أحد القدّيس يوحنّا السّلمي
المتروبوليت أَنطوني من سيروز
صفحة القديس غريغوريوس بالاماس
تعريب جنيفر سعد
باسم الآب والابن والرّوح القدس
الصّومُ هو أوان التّوبة، هو وقت تحويل قلبنا الحجري بقوّة الله الى قلب لَحمي، من قلبٍ عديم الإحساس الى قلبٍ مُدركٍ، من قلبٍ فاترٍ الى قلبٍ طيّبٍ ومتقبّلٍ للآخر- وبالتّأكيد هو الوقت مع الله.
الصّومُ هو التّجديدُ كما يتجدّدُ كلّ شيء في الرّبيع وهو عندما تصبح آخر أيّام حياتنا حيّة بالقوّة التي يمنحنا إيّاها الله، نحن البشر، بجعلنا شركاء الرّوح القدس من خلال الأسرار المقدّسة وعطيّة الله الإلهيّة.
إنّه أوان المصالحة، والمصالحة هي الفرح، هي مسرّة الله، إنّها فرحنا، إنّها بداية جديدة.
اليوم هو أحد القدّيس يوحنّا السلّمي، وأريد أن أقرأ لكم بضع عبارات ذات صلة بهذا الموسم من السّنة الذّي نحيا فيه:
"التّوبة، أي رجوعنا إلى الله، هي تجديد لمعموديّتنا، إنّها جِهادنا لتجديد عَهدنا مع الله، هي وَعْدنا لتغيير حياتنا. إنّه وقت يمكننا اكتساب التّواضع فيه، أي السّلام مع الله، السّلام مع أنفسنا، السّلام مع العالم المخلوق كلّه. التّوبة وليدة الرّجاء ورفض اليأس. الإنسان الذّي يتوب يصير مؤهلًا للإدانة- ومع ذلك يبتعد عن الحكم من دون خجل، لأنّ التّوبة هي سلامنا مع الله. يتحقّق ذلك من خلال حياة فاضلة نبتعد فيها عن الخطايا التي ارتكبناها سابقًا. التّوبة تطهير للوجدان. التّوبة تعني الصّبر على الحزن والألم."
ولو سألْنا أنفسنا كيف يمكننا تحقيق ذلك، كيف يمكننا التّوصل الى هذا، وكيف يمكننا التّجاوب مع الله الذي يستقبلنا كما استقبل الأب الابن الضّال وهو الله الذّي ينتظر عودتنا بشوق رغم أنّه لم يبتعد عنّا أبدًا، كيف يمكننا الرّدّ عليه؟ إليكم بعض الكلام عن الصّلاة:
"لا تصلّي بكلمات زائفة، لأنّها غالبًا ما تكون همسات الأطفال البسيطة هي التي تفرح أبينا السّماويّ. لا تُكثر الكلام عندما تتحدّث مع الله، فيتشتّت ذهنك وهو يبحث عن الكلمات. كلمة واحدة من العشّار جعلته ينفتح للّنعمة الإلهيّة، وكلمة واحدة مليئة بالإيمان أنقذت اللصّ على الصّليب. إنّ كثرة الكلام في صلاتنا يشتّت الذّهن ويملؤه بالتخيّلات. كلمة واحدة بحضور الله تُخاطبه فيها وتُرتّب أفكارك. وإذا لمستك كلمةٌ بعمقٍ في صلاتك وشعرت بها بشدّة فكّر بها كثيرًا لأنّه في مثل هذه اللّحظات يكون ملاكنا الحارس يصلّي معنا لأنّنا صادقون مع أنفسنا ومع الله."
لنتذكّر ما يقوله القدّيس يوحنّا السّلمي، حتى لو نسيتم التّعليقات القصيرة (التّي قدّمتها) لجعل نصّه أكثر فهمًا. لنتذكّر كلماته لأنّه كان إنسانًا يعرف معنى اللّجوء الى الله والبقاء مع الله وكيف نكون أنفسنا فرح الله وكيف نفرح به. قُدّم إلينا في هذا الوقت الذّي نتقدم فيه نحو الأسبوع العظيم؛ قُدّم إلينا كمثال لما يمكن أن تفعله النّعمة الإلهيّة بتغيير إنسان عادي وبسيط إلى نور ٍ في العالم.
لنتعلّم منه ولنحذو حذوه ولنفرح بما يمكن أن تفعله قوّة الله في الإنسان. فلنتّبع نصائحه بثقةٍ وبإيمانٍ وبهجة بل وبفرح عظيم، ولنستمع إلى الله يتوسّل إلينا لإيجاد سبيلنا في الحياة وإخبارنا بأنّنا معه وأننا فيه سنكون أحياء لأنّه الحقّ، بل والطّريق أيضًا والحياة الأبديّة. آمين
المرجع
آخر المواضيع
بَرَكَة صليبنا
الفئة : زمن التريودي المقدّس
في السلام بيننا
الفئة : زمن التريودي المقدّس
عظة في أحد الأرثوذكسيّة
الفئة : زمن التريودي المقدّس
النشرات الإخبارية
اشترك الآن للحصول على كل المواد الجديدة الى بريدك الالكتروني