مُقتطفاتٌ من تعليمِ القِدِّيسِ أثناسيوسَ باريوسَ في الفَلسَفَةِ

مُقتطفاتٌ من تعليمِ القِدِّيسِ أثناسيوسَ باريوسَ في الفَلسَفَةِ
تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسيّة في 24 حزيران
نقلَهُ إلى العربيَّةِ: فريق القديس غريغوريوس بالاماس
سيرة مختصرة للقديس اثناسيوس باريوس
وُلِدَ القديس أثناسيوس لأبوين تَقِيَّين في قرية كوستوس الصغيرة في جزيرة باروس في عام 1722، وتلقّى تعليمه في سميرنا في الأكاديمية الآثوسيّة تحت إشراف اثنين من أعظم العلماء في ذلك العصر: نيوفيطوس الكافسوكاليفي وافجانيوس فولغاريس. أصبح معروفًا بدراسته للكتاب المقدس والوعظ، وسُرعان ما أصبح مُدَرِّسًا في الأكاديميّة. ثم عُيِّنَ رئيسًا لمدرسة تسالونيكي حيث لمع بسبب إيمانه بالله، الذي ظهر في مواعظه.
بسبب وباء الطاعون، انتقل القديس أثناسيوس إلى جزيرة كورفو حيث تركّزت دراسته في الفلسفة والفيزياء والبلاغة. عندما عاد إلى سميرنا، عُيِّنَ عميدًا للأكاديمية الآثوسيّة من قبل البطريركية، وسيمَ كاهنًا رغمًا عن إرادته على يد القديس ماكاريوس الكورنثي. وهكذا، أضحى رائدًا في استعادة الروحانية الأرثوذكسية، إلى جانب القديس نيقوديموس الآثوسي، وغيرهم من الآباء المعروفين باسم ال"كوليفادس".
عارضت هذه الحركة إحياء ذكرى الراقدين أيام الأحد، وشجّعت على المناولة المتواترة للقربان المقدس، ودافعت ضد الروح العِلمانيّة التي كانت قد دخلت الكنيسة الأرثوذكسية. تم التَّشهير بالكولّيفاديس وإقالتهم من مناصبهم ونفيهم. رَدًّا على ذلك، كتب القديس أثناسيوس دِفاعًا عن إيمانه فأُعلنت براءتُه. عاد إلى تسالونيكي وعُرض عليه منصب مدير المدرسة البطريركية في القسطنطينية، ومنصب الأسقفيّة، لكنه رفض.
انتقل بعدئذٍ إلى جزيرة خيوس سَعيًا للعزلة، ولكنّه أُقنِعَ بممارسة التدريس هناك. عمل القديس أثناسيوس كَمُدير كلية الفلسفة في خيوس حتى عام 1812، مِمّا مَنَحَها سُمعة جيّدة جذبت الطلاب من جميع أنحاء العالم المتوسّط. في شيخوخته، انسحب إلى دير للصلاة ومواصلة كتابته. هناك أُصيب بسكتة دماغية ورقد بعد بضعة أيام في 24 حزيران 1813. وُجَِدَ في قلايته رداء قديم بسيط، ومصباح، ومَحبَرة فقط. أُعلنت قداسته في الكنيسة الارثوذكسية عام 1995.
كانَ القِدِّيسُ أثناسيوس باريوس أَبرزَ الشّخصياتِ الكَنَسيّة في القرنَين الثّامنَ عشرَ والتّاسعَ عشرَ، وهو إلى جانبِ القِدِّيسَينِ نيقوديموس الآثوسيّ ومكاريوس نوتاراس منْ أشهرِ آباءِ الكوليفاديس أيِ: المُدافعِينَ عن الأرثوذكسيَّةِ التَّقليديَّةِ في العصرِ الحديثِ. للقدّيسِ أثناسيوسَ تأثيرٌ خاصٌّ في مواجهتِه للنَّماذج الغربيّةِ في الفَلسَفَة واللاَّهوت باعتبارِه مديرًا لأكاديميَّةِ جبلِ آثوسَ (أثونيادا) وكذلك مدرسةِ خيوس.
الفَلسَفَةُ النَّظَريّةُ والعمليَّةُ
- لقد وهَبَ اللهُ الإنسانَ هبةً عظيمةً ورائعةً ألا وهي مَلَكةُ العقلِ. هذا العقلُ المُبدِعُ يستنبطُ علومًا متنوّعةً. وباستخدامِ هذِهِ المَلَكة، يستخرجُ الإنسانُ من الأرض أنواعًا مختلفةً من المعادنِ والأحجارِ الكريمةِ. كما يَفْحصُ، من خلالِهِ، أنواعَ الحَيوانات المختلفةِ من: رباعيَّاتِ الأَرْجُلِ، وثنائيّاتِ الأَرْجُلِ ؛ والزَّواحفِ، والطُّيورِ، والحيوانَاتِ البَرِّيَّةِ، والمَائيَّةِ، والبَرمائيَّةِ؛ الوَحشيَّةِ والأليفَةِ، والحيواناتِ الوَلُودَةِ والبيّاضةِ. ويبحثُ،أَيْضًا، في أنواعِ الأشجارِ المُختلِفَةِ: الدَّائمةِ الخضرةِ والنَّفضِيَّةِ، المُثمرةِ وغيرِ المُثمرةِ. ويسعَى إلى معرفةِ الأشجارِ الَّتِي تصلحُ لاحتياجاتِ الفنون المختلفة، والَّتِي لا تصلحُ إلّا كحَطَبٍ للتدفئةِ.
لا يتوقَّفُ العقلُ عند هذا الحدِّ، بل يتجاوزُ الكرةَ الأرضيّةَ لِيصلَ إلى الغلافِ الجويّ، فَيَتَخَطَّاهُ أَيْضًا، لِيَتَفحَّصَ الأجرامَ السَّماويّة: الثّابتةَ والمتحرّكةَ والَّتِي تسمّى الكواكب. ويقوم بدراسةِ كسوف الشّمسِ وخسوف القمر ورصدِهما ، بالإِضافةِ كسوف الكواكبِ الأخرى.
وبمَا أنّ كلَّ هذِهِ الأشياء الَّتِي تبحثُ فيها مَلَكةُ العقلِ هي من صُنعِ اللهِ، فالفَلسَفَةُ الَّتِي هي معرفةُ كلِّ هذِهِ الأشياءِ، عُرِفَتْ عندَ القُدَماءِ بِـ «معرفةِ الأشياءِ الإلهيَّةِ». وهذِهِ المعرفةُ هي«الجزءُ النَّظَريُّ من الفَلسَفَةِ؛ أمَّا الجزءُ العمليُّ منَها، فهي الفلسَفَةُ الَّتي تُعنى بفحصِ الأفعالِ البشريَّةِ كالفضَائلِ والرَّذائلِ. هذا الجزءُ من الفَلسَفَة يُبيّنُ للإنسانِ الأشياءَ الَّتِي يجبُ أنْ يَفعَلَها أو يَتَفاداها لأَنَّهُ كائنٌ عاقِلٌ.
الفَلسَفَةَ العمليّةُ تشرِّعُ القوانينَ في المدنِ، والنِّظام الحَسَن في كلِّ الأمورِ. إنّها تعلّمُ كيفيّةَ إنقاذِ المدنِ والمنازلِ والأشخاصِ.
إنَّها جوهرُ الفَلسَفَةِ، إذ تَعِدُ بإسعادِ البشرِ، قدر استطاعتِهم. والحقُّ أنَّ الخيرَ الأسمَى للفضائلِ الإنسانيّةِ، وباختصارٍ، غايةُ الإنسانِ كإنسان، هي السَّعَادَةُ في الحياةِ .
ومعَ ذلكَ، يجب أن نقرَّ أنَّ السَّعَادَةَ، بمفهومِها الماورائيِّ- أي في كمالِها الكَاملِ - لا يمكن تحقيقُها في الحياةِ الحاضرةِ، كما تثبتُ الحقائقُ نفسُها. بَيد أنَّ السَّعَادَةَ المعتدلَةَ ممكنةٌ، على غِرارِ طبيعةِ الإنسانِ، الَّتِي تخضعُ لأهواءٍ وتغييراتٍ مختلفةٍ. الحياةُ ممكنَةٌ إذا كانَت تشتملُ على أخلاقيّاتٍ حَسَنةٍ أكثرَ من الأخلاقيَّاتِ الشّرّيرةِ. تتكوَّنُ هذِهِ الأخيرةُ من المُعاناةِ الجسديَّةِ والمصائبِ والوَفَيَاتِ. ليسَ صحيحًا أن تُنعَتَ هذِهِ الأخلاقيّاتِ بالشّرّيرةِ، إذ لا يمكنُها أن تضرَّ بالنَّفسِ العقلانيَّةِ، الَّتِي تشكِّلُ الإنسانَ بِمُعظَمِه.
الفَلسَفَةُ الإلهيَّةُ (الباطنيّةُ)
الفلْسَفَةُ قِسمانِ: فَلْسَفَةٌ دُنيَوِيَّةٌ "خارِجِيَّةٌ" وفَلْسَفَةٌ إِلَهيَّةٌ"باطِنِيَّةٌ"؛ وتسمّى هذه الأخيرَةُ ،أيضًا، فَلْسَفَةٌ "منَ اللهِ" أوِ "الفَلسَفَةُ السَّماويَّةُ، أوِ الحقيقيّة". ومن الأمثلَةِ على الفَلسَفَةِ العلمانيَّةِ كتاباتُ الفلاسفةِ اليونانيّينَ القدماءِ والفلاسفةِ الأوروبيّينَ.
الفَلسَفَةُ الإلهيَّةُ موجودةٌ في الأسفارِ المقدّسَةِ، وبخاصَّةٍ في العهدِ الجديدِ، وتتضَمَّنُ: الأناجيل الأربعة، وأعمال الرُّسُلِ، ورسائِل الرُّسُلِ"، كما تتواجدُ ، أَيْضًا، في كتاباتِ آباء الكَنِيسَةِ القِدِّيسِينَ، الأوائلِ واللاَّحقِينَ.
الفَلسَفَةُ الإلهيَّةُ أو الباطنيّةُ وحدَها الَّتِي جعلَتِ الإنسانَ سعيدًا في الحياةِ الحاضرَةِ بقدرِ ما هو ممكِنٌ، وفي الحياةِ الآخِرَةِ بشكلٍ كاملٍ. وهذَا، لأنَّ تعليمَ المسيح يعَزِّزُ الفضيلَةَ فَتُمارَسُ بِحُرِّيَّةٍ ولا تُفرَضُ بالإكراهِ. هذِهِ هي الفَلسَفَةُ الحقيقيّةُ حقًّا: أنْ تُحَرِّرَ منَ الأهواءِ أولئِكَ الَّذِين هم عبيدٌ للأهواءِ، أنْ تجعلَ أولئك الَّذِين هم أرضيُّون سماويّينَ، وأن تجعلَ المتكّبرِينَ أتقياءُ، أن تجعلَ البشرَ الفانِينَ خالِدِينَ، وأبناءَ الآبِ السَّماويِّ بحسَبِ النِّعمَةِ.
الفَلسَفَةُ الدُّنْيَويَّةُ (الخارجيَّةُ)
الفَلسَفَةُ الدُّنْيَويَّةُ أوِ الخارجيَّةُ ليسَت بطبيعتِها حسنةً أو سيِّئَةً. إِنَّها حَسَنَةٌ أَو سَيِّئَةٌ، تِبعًا لاستخدامِها. لذلكَ يمكنُ استخدامُ المنطقِ والميتافيزيقيا واللاَّهوتِ والبلاغَةِ استخدامًا حسنًا. لا أستطيعُ أن أفهمَ سببَ إهمالِ البلاغةِ الَّتي لَيْسَتْ مُفيدةً وحَسْبُ، وإِنَّما ضَرورَةٌ. هذِهِ الموادُّ مفيدةٌ وقيّمَةٌ في الوَقْتِ نَفسِهِ؛ وليسَ منَ الضَّروريّ الذَّهاب إلى أوروبا لتَلَقِّي دروسًا فيها.
في الواقعِ، إنَّ كثيرِيْنَ من الَّذِين امتلكُوا «حكمةً خارجيَّةً»، أفادُوا الكَنِيسَة كثيرًا؛ وآخرُون، على العكسِ من ذلكَ، أضرُّوا بها وأفسدُوها.
في شبابِه، كرَّسَ القِدِّيسُ غريغوريوسُ بالاماسُ نفسَه لدراسةِ الفَلسَفَةِ الخارجيّةِ (الدُّنْيَويّةِ) واكتسابِها. إذ كان يليقُ بشخصيّتِهِ النَّبيلةِ أن يتسلّحَ بأدواتِ الفَلسَفَةِ. ولم يستغرقْ وقتًا طويلاً حتَّى أصبحَ بارعًا جدًّا في قواعدِ اللُّغةِ والبلاغةِ، فكانَ موضِعَ ثَناءٍ وتقديرٍ كَبيرَيْنِ لِخُطَبِه وكتاباتِه من قبلِ جميعِ المعلّمِينَ في ذلكَ الوقتِ الَّذِين كانُوا متميّزِينَ في هذِهِ الموادِّ. ثم أصبحَ بعدَ ذلك بارعًا في الفيزياءِ والمنطقِ، وفي موضوعاتٍ أخرى كَتَبَ عنها أرسطو.
أمّا في أوروبَّا الغربيّة فللفَلْسَفةِ الدُّنْيَويّة أهمّيّةٌ مُبالَغٌ فيها. هناك يشغِلُ الفلاسفَةُ أنفسَهم بلا انقطاعٍ بمواضيعَ لا فائدةَ منها ولا جدوى. إنّهم يفعلُون ذلك من أجلِ الشُّهرةِ والثّنَاءِ على عبقريَّتِهِم. من بينِهم العديدُ من رجالِ الدِّينِ الَّذِينَ وضعُوا دعوتَهم الدِّينيَّةَ جانبًا، وهجرُوها، من أجلِ أَنْ يَتعلَّموا تعاليمَ غريبَةً عن دعوتِهم الدَّينيّةِ. والأسوأُ من ذلكَ كلِّهِ، أَنْ تُستخدَمَ الفَلسَفَةُ للحُكمِ على الكتابِ المقدسِ وانتقادِهِ.
الفَلسَفَةُ اليونانيّةُ القديمةُ
فيما يتعلَّقُ بفيثاغورسَ وأفلاطونَ، فقد اعتقدَا مع أتباعِهما بحقٍّ أنَّ النَّفسَ خالدةٌ. ومعَ ذلكَ، بسببِ افتقارِهم إلى التَّعاليمِ الإلهيّةِ الموحَى بها، أَضْفوا طابَعَ الأُسطورةِ حولَ طبيعةِ الحياةِ الآخرَةِ.
كانَ سيبس (Cebes)، وقَبلَه سقراط، يسمِّي التَّربية الحقيقيّةَ تلك الَّتِي تؤدِّي إلى تطهيرِ النَّفسِ من الأهواءِ اللاَّعقلانيّة، وتحقيقِ جميعِ الفضائلِ: الشّجاعةِ والعدالةِ والاعتدالِ والرَّأفَةِ والوَدَاعَةِ والرَّحمَةِ وسائر الفضائل الَّتِي تشكِّلُ موضوعَ الفَلسَفَة الأخلاقيَّةِ. هذِهِ الفضائلُ تقودُ الإنسانَ إلى السَّعَادَةِ.
يميِّز أفلاطونُ الفيلسوفُ، ومَنْ أَتى بعدَهُ منَ الفلاسِفةِ، المَحاسِنَ البشريَّةَ إلى ثلاثةِ أنواعٍ: (1) مَحاسِن الجَسَد، (2) مَحاسِن خارج الجَسَد، و(3) مَحاسِن النَّفسِ. مَحاسِن الجسَد هي الصّحّة والجمَال والقوَّة. مَحاسِن خارجَ الجسَدِ هي الثّروَة والمَنَاصب والأصدقاء. مَحاسِن النَّفسِ هي الفضائلُ وجميعُ أنواع التَّعليمِ، والَّتِي تشكِّلُ معًا نظامَ الفَلسَفَةِ. وبالنَّظَرِ إلى التّسلسلِ الهَرَميّ للمَحاسِنِ ، تُعطَى الفَلسَفَةُ المركزَ الأوَّلَ، متجاوِزَةً في قيمَتِها مَحاسِنَ الجسدِ ومَحاسِنَ خارج الجَسَد.
كان مِنْ حُسنِ حَظِّ "مَلكَةِ المُدُنِ=القِسْطنطِيْنِيَّةِ" أنّها، منذُ بِداياتِها، أُمُّ الخطاباتِ والحكمةِ ومسكنَ الهيلِّينِيِّيْنَ، إذ جمعَت بين المدارسِ الأثينيَّةِ الثّلاثِ الشّهيرةِ، الرِّواقيّة والأرسطِيّة والأفلاطونيّة، وربطَتْها بتقْوَى المسيحيّةِ. لقد تَزَيَّنَتْ تلك الحكمةُ الدُّنْيَويّةُ بالإيمانِ الحقيقيِّ للإلَهِ المثلَّثِ الأَقانيم، الكُلِّيِّ القُدرَةِ، والضَّابِطِ الكُلّ، وببشارَةِ الصَّليب وببساطةِ الإنجيلِ. وباختصارٍ، أَصْبَحَتْ هذه الحكمةُ الدُّنْيَويّة خادمَةً متواضعةً شاكرةً للفَلسَفَةِ الحقيقيَّةِ الأولى.
الفَلسَفَةُ الغربيّةُ
- تومَا الأكوينيّ وبونافنتورا (Bonaventure) عَدُوَّان لَدودَان لكنيسَتِنَا.
- تعاليمُ الفلاسفَةِ الأوروبيِّينَ الجُدُدِ ليسَت ضروريَّةً لسعادَةِ الإنسانِ الحقيقيَّةِ. إنَّها،ببَسَاطَةٍ، عديمةُ الفائدةِ أو فاسدةٌ.
ما الَّذي دَفَعَ الفرنسيّيْنَ إلى أن ينتهيَ بهم المطافُ في حالةِ زوالِ المسيحيَّةِ في بلادِهم؟ كانَ الجنونُ والغَضَبُ والحماسُ للحُرِّيَّةِ هو السَّبَبُ. أدّى ذلكَ إلى التَّمرُّدِ ضدَّ كلِّ مبدإٍ وسُلطَةٍ، سَواءٌ أَكانَتْ أَرضِيَّةً أم سَماوِيَّةً؛ فَتَمَّ إِقْصَاءُ الكتابِ المقدَّسِ واللهِ والمسيحِ والرُّسُلِ والحُكّامِ والقوانينِ. ووُضِعَ مكانَهم فولتير (Voltaire) وروسو (Rousseau) ولاميتري (La Mettrie) وغيرُهم.
جميعُ معلِّمي الأكاديميَّاتِ مُلحِدُونَ. فَظُهُورُهم، كمسيحيِّيْنَ، عارٌ كبيرٌ، بالنِّسْبَةِ إِلَيْهم، أمَّا ظُهُورُهم كَفَلاسِفَةٍ، فَهذا ما يُعيدُ الاعتِبارَ لَهُم لأنَّ الفَلْسَفةَ وأَنْ يَكونوا فلاسِفةَ هوَ جُلُّ هَمِّهُم وَفَخرِهم.
لذلِكَ، احذَرُوا مِنَ القادِمِيْنَ من فرنسَا الَّذِيْنَ يَتَظَاهَرُونَ أَنَّهُم إِخوةٌ وأَصدِقاءُ، لأنَّ العكسَ هوَ الصَّحيحُ. فَمِنَ المُعَلِّمِينَ الماكِرِينَ تأتِيْ الدُّرُوسُ الماكِرَةُ.
لا تستَمِعُوا إلى هؤلاءِ الفلاسفَةِ" عشَّاقِ الظَّلامِ". إنّهُم حَمقَى. يقولُ الكتابُ المقدَّسُ: «قالَ الجاهلُ في قلبِهِ: لا إلَهٌ»؛ و«بدْءُ الحكمَةِ مخافَةُ الرَّبِّ».
فولتيرُ هو الأكثرُ جهالةً منْ سائرِ الرِّجالِ، بعدَ أن فاقَ جميعَ الملحِدِيْنَ الآخرِيْنَ في الإلحادِ، وسعَى جاهدًا إلى تدميرِ كلِّ دينٍ.
كانَ سبينوزا (Spinoza) أكثرَ إلحادًا منَ الملحِدِيْنَ أَنفُسِهِم حينَ رَأَى أنَّ مادَّةَ الكونِ تُشَكِّلُ جَوهرَ اللهِ .
Taken from Cavarnos, Constantine; Modern Orthodox Saints 15 -
Saint Athanasios Parios; Institute For Byzantine and Modern Greek
Studies, Belmont, MA, 2006.
https://www.johnsanidopoulos.com/2009/06/excerpts-from-saint-athanasios-parios.html?m=1
آخر المواضيع
مُقتطفاتٌ من تعليمِ القِدِّيسِ أثناسيوسَ باريوسَ في الفَلسَفَةِ
الفئة : دفاعيّات
دولة الفاتيكان
الفئة : دفاعيّات
القدّيسُ غريغوريوسُ بالاماسُ، أبو المَجمَعِ المَسكونيِّ التّاسِع
الفئة : دفاعيّات
النشرات الإخبارية
اشترك الآن للحصول على كل المواد الجديدة الى بريدك الالكتروني