الفُرُوقُ بينَ الأُرثوذُكسيَّة والكاثوليكيَّة (الجزء 2/2)
عصمة وأوّلية البابا وفروقات أخرى

الفُرُوقُ بينَ الأُرثوذُكسيَّة والكاثوليكيَّة (الجزء 2/2)
حديثٌ للأرشمندريت جاورجيوس كابسانيس- كريت 1997
نقله إلى العربية: فريق القديس غريغوريوس بالاماس
ألفرْقُ الرَّابِعُ أوَّليَّة البابا العصمة عنِ الخَطَإِ
أدخَلَ تعليمُ "الفيلوكيه"، أي: انبثاق الرُّوح القُدُس "من الابن" أيضًا، مَنشأين إلى الثّالوث القدّوس أو نقطتَي ابتداء (ما معناه إلهَين)؛ وهذا تعليمٌ يُهمِّشُ الرُّوحَ القُدُسَ، فالتقليلُ من شأنِ الرُّوحِ القُدُسِ، أَوجدَ هُوَّةً خطيرَةً في كنيسة اللاَّتين، ولا بُدَّ منْ رَدْمِها، فكانَتْ في شخصِ البَابَا الَّذي انتَقَلَتْ إِلَيْهِ صِفةُ العصمةِ عنِ الخَطَإِ، وهي صِفَةٌ خاصَّةٌ بالكنيسةِ من خلالِ الرُّوحِ القُدُسِ، وأَصْبَحَ هذا الأَخيرُ لا يَخْطَأُ مُتَرَئِّسًا الكَنِيْسَةَ بِأَكملِها.
وَلِئَلاَّ نظلمَ كنيسةَ اللاّتين، سَوْفَ نَسْتَشْهِدُ بِأَبرَزِ مُؤَلِّفاتِها "التّعليم العَقائديّ للكنيسةِ الكاثوليكيَّةِ"؛ وهو أحدُ الكتُبِ تَضَمَّنَ قراراتِ المجمعِ "الفاتيكاني الثاني" وبحسبِ كنيسةِ اللاتين هو المجمع "المسكونيِّ" الحادي والعشرون في جملة مجامعهم. أمرٌ معروفٌ أنَّ كنيسة اللاتين لم تكُفّ عند المجمع المسكونيّ السابع، بل عقدت أربعة عشرة مجمعًا إضافيّة. اليوم هذه المجامع هي العائق الأكبر بالنسبة لهم، لأنَّهم وإن نووا تجاوز الروح المدرسيّ والروح القضائي، إلاّ أنّهم لا يقدرون، فإنّ قرارات هذه المجامع تُكبِّلهم. مَن يُطالِع الكتاب المذكور أعلاه، يستنتج هذا الأمر فورًا. نُدرِجُ مقاطعَ وافيةٍ منه، كالتّالي:
-«ليسَ للأساقفةِ، كمجموعةٍ، أيَّةُ سلطةٍ، إنْ لَمْ يكنْ مُتَّصِلاً بأُسقُفِ روما، خليفةِ بطرسَ ورأسِ المجموعةِ؛ لأنَّ صلاحيةَ أوليَّةِ البابا تبقى دائمًا محفوظةً وساريةَ المفعولِ، على جميعِ الرُّعاةِ والمؤمنينَ. وهكذا، فأُسقفُ روما، الَّذي يحمل صلاحيَّةَ مُمثِّل المسيح، هُوَ راعي الكنيسةِ بأسرِها، ولديه السُّلطةُ الكاملةُ والعُليَا والعالميَّةُ في الكنيسةِ. يُمارِسُها بِحُرِّيَّةٍ ساعةَ يَشَاءُ؛ وكونُ أسقفِ روما خليفةَ بطرسَ، فهذا يعني أنَّهُ هو السُّلطةُ المنظورةُ المُستديمةُ وأساسُ الاتِّحادِ، مَا بينَ الأساقفةِ، بقدرِ ما هو اتّحادُ حشودِ المؤمنينَ».
ومِنَ المَقاطِعِ الّتي أُدْرِجَتْ من النّصِّ الرَّسميِّ لـ "الوعظِ في الكنيسةِ الكاثوليكيّة"، ما يلي:
-«كنيسةُ المسيحِ الوحيدة...هي الَّتي أَوكَلَ مخلِّصُنا رعايتَها، بعد قيامَتِهِ، للرّسُول بطرسَ ( يوحنا 21: 17)، وائتَمَنَهُ هو مَعَ الرُّسُلِ الآخرينَ أمرَ نشرِها وحُكمِها. هذه الكنيسةُ الَّتي تشكَّلت ونُظِّمَتْ كمجتمعٍ داخلَ العالمِ، كائنةٌ في الكنيسةِ الكاثوليكيّةِ، يحكُمها خليفةُ بطرسَ الرسولِ والأساقفةُ شركاؤه»
-«إنّ صَفَّ الأساقفةِ يمارسُ سلطتَهُ على الكنيسةِ بأسرِهَا رسميًّا من خلالِ المجمعِ المسكونيِّ»
-«لا يمكنُ أن يُعقدَ مجمعٌ مسكونيٌّ إن لم يُؤَيِّدْهُ، أو على الأقلِّ يوافقُ عليه خليفةُ بطرسَ الرَّسولِ»
-«يتمتّعُ بابا روما، رئيسُ مصفِّ الأساقفةِ، بالعِصْمَةِ عنِ الخَطَإِ، بفضلِ منصِبِهِ، إذ هو بمثابةِ الرَّاعي الأوَّلُ ومعلّمُ المؤمنِينَ كلِّهم، هُوَ الّذي يدعَمُ إِخوتَه في الإيمانِ، ويعلنُ بفعلٍ حتميٍّ تعاليمَ محدّدةً فيما يخصُّ الإيمانَ والأخلاقَ...»
-«... تستلزم سيامةُ أسقفٍ ما، اليومَ، موافقةً خاصّةً من بابا روما، بفضلِ خاصّيَّتِهِ كالرَّابطِ الأسمى المنظورِ، ما بينَ الكنائسِ، بداخلِ الكنيسةِ الواحدةِ، وهو الكفالةُ لحُرِّيَّتِهِمْ.»
واللاَّفِتُ للنَّظَرِ توقيعُ البابا الكتبَ الرسميّةَ، لا كأسقفِ روما، بل كأسقفِ الكنيسةِ الكاثوليكيّةِ بأسرِها (اللاتين)، أو باسمِه وحسبُ، مثلاً: يوحنّا-بولس الثّاني. من الواضحِ أنّه يعدُّ نَفْسَهُ الأسقفَ الأعلى أو أسقفَ الأساقفةِ.
قُبِلَتْ عقيدةُ "عصمة البابا عنِ الخَطَإِ" وازدادَت تشديدًا في المجمع الفاتيكانيِّ الثاني:
-«خضوعُ الإرادةِ والذِّهنِ الدّينيّ (submission)، يجبُ أن يظهرَ بأسلوبٍ خاصٍّ في أصالةِ سلطةِ التَّعليمِ، لِحَبْر (أي لأسقف) روما، حتَّى حينَ لا يتكلّمُ وهُوَ على مِنَصَّةِ كُرْسِيِّهِ (ex cathedra)»
وما سَبَقَ مِنْ كلامٍ يعني أنّ العِصْمَةَ امتدَّتْ لتطالَ قراراتِ البابا كلَّهَا. بينما زعمَ المجمعُ الفاتيكانيُّ الأوَّلُ أَنَّ عصمةَ البابا، هي تحديدًا، عندَمَا يبثُّ القراراتِ من منصَّتِهِ، باستخدامِ الحدِّ (definimus) أي "نُحدِّدُّ"، إنّما هنا في المجمعِ الفاتيكانيِّ الثاني تقرّرَ أنَّ البابا معصومٌ، لا فقط حين يحكُمُ رسميًّا كبابا، بل كلَّما أصدَرَ حُكمًا.
وهكذا، يَصيرُ المجمعُ المسكونيُّ مجرَّدَ هيئةٍ استشاريّةٍ للباباواتِ ليسَ إلاّ. لم تَعُدِ العصمةُ مُلكَ المجمعِ المسكونيِّ بل هي حصرًا للبابا. ومن حَكَم بأنَّ البابا "لا يُخطِئُ"؟ ألعلّه "المجمعُ"؟ لا نَعْلَمُ.
مبدأُ [المجمع] الَّذي تسلَّمناهُ من الرُّسِلِ القدِّيسِيْنَ غائبٌ عن كنيسةِ اللاَّتينِ، فحلَّ محَلَّهُ مبدأُ مركزيّةِ البابا. وصار البابا المعصومُ مركزًا لاتّحادِ الكنيسةِ ونبعًا لَهُ. وهذا يعني احتياجُ الكنيسة إلى إنسانٍ، يؤمِّنُ اتّحَادَهَا. هكذا هُمِّشَت مكانةُ الرَّبِّ يسوعَ المسيحِ والرُّوحِ القُدُسِ، واحتُقِرت.
العصمةُ عنِ الخَطَإِ هي ميِّزةُ الرُّوحِ القُدُسِ، وَنقلُها إلى فردٍ مُحدَّدٍ هو البابا، يُحوِّلُ البُعدَ الأُخرَويَّ (اسخاتولوجيُّ) للكنيسةِ داخلَ التَّاريخ، إلى حُكْمٍ دُنيويٍّ.
ردودُ الأُرثوذكسيَّةِ على "عِصمةِ البابا عنِ الخَطَإِ
نحنُ الأرثوذكسَ نقرأُ بحزنٍ شديدٍ، بل بامتعاضٍ مُقدًّسٍ، القراراتِ المذكورةَ، ونعتبرُها تجديفًا على الرُّوحِ القُدُسِ. فنَتَفَهَّمُ بالتَّالي قولاً حازمًا ولكن مليئًا بمحبّة البَشَرِ في آنٍ، للقدِّيس يوستينوس بوبوفيتش: «ثمَّةَ ثلاثُ سَقَطَاتٍ في التَّاريخ: سَقطةُ آدمَ، سقطةُ يهوذا، وسقطةُ البابا».
تستخدِمُ الكنيسةُ الأرثوذكسيّة، تجاهَ عصمةِ البابا، لهجةً حازمةً لَمْ تَتَغَيَّرْ عبرَ العُصُورِ، فهي، انطِلاقًا منَ العِلْمِ الكنسيِّ الأُرثوذكسيِّ، تُقاوِمُ مُقاومةً شديدةً "تسلّطَ البابَا وَزَعْمَه بالأوَّليّة والعصمةِ عنِ الخَطَإِ، وِفقَ، ما يَقُولُهُ بطريركُ الإسكندريّةِ ميتروفانيس (كريتوبولو):
«لم يُسمَعْ، قَطُّ، أنَّ إنسانًا فانيًا ومُلامًا على رِبْوَاتِ الخطايا، يُسمَّى رَأسًا للكنيسةِ. فلِكونِه إنسانًا فهو معرَّضٌ للمَوْتِ. أيُعقل أن تبقى الكنيسةُ بلا رأسٍ إلى أن يُنتخبَ الشَّخصُ التَّالي؟ كما أنَّ الجسدَ بلا رأسٍ لا يمكنُه أن يثبُتَ ولا لطَرْفَةِ عَيْنٍ، كذلكَ يستحيل أيضًا أن تبقى الكنيسةُ، ولو لِوَهْلَةٍ، من دونِ الرَّأسِ المُناسبِ لها. لذلك، تحتاج الكنيسة لرأسٍ حيٍّ لا يموتُ، بحيثُ تكونُ هي الكنيسَةُ، أيضًا، حيويَّةً سرمدًا وعامِلَةً، كما هو رَأسُها... هكذا رأسُ الكنيسةِ الجامعةِ الرَّبُّ يسوعُ المسيحُ، الَّذي هو رأسُ الجميعِ، وبه يتعاضدُ الجسدُ كُلُّهُ...»
وأثناءَ العهدِ العُثمانيّ (عام 1672م)، حرَّرَ البطريركُ الأورشليميُّ ذوسيثاوس اعترافَه الشّهيرَ الَّذِيْ يقولُ فيه:
«بما أنَّه مِن المُستحيلِ أن يكونَ إنسانٌ فَاْنٍ ومَائِتٌ رأسًا أَزَليًّا وشاملاً للكنيسةِ الجامِعَةِ المستقيمةِ الرَّأْيِ (الأرثوذكسيّة)، فإنَّ الربَّ يسوعَ المسيحَ نفسَه هُو رأسُ الكنيسةِ والمالكُ سلطانَ قيادتِها بالكاملِ، ويُمسِكُ دَفَّتَها، عبرَ الآباءِ القدِّيسِيْنَ».
وعندَما نَشَرَ البابا لاون الثَّالثَ عشرَ (عام 1895م) رسالةً دَوريَّةً، توجَّهَ فيها إلى الرُّؤساءِ وشعوبِ المسكونةِ، وإلى الكنيسةِ الأرثوذكسيّةِ، داعِيًا إِيَّاهم إلى الانضمامِ إلى الكنيسةِ البابويّةِ، مُعْتَرِفِيْنَ بعصمةِ البَابَا وأوَّليَّتِه وسلطَتِهِ الكَونيَّةِ على الكنيسةِ بِأسرِها... رَدَّ المجمعُ المسكونيُّ في القسطنطينيَّةِ، على عهد آنثيموس السَّابعِ، من خلالِ نَشْرَةٍ في غايَة الأهميَّة موجَّهةً إلى الإكليروس والشَّعبِ الحسنِ العبادةِ، رعايا الكرسيّ البطريركيّ المسكونيّ، وهذا بَعْضُ ما وردَ في النَّشْرَةِ:
«لا تَعرِفُ كنيسةُ المسيحِ المقدَّسةُ الأرثوذكسيَّةُ الجامعةُ الشرقيَّةُ إِلاَّ ابنَ اللهِ وكلمتَهُ المتجسِّدَ بحالٍ لا تُوصفُ، مَخْلُوقًا معصومًا عنِ الخَطَإِ على هذه البسيطة أبدًا، ولن تعرفَ. فالرَّسُولُ بطرسُ نفسُه- الَّذي يزعَمُ البابَا،مُعتَقِدًا، أنَّهُ خليفَتُهُ- أنكرَ الرَّبَّ ثلاثَ مرَّاتٍ، وقد وبَّخَهُ الرَّسولُ بولسُ مرَّتَيْنِ، أنَّه لا يسلكُ باستقامةِ كلمةِ حِقِّ الإنجيلِ».
«وبينمَا تُحافظُ الكنيسةُ الأرثوذكسيَّةُ على الإيمانِ الإنجيليِّ مِنْ دونِ تَزْيِيْفٍ، لا تزالُ كنيسةُ روما الحاليّةُ، كنيسةُ البِدَعِ والتَّزويرِ لمُؤلفاتِ آباءِ الكنيسةِ والتّفسيرِ المُشَوَّهِ لنصوصِ الكتابِ المقدَّسِ ولبنودِ المجامعِ المقدَّسةِ على حالِها، في نمطِ تفكيرِها، فَسَتَظَلُّ باقيةً على ضلالِها».
يقول القدِّيسُ غريغوريوس النزينزيّ: «حربٌ ممدوحةٌ خيرٌ مِن سَلامٍ يفصِلُنا عن اللهِ...» وهُنا أودُّ أن أُجيبَ على اعتراضٍ مُحتَملٍ؛ يتحدَّث لاهوتيّو الكنيسةِ اللاتينيّةِ، في الفترةِ الأخيرةِ، أحيانًا مادِحين كنيستَنا الأرثوذكسيّة، ويبادرون إلى نشاطاتٍ مُحبَّة للأرثوذكسيّة. لعلَّ تغييرًا قد حَدَثَ، يبرّر تبدُّلَ مَوقِفنا نحنُ الأرثوذكسَ تجاهَ البابويّةِ؟
في الحقيقة، هُناكَ حالاتٌ فَرْدِيَّةٌ مُنفصلةٌ، لأفرادٍ من رعايا اللاَّتينِ، يُبدونَ بِصِدْقٍ مَوقفًا مُحِبًّا للأرثوذكسيَّةِ.
لكنَّ أسلوبَ الفاتيكان الرَّسميَّ، وسياستَه العامَّة مختلفَانَ تمامًا. يستخدمُ الفاتيكانُ لُغَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ. يستخدم تعابيرَ ودِّيَّةٍ في تعامُلِه مَعَنَا، ولكنَّ، في أحيانٍ أُخرى، عندما يخاطبُ رعاياهُ (اللاَّتين) أنفسَهُم فَإِنَّهُ يَسْتخدِمُ تعابيرَ قاسيَةً.
يجبُ ألاّ ننسى كذلك أنَّ كلَّ حدَثٍ مُحِبٍّ للأرثوذكسيّة، لا يعودُ بالتّحديد للكنيسةِ الأرثوذكسيَّةِ، بل يعود بشكلٍ عامٍّ لكنيسةِ الشَّرقِ، والَّتي، للكثيرِ من رعايا اللاتينِ، هي أتباعُ طائفةِ الرُّوم الكاثوليك.
أودُّ أن نتَّخذَ نصًّا للأُستاذ الرَّاحل يوحنا باناغوبولوس، مُدرِّس مادَّة "العهد الجديد" في كلية اللاَّهوت، بجامعة أثينا.
معَ أنَّه لا يتَّصِفُ بـ"المعادي للمسكونيَّةِ" إلاَّ أنَّه كتب تعليقًا على نشرةٍ عنوانُها" اتّحادُ الكنائس"، وجَّهها البابا يوحنَّا بولس الثاني، في 25 أيار 1995، إلى رعاياه اللاتين وجميعِ المسيحيِّينَ. يَقُولُ فِيْهِ:
«تُخصِّصُ (النشرةُ) فِقْراتٍ عديدةً تتناولُ الكنيسةَ الأرثوذكسيَّةَ (50 - 61). فبينما يُوافقون على الطوائف المسيحيَّة الأُخرى ويَزعَمون أنَّها تحافظُ على عناصرَ أصيلَةٍ للحقيقةِ المسيحيَّةِ والقداسةِ (10-13)، فَإِنَّهم، يعتبِرُونَ، في المُقابِلِ، الكنيسةَ الأرثوذكسيَّةَ كنيسةً شقيقةً أو "الرِّئَة" الأُخرى في جسدِ المسيح (54)، وهي، أَصلاً، مُنفَصِلَةٌ عن كنيسةِ اللاتين. أيضًا يعترفون رسميًا بخلَفيَّتِها للرُّسل وبأسرارها، ويقدِّرون بصدقٍ غِناها الروحيِّ والليتورجيّ، ولكنْ يُفْهَمُ بِوُضُوحٍ، وعلى الرَّغْمِ من هذه التسامحِ، أَنَّ الكنيسةَ الأُرثوذكسيَّةَ لا تمتَلِكُ الحَقِّ المَسيحيّ كلّه، كَحالِ الطَّوائفِ البروتستانتيّة؛ طالما أَنَّها لا تَقْبَلُ الشركة مع كرسيّ روما. ترغبُ الكنيسةُ اللاتينيّة بالظُّهورِ، مجدّدًا، كمَنْبَعٍ، وكالأصالةِ المُطلَقةِ، وكمِعيارِ الحُكمِ بصحَّةِ الصِّفَةِ الكنسيَّةِ للطَّوائفِ المسيحيَّةِ الباقيةِ...»
«ثمَّ تعودُ النشرةُ إلى نبرةِ الشِّدَّةِ والصَّلابةِ في إعلانِ قراراتِ المجمعِ الفاتيكانيِّ الثاني، حولَ المسكونيّةِ. مبدأُهُ الأساسيُّ: الشَّرْطُ الأسبقُ لشركةِ الكنائسِ المُختلفةِ مَعَ كنيسةِ روما لضَمَانِ الاتّحادِ. تأسَّسَت أوليَّةُ أُسقفِ روما على مشيئةِ الله أيْ على الإِشرافِ والسَّهرِ على الاتّحادِ الكنسيِّ، تسليمِ الإيمانِ، إتمامِ الواجباتِ الأسراريّة واللّيتورجيّة، العملِ البشاريِّ، وعمومًا ترتيبِ الحياةِ المسيحيّةِ بِشَكلٍ نِظَامِيٍّ.»
«تضمنُ الشَّركةُ وحدَها، معَ خليفةِ بطرسَ، كمالَ الكَنيسةِ الواحدةِ الجامِعَة المُقَدَّسَةِ الرَّسوليَّةِ. وأيُّ نقاشٍ حَولَ اتِّحادِ الكنائسِ، يستلزمُ مُسبقًا قَبول أوَّليَّةِ البابَا مِنْ دونِ قَيْدٍ أَو شرطٍ، الَّذي أسَّسَهُ اللهُ بمثابةِ (مبدإٍ منظورٍ دائمِ الاتِّحادِ)».
«يجبُ علينا، نحنُ المؤمنينَ الأرثوذكسَ، أن نُقِرَّ بخيبةِ أملِنا التَّامَّةِ من نشرةِ البابا الجديدةِ هذه. لأنَّ قناعةَ اللاَّتين، تقليدِيًّا، حولَ: ما هي الكنيسةُ؟ وما الاتِّحادُ؟ قَدْ تَشَكَّلَ، مُنذُ القرنِ الخامسِ، حجرَ عَثْرَةٍ على الرَّغْمِ منَ الحواراتِ اللاَّهوتيّةِ، طَوَالَ 1500 سنةٍ، لَم تَتوصَّلْ إِلى نتيجَةٍ إيجابيّةٍ ولنْ تَصلَ بالطَّبْعِ أبدًا طالَمَا أنَّ كنيسةَ اللاتين تُصمِّمُ بصلابَةٍ على مبدَإِ "أوّليَّةِ البابا"... وبالتَّالي، هذِهِ سذاجةٌ لا تُغتفَرُ، ادِّعاءُ المرءِ أنَّ نَشرةَ البابا الجديدةَ تُتيحُ مجالاً لحوارٍ مَوضوعُهُ "أوَّليَّة البابا". التَّحديثُ الوَحيدُ في المسألةِ، هو إِعادةُ الإشارةِ إلى تلكَ القراراتِ ومُطالَبَةُ الجميعِ، بأسلوبٍ دبلوماسيٍّ، إظهارَ "بطولةٍ أصيلَةٍ" و"تضحِيَةً في سبيلِ الاتِّحادِ”»...
موقفُ الفاتيكان هذا، وخاصَّةً النَّشاطُ المُعادي للأُرثوذُكسيَّة متجسِّدًا بطائفة [الرُّوم الكاثوليك] (uniates) جعَلا البطريركَ المسكونيَّ مؤخَّرًا يقطَعُ الحِوارَ مع اللاَّتين. كما أنَّ غبطَتَهُ أعلَنَ أمرًا مهمًّا، قَبلَ أشهُرٍ قليلةٍ، لمُراسلينَ صحفِيِّيْنَ نمساويِّيْنَ، أنَّ الكنائسَ الأرثوذكسيَّة لم تؤيِّدْ اتِّفاقيةَ [البَلَمَند] عدا كَنيسةَ رومانيا.
فروقات أخرى
هناك اختلافاتٌ أخرى بين الكنيستين. مَثَلاً، لدى اللاتين تعليمٌ بشأنِ نارِ المَطْهَرِ، وتعليمٌ خاطئٌ آخَرُ حول سيِّدَتِنَا الفائقةِ القدَاسَةِ، يسمُّونه الـ [ماريولوجيا]، مُشَيِّعِيْنَ تعليمَ "الحَبَلِ بلا دَنَسٍ" بمثابةِ عَقيدةٍ. لا يدرِكُون أنّهم بهذِهِ الطّريقَةِ يَفْصِلُونها عنِ الجنسِ البَشريِّ، فعقيدَةُ "الحَبَلِ بلا دَنَسٍ" لا تَخْلُو مِنْ عواقِبَ تؤَثِّرُ في تدبيرِ سرِّ الخلاصِ للبَشَرِيّةِ: إن كانَتْ طبيعةُ العذراءِ مُختلِفَةً عنَّا، عندئذٍ باتِّخاذِ الرَّبِّ جسدًا منها، ألَّهَ طبيعةً أُخرى، لا طبيعتنا نحن البَشَرَ العاديّيْنَ.
تحمل جميعُ هذه الاختلافات اسمًا مُشتركًا، ألا وهُوَ روحُ مركزيَّةِ الإنسانِ. تولَّد منه الرُّوحُ القانونِيُّ لدى اللاّتين، الَّذي يتَّضِحُ في العديدِ من قواعِد كَنيستِهم مثلَ قانونِهِم الحُقُوقيِّ.
يبيّن مثالٌ بسيط ما قلناه أعلاه جيلاً: كيف يتمُّ سرّ الاعتراف عندهم: يدخُل الأبُ الرُّوحيُّ والمُعترف إلى كُشكَينِ مُنفَصلَين، بحيث لا يرى أحدُهما الآخر، ويتمُّ أمرٌ أشبَه "بالمُحاكمة"، حيث يعدِّدُ المُعتَرِفُ خطايَاهُ ويأخُذ عِقابًا تُحدِّدُهُ قوانينُ كنيسةِ اللاّتينِ. يُدرَكُ هذا السِّرُّ في الكنيسةِ الأُرثوذكسيَّةِ بأسلوبٍ مختلِفٍ تمامًا. تُوجدُ علاقةٌ مُباشَرَةٌ شخصيَّةٌ، بينَ الأبِ الرُّوحيِّ والمُعتَرِفِ حيثُ المُعرِّفُ أبٌ، والمعتَرِفُ ابنٌ روحيٌّ؛ يذهب ليفتحَ قلبَهُ، ويبوحَ بألَمِهِ وخطايَاهُ، وينالَ العلاجَ الرُّوحيَّ المُلائمَ.
تَظهَرُ مَركزيَّةُ الإنسانِ لدى الكنيسةِ الكاثوليكيّةِ كذلك في ابتكاراتِهم وتغيُّراتِهم المُستَمِرَّةِ. وفي المقابل، كنيستُنا الأرثوذكسيَّةُ هي كنيسةٌ خالِيَةٌ من الابتكاراتِ؛ لم تُضِفْ شيئًا إلى تعاليمِ ربِّنَا والرُّسُلِ القدِّيسِيْنَ. هي الكنيسةُ الإنجيلِيةُ بالدَّرَجَةِ الأُولى والرَّسوليَّةُ. ويعبَّرُ عن هذا في حياتِها وجوهرِها وقواعدِها، الَّتي هي إنجيليَّة كلِّيًّا ورسوليَّةً.
يشكّلُ اللهُ المُتأنِّسُ، الرَّبُّ يسوعُ المسيحُ، المَركزَ في الأرثوذكسيَّةِ من النَّواحي جمِيْعِها؛ والعكسُ في المُقابِلِ، فإنَّ تأثيرَ مذهبِ مركزيَّةِ الإنسانِ على كلِّ شيءٍ في الغَرْبِ واضحٌ بدرجاتٍ متفاوتةٍ، سواءٌ أفي الباباويّةِ أم البروتستانت.
لهذا قالَ المَغبوطُ الذِّكر، خومياكوف، اللاَّهوتيُّ والفيلسوفُ الرُّوسيُّ: إنَّ الباباويّةَ والبروتستانت هما الوجهانِ المختلِفَانِ للعِمْلَةِ نَفْسِها.
والجديرُ ذِكْرُهُ، ما كَتَبَهُ القِدِّيْسُ نكاريوسُ في إِظهارِ الفروقِ بينَ نِظامَيْنِ: كنيسة الغرب (الباباويَّةِ) والبروتستانتيّة:
"الفرقُ الوَحيدُ ما بين هَذين النِّظامَين، هو: في الكنيسة البابوية، يُجمِّعُ الفَرد (أي البابا) حولَ نفسِه، حشدَ بُكْمٍ لا حُرِّية لهم، مُتكيِّفين، كلَّ مرَّةٍ، وفقًا لمبادئ وأفكار هذا المُتسلّط؛ ومن الناحِيَةٍ الأُخرى، عند البروتستانت، قد تمركزَت الكنيسَةُ حَول الشخص. فالكنيسةَ الغَربيَّة هي شخصٌ واحد لا غير؛ لكن، مَن يَضمَن لنا انسجام آراءِ كُلِّ الباباوات؟ طالما يحكم كُل بابا في الصَّواب وفقًا لزعمه الشخصيّ، ويفسَّر الكتاب المقدّس كما يشاء، ويقتبس حسب ما يعده هو صحيحًا. بماذا يختلف إذًا هذا عن صلاحية الجميع بتشريع العقائد في الكنيسة البروتستانتية؟ ما الفرق ما بين المترأِسين؟
ربَّما الفرقُ الوحيدُ، أَنَّ الفردَ، عندَ البروتستانت هُوَ نَفْسُهُ كنيسَةٌ؛ في حين أَنَّ الكنيسَةَ تشكِّل بجُملَتها فردًا، وهو البابا حتَّى يأْتيَ بابا آخرُ، لدى البابويين.
إذًا لبُّ الموضوعِ هو سلطَةُ الفَرْدِ، فالبابا هوَ المُتَسَلِّطُ في الكثلكة، أما لدى البروتستانت، فالمُتَسَلِّطُ هوَ كُلُّ مسيحيٍّ بروتستانتيٍّ، لأَنَّ الشَّخْصَ البروتستانيَّ هوَ معيارُ الحقيقةِ.
فَالمَرْكَزُ في الكنيسَةِ الأُرثوذكسيَّةِ هوَ الإلَهُ المُتَجَسِّدُ أيِ المسيحَ، الَّذي يُشَكِّلُ حياةَ الكنيسَةِ وتعالِيْمَها: في الفَنِّ الكنَسِيِّ، وفي رسمِ الإيقوناتِ، وفي العمارةِ والمُوسيقى… إلخ.
فَإِنْ قارَنَّا "مادونا" (أي صورة العذراء التي يستخدمها البابويّون)، عصرَ النهضةِ، بإيقونةٍ أرثوذكسيَّةٍ للسّيِّدَةِ الفائقَةِ القداسَةِ، فَسَوفَ نلاحظُ الفرقَ حيثُ تُصَوَّرُ "مادونا" امرأةً جميلةً، أمَّا الإيقونة الأرثوذكسيَّة فَتُصَوِّرُ الإنسانَ المُتَأَلِّهَ.
وَإن قارنَّا كنيسةَ الرَّسولِ بُطرسَ في روما بكنيسةِ "آيِّا صوفيا" (حكمةِ اللهِ المُقَدَّسَةِ) نرى أَنَّ كنيسَةَ الرَّسولِ بطرسَ تُعبِّرُ عن ظاهرةِ مركزيَّةِ الإنسانِ، محاولاً فرض نفسِهِ بقوَّةٍ من خلالِ ثِقْلِ المَادِّيَّةِ. وفي المقابل، عندما تدخلُ كنيسة "آيِّا صوفيا" تَشْعرُ أنَّك تخرجُ صاعدًا إلى السَّماءِ فلا تبهرُك بالغِنى ولا بالمَادَّةِ. ؛ والأمرُ نَفْسُهُ كذلكَ في الموسيقى الكنسيّةِ الأرثوذكسيَّة، الَّتي تجعلُ المَرْءَ يتخشَّعُ ويرتفع إلى السّمَاء؛ فهي لا تشبِهُ الموسيقى الأوروبيَّةِ ذاتِ الأصواتِ الكثيرةِ، بأيِّ شكلٍ، والَّتي تطربُ مشاعرَ الإنسانِ فقط.
وانطلاقًا ممَّا تقدَّمَ لَيْسَ الاتِّحادُ مسأَلَةَ اتِّفاقٍ فَحَسْبُ على بعضِ العقائدِ، وإِنَّما هي تَقَبُّلٌ لروحِ الأرثوذكسيَّةِ، روحِ مركزيَّةِ المسيحِ، مركزيَّةِ الإِلهِ المُتَأَنِّسِ، ومركزيّة الثَّالوثِ القُدُّوسِ، في العقائدِ، في حُسْنِ العِبادَةِ، والعِلْمِ الكنَسِيِّ، وكذلكَ، القانونِ الكنَسِيِّ، واللاَّهُوتِ الرَّعَائِيِّ، والفَنِّ والنُّسْكِ.
ولِيكونَ الاتَّحادُ فِعلاً، لا قَوْلاً، هُناكَ أَمرٌ من اثنَيْنِ: إِمَّا أنْ تتخلَّى أُرثوذِكسِيَّتِنا عن مركَزِيَّةِ الإِلَهِ المُتأَنِّسِ، أَوْ أنْ يتخلّى الباباويُون عن مركزيَّةِ الإنسانِ. وأَنْ نَتَخَلَّى عن أُرثوذِكسيَّتِنا أَمرٌ مُستحيلٌ بنعمة ربّنا لأنَّها خيانَةٌ لإنجيلِ مسيحِنا. وإِذا ما كانَ تَخَلِّيْ البابويِّينَ عن مركزيَّةِ الإِنسانِ صعبًا حدوثُهُ فَـإِنَّ «ما لا يُسْتَطاعٌ عندَ النَّاسِ مستطاعٌ عندَ اللهِ» (لوقا18: 27)
نَحْنُ نُؤْمِنُ أنَّهُ ليسَ مِنْ صَالِحِنا-نحنُ الأُرثوذُكسَ- أَنْ نتَخلَّى عن أرثوذكسيتنا. طالما هي موجودة فإنَّها تُحافِظُ على الإيمانِ الإنجيليِّ خاليًا مِن البِدَع؛ الإيمانِ المُسَلَّمِ مرَّةً واحدةً للقدِّيسينَ (يهوذا 3). وثمَّةَ شهادةٌ حيّةٌ لشَرِكَةِ اللهِ الحقيقيَّةِ معَ الإنسانِ؛ وبالتَّالي، يُدركُ رعايا الطَّوائفِ الأخرى، مَن خسروا هذِهِ الشَّرِكَةِ، أنَّها موجودةٌ وممكنَةٌ، يلقُونَ الرَّجَاءَ، وربَّما يبحثُونَ عنهَا يومًا ما، أَفرادًا وجَماعاتٍ، وحين يجدُونها فَسَوفَ يَسْتَرِيْحُونَ. لِنَتَمَسَّكَنَّ إذًا بهذا الإيمانِ المقدَّسِ، لا لصالحِنا نحنُ فقط بل من أجل رعايا الطَّوائفِ المُختلفةِ ولأجل البشريَّة جمعاءَ. فَمنَ المنظورِ الأرثوذكسيِّ، لا يُمكنُ القَبولُ بفرضيَّةِ الرِّئَتَيْنِ، القائلة إنَّ الواحدةَ هي الباباويّة والثّانية الأرثوذكسيّة، ومن خلالهما تتنفَّسُ الكنيسةُ. لأَنَّ إحدى "الرِّئتين" مريْضَةٌ بِمرَضٍ لا شِفاءَ منهُ وهو عَدَمُ الاستِقامةِ.
خاتمة
نَشْكُرُ الثَّالوثَ الكُليَّ قُدسُهُ المُعطي الحياةَ على عَطِيَّتِهِ الكبرى: إيمانِنا المُقدَّسِ المُستقيمِ، وعلى أجدادِنا الوَرِعِيْنَ ومعلمِيْنَا وكهنتِنَا وأساقفتِنَا وآبائِنَا الرُّوحيِّيْنَ، الَّذينَ علَّمُونا وسلَّمونَا هذا الإيمانَ المقدَّسَ.
نعترف أنَّنا لا نرتاح في كنيسةٍ تضعُ في مكان الإلهِ-الإنسان (أي المسيح) إنسانًا معصومًا عنِ الخَطَإِ، سواءٌ أكانَ البابا أم البروتستانتيّ.
نؤمنُ أنَّ كنيستَنا الواحدةَ والجامعةَ والمقدَّسَةَ والرَّسُوليَّةَ هي كنيسةُ المسيحِ، مِلْءُ الحَقِّ والنّعمَةِ. ويحزِنُنا أنَّ الطَّوائفَ المسيحيّةَ الأخرى لا تقدرُ أن تتمتّعَ بهذا الاكتمالِ. بل يحاولون أحيانًا خطْفَ أو جذْبَ الرعايا الأرثوذكسيَّةِ إلى طوائِفِهم، مُشدِّدِيْنَ على وِجهَةِ نَظَرٍ واحدةٍ جُزئيَّةٍ، ومنقوصةٍ، ومُشَوَّهَةٍ. نقدِّرُ محبَّتَهم المسيحَ، أيًا كانَ حجمُها، ونُقدِّرُ الأعمالَ الصَّالحةَ الَّتي ينجزُونَها، لكن لا نقدِرُ أنْ نعتبرَ تفسيرَهم لإنجيلِ المسيحِ مطابقٌ لتَعَاليمِ المسيحِ والرُّسُلِ القدّيسيْنَ، والآباءِ القدِّيسيْنَ والمجامعِ المقدَّسَةِ المَسْكونيَّةِ والمَحَلِّيَّةِ.
صلاتُنا أنْ يُرشِدَهُم المسيحُ رئيسُ الرُّعاةِ، قائدُ الكنيسةِ ورأسُها، المعصومُ وحدَه عنِ الخَطَإِ، إلى الكنيسةِ المقدَّسَةِ الأرثوذكسيّةِ، حيْثُ بيتُهُم الأَبويُّ الَّذي جَنَحُوا عنه مرّةً. ونسألُه أن ينيرَنا نحنُ الأرثوذُكسَ فنبقَى أُمناءَ حتَّى الموتِ أمناءَ على إيمانِنَا المقدَّسِ الخالي مِن البِدَعِ، ونزدادَ ثباتًا وتعمُّقًا فيه: «إلى أنْ نَنْتَهِيَ جمِيْعُنا إِلى وَحْدَةِ الإِيمانِ، ومَعْرِفَةِ ابنِ اللهِ، إِلى إِنيسانٍ كامِلٍ إِلى مِقدارِ قامَةِ مِلْءِ المسيحِ» (أفسس 4: 13).
آمين.
آخر المواضيع
لِمَ الصّلاةُ المُشترَكةُ مرفُوضَةٌ؟
الفئة : مسكونيات
الفُرُوقُ بينَ الأُرثوذُكسيَّة والكاثوليكيَّة (الجزء 2/2)
الفئة : مسكونيات
الفُرُوقُ بينَ الأُرثوذُكسيَّة والكاثوليكيَّة (الجزء 1/2)
الفئة : مسكونيات
النشرات الإخبارية
اشترك الآن للحصول على كل المواد الجديدة الى بريدك الالكتروني