مقالة

  حديث في الصلاة

القديس ديميتريوس غاغاستاثيس

نقلته إلى العربية: جنيفر سعد سلّوم

نبذة عن سيرة حياة القديس ديميتريوس غاغاستاثيس:

وُلِد القديس ديميتريوس في قرية بلاتانوس في محافظة تريكالا، اليونان، في ١ آب ١٩٠٢. كان والداه، خريستوس وكاترينا غاغاستاثيس، من الأتقياء. في ١٠ نيسان ١٩٢١، تم تجنيده في الجيش في الأناضول. كما خدم في عدّة مناطق في مقدونيا. في الثامن عشر من شهر حزيران ١٩٢٤، تمّ تسريحه من الجيش. في شباط ١٩٢٨، تزوّج من إليزابيث كوتسمبيريس من بلاتانوس. في العام نفسه، سِيمَ قارئًا على يد أسقف تريكي، بوليكاربوس، ثمّ شمّاسًا في الرابع والعشرين من شهر أيار ١٩٣١. وفي ٢٦ من الشهر نفسه سيمَ كاهنًا على يد الأسقف نفسه.

أنجب تسع بنات. بقيت ستة بنات منهنّ على قيد الحياة. خمسة من هؤلاء البنات تزوّجن، بينما أصبحت البنتُ الأصغر راهبةً مكرًّسةً لعبادة الله. خدم ككاهن رعيةَ قريته لمدّة اثنين وأربعين عامًا كاملة متتالية. استقال في الأوّل من تشرين الأوّل ١٩٧٣ لأسباب صحيّة. ومنذ ذلك الحين، انقطع عن العالم، تنسّك في منزله مُجَسِّدًا حياة القداسة في الصلاة المستمرّة، مُسبِّحًا الله وشاكِرًا إيّاه على تجربة مرضه. أسلمَ الرّوح في يديّ الله الحيّ في ٢٩ من شهر أيّار عام ١٩٧٥.

كان طوال حياته تقيًّا، عادلاً، بسيطًا، متواضعًا، رحيمًا، مجتهدًا، مملوءًا بالإيمان والمحبّة لله وللقريب. كان يصلّي من دون انقطاع من أجل خلاص العالم أجمع. اعتنى بخرافه الناطِقة كراعٍ صالح، وأصبح معلّمًا للجميع، يُرشِدُهم بكلامه، برسائله، وفوق كل شيء، بحياته المقدّسة.

عمل القديس ديمتريوس المبارك والدّائم الذِّكر بكل قواه من أجل الكنيسة المقدسّة للمسيح، مُخلِصًا وأمينًا في خدمته. نحن نؤمن أن الإله الصّالح، الذي أحبّه بمحبّة غير أنانية وخدمه بتواضع مُطلق، والذي كان يطلب رحمته اللامتناهية بلا انقطاع، قد قبله الآن في الفردوس، ليتمتّع بالأبديّة في مجد ملكوت الله، بصلوات والدة الإله الكلية القداسة، ملكة جميع رؤساء الملائكة، والملائكة، وبشفاعات جميع القديسين.

الصّلاة:

أنا لست متعلّمًا، لكن يمكنني ان أخبركم بما علّمتني إيّاه الحياة من خلال تجربتي الشّخصية - يمكن للإنسان أن يصلّي بشكل أفضل في الليل وعلى معدة فارغة.

نحن لا نسمح للمسيح بأن يسكن في قلوبنا، لذلك لا نعرف المحبّة، ولا السّلام، ولا الوِفاق.

بما أنني لا أستطيع الوعظ، فَلْأبكي، على الأقلّ، من أجل خطاياي ومن أجل أولئك الذين ضلّوا. 

الصّلاة هي بمثابة هاتف، جهاز لاسلكي، من خلاله يتواصل الإنسان مباشرة مع الله. تتّصل من هاتف الصلاة لتخاطب الله، فيجيبك فورًا. تسمعه بوضوح، وتشعر بقربه الشّديد، وكأنّكَ بحضرتِه.

تبدأ الصّلاةُ أوّلًا من الحنجرة، ثم ترتقي إلى الذّهن، ثم تنزل إلى القلب. وبعد ذلك، تتدفّق الدّموعُ من العينين. ومن تلك اللحظة، لا يمكن أن نقول أي شيء أكثر. من الصّحيح أنه في البداية، ستواجه صعوبات. ستحاول الصّلاة، ولكن في بعض الأحيان لن تتمكّن من ذلك، وفي أوقات أخرى ستكون أفكارك مشتّتة أو ستواجه تجارب، وفي أوقات أخرى لن تستطيع الاستيقاظ للصّلاة في الليل. لكن عليك أن تُثابِر. الرّب، وهو يرى استعدادَك، سَيَرعاك ويخلّصك من كلّ التّجارب. يجب أن لا نبدّد الليل بأسره في النّوم، لأنّ الشّيطان حينها سيفعل ما يشاء بنا. 

للصّلاة الليلية قيمة عظيمة. الناس ينامون، ولكن الله يستمع.

أينما ذهبتُ، ألتزم بعملي الذي سُمّي "حسب ترتيب ملكيصادق"، والمُعترَف به من الآباء الروحيين.

انّ صلاة الغروب، والصلوات الابتهاليّة، والوعظ، وصلاة النّوم وصلاة البراكليسي الى والدة الإله، هي عملٌ مباركٌ جدًا...

لقد رأيت الكثير من الأمور في حياتي، ومن بينها أن الصّلوات، والتّضرعات، والقداديس الإلهية قد كانت سببًا في رجوع العديد من النّفوس إلى أحضان الكنيسة المقدّسة.

أطلب من الله وقدّيسيه أن يُنيروا قلوب جميع الضّالين ليؤمنوا ويعودوا إلى حضن الكنيسة، التي دائمًا تفتح ذِراعَيها منتظرة إيّاهم. هذا ما أعرف ان أقوله، وسأستمرّ في إزعاج الله، ووالدة الإله الفائقة القداسة، ورؤساء الملائكة، وجميع القديسين. فليغفروا لي اذا أزعجتهم، لأنني جاهل ولا أعلم ما الذي يجب أن أطلبه.

يجب ألا نقترب من الله ومن والدة الإله القديسة بوقاحة. نحن جميعًا خطأة، والله لا يسمع صوت الخاطئ.

على الرغم من كَوني خاطئًا، كنت أطلب بإصرار بناءً على قول الرّب: «اطلبوا تجدوا، اقرعوا يفتح لكم» (متى 7:7). هذا ما فهمته في حياتي: «ما هو مستحيل عند النّاس، هو ممكن عند الله» (لوقا 18:27).
 

https://www.johnsanidopoulos.com/2011/01/papa-dimitri-gagastathis-life-and.html?m=1