المسكونيّة والمسيح الدجَّال

الأرشمندريت أثناسيوس ميتيليناوس

الفئة:مسكونيات

نقلته إلى العربية رولا الحاج

 هنا يمكننا أن ننظر إلى مسألة المسكونيّة التي اختلقها المجمع العالميّ للكنائس. وهذه المسكونيّة أشبه بحصان طروادة ضخم يحمل المسيح الدجّال. أجل، لأنّ شعار المسكونيّة هو المحبّة- المحبّة والوحدة والوفاق. علاوة على ذلك، فهذا النوع من المسكونيّة كان وما يزال يخدمه إكليروس أرثوذكسيّ على أرفع المستويات! يا لها من خسارة! فقد علّم الأب المبارك يوستينوس بوبوفيتش (الذي أصبح اليوم قدّيسًا) أنّ المسكونيّة ليست هرطقة وحسب بل هرطقة شاملة. إنّها الهرطقة الكامنة خلف كلّ الهرطقات. وهدفها الأساس القضاء على المسيحيّة. وإن تكلّم أحد ضدّ المسكونيّة على «المحبّة والوحدة»، فسيقال إنّه ضدّ المحبّة: أنت ضدّ المحبّة! أنت تكرز بالكراهية. هل أنا حقًّا مبشّر بالكراهية؟ من الضروريّ أن نكون قادرين على تمييز المسيح الدجّال الموجود داخل «حصان طروادة»[1] هذا. ربّما لا نعيش الآن في الأيّام الفعليّة للمسيح الدجّال، إلّا أنّه قد يظهر بعد جيلنا بفترة وجيزة. قد يظهر بعد خمسين عامًا أو مئة أو خمسمئة، لا ندري. تكمن الفكرة في أنّ ظهوره قد يحصل بسهولة خلال السنوات الثلاثين القادمة، لا أحد يعلم متى بالضبط. لكنّ العلامات بدأت تتزايد بسرعة. لذا، إن وقعنا فريسة المسيح الدجّال أو لسابقيه فلا فرق، لأنّنا إن وُجدنا اليوم خاضعين لعمل سابقيه، فكأنّنا خاضعون للمسيح الدجّال نفسه. فلن نحظى بالخلاص.

المصدر:

ميتيليناوس، الأرشمندريت أثناسيوس. سفر الرؤيا: الأبواق السبعة والمسيح الدجال. نقلته إلى العربية رولا الحاج، بيروت، 2020.

 


[1] طروادة مدينة تاريخيّة عريقة تقع في منطقة الأناضول، ازدهرت قبل الميلاد بنحو ثلاثة آلاف عام. اشتهرت بسبب الحرب التاريخيّة التي وقعت فيها وخُلِّدت في الأوديسة، والإلياذة، فقد تناولت هاتان الملحمتان بعض أحداث هذه الحرب التي نشبت بين الإغريق وأهل مدينة طروادة، بسبب اختطاف ملكة إسبرطة هيلين، على يد الأمير بارس من طروادة. تروي الحكاية الأسطوريّة أنّ الإغريق ابتكروا فكرة تنهي الحرب الطويلة التي دارت خلال حصارهم مدينة طروادة؛ فصنعوا حصانًا خشبيًّا، أجوف، اختبأ فيه عدد كبير من المقاتلين الإغريق، وتظاهر باقي الجيش بالرحيل. وضع الحصان أمام المدينة، فقبل أهل طروادة إدخاله واستلامه كعلامة على السلام بينهم وبين الإغريق. أدخل أهالي طراودة الحصان إلى مدينتهم محتفلين بانتهاء الحرب، فسكروا وناموا وعندها خرج الجنود من داخل الحصان، وفتحوا باب المدينة، وذبحوا كلّ الرجال، وسيقت النساء والأطفال كعبيد للإغريق المنتصرين (المعرّبة).

 



آخر المواضيع

أكاذيب المسكونيّة، وحقيقة الأرثوذكسيّة – جزء 6
الفئة : مسكونيات

روني سعيد 2024-02-08

أكاذيب المسكونيّة، وحقيقة الأرثوذكسيّة – جزء 5
الفئة : مسكونيات

روني سعيد 2024-02-05

أكاذيب المسكونيّة، وحقيقة الأرثوذكسيّة – جزء 4
الفئة : مسكونيات

روني سعيد 2024-02-03

النشرات الإخبارية

اشترك الآن للحصول على كل المواد الجديدة الى بريدك الالكتروني

للإتصال بنا