسيحيّيْنَ، ينبغِي أن يشتَعِلَ في قلبِكم شَوقٌ لا يُطْفَأُ وحاجَةٌ مُلِحَّةٌ لحضُورِ قدّاسِ الأحدِ، كيلا تستريح رُوحُكُم ولا يستكين ضميرُكم إلّا بالذّهابِ إلى بيتِ اللهِ. وإن لم تكنْ وصايَا اللهِ محفورةً في قلبِ الإنسانِ، وإن لم يصبِحِ اتّباعها عادةً طبيعيّةً وميلًا قلبيًّا، فَحُكمًا نقول: إنَّ هذَا الإنسانَ ليسَ بمسيحِيٍّ.
عندَمَا تستيقظُونَ صباحَ الأحدِ، صَلُّوا في بيتِكم، ثُمَّ اذهَبُوا إلى الكنيسةِ. من ينامُ باكرًا في المساء ويستيقظُ باكرًا في الصَّباحِ، يقضِي يومَه كامِلاً، مملوءًا بالفَرَحِ، ممّا يغذِّي روحَه. حاولُوا قراءةَ آياتٍ من الكتابِ المقدّسِ المخصّصةِ لهذا اليومِ، فبهذا الاستعدادِ ستستفيدُ روحُكم أكثرَ من الخدَمَاتِ الإلهيَّةِ. بعدَ القُدَّاسِ، وبعد تناوُلِ الغَداءِ، حاولُوا أن تقُومُوا بعَمَلٍ صالحٍ ومُفيدٍ، حتَّى لو كان بسيطًا: ربَّمَا تعرِفُونَ فقيرًا مريضًا، فاذهبوا وساعدُوه قَدْرَ استِطاعَتِكُمْ ، ولكن ليَكُنْ عملُكُم سِرًّا، لا تعلمُ يدُكم اليُمنى ما تَصنَعُه اليُسرى. لعلَّ أحدَ جيرانكم مريضٌ وحزينٌ، فاذهَبُوا وعَزّوه. لعلَّ لديكم صدِيقًا يحبُّ الحديثَ عنِ الأمورِ الروحيَّةِ، فحدِّثُوه عَنهَا، فرِّحُوه، واقضُوا وقتَكم في منفعةِ الرّوحِ. تجنّبُوا في هذا اليومِ أَنْ تَلْتَقُوا أَو تتحدَّثُوا مَعَ من يُحبُّونَ الثَّرثرةَ والحديثَ الفارِغَ. اذهبُوا في المَساءِ إلى الكنيسةِ لتُصَلُّوا صَلاةَ الغُروبِ، وبعدَ أن تستريحُوا جسدِيًّا وتنتَعِشُوا روحيًّا، استسلِمُوا للنّومِ، لتبدَأَ أعمالَكُم اليوميّة في الصّباح الَّتي تستمرُّ ستّة أيَّامٍ. واعلمُوا أيضًا أنَّ الخطيئةَ الصّغيرةَ الَّتي ترتكبُونَها يومَ الأحدِ تُعدُّ أعظمَ بعشرِ مَرَّاتٍ، لأنَّ هذَا اليومَ للرَّبِّ.
https://orthochristian.com/167072.html
آخر المواضيع
في أيَّامِ الآحَادِ
الفئة : رعائيّات
القديس يوحنا الذهبيّ الفم ومسيحيُّو القرن الحادي والعشرين
الفئة : رعائيّات
سرّ التسبيح والترتيل
الفئة : رعائيّات
النشرات الإخبارية
اشترك الآن للحصول على كل المواد الجديدة الى بريدك الالكتروني

