مقالة

الأرثوذكسيّة هي المسيح

الميتروبوليت إيروثاوس فلاخوس

نقله إلى العربية: الشماس مكسيموس سلّوم

ليست الأرثوذكسية أمرًا مجرَّدًا، أو أيديولوجيَّةً أو إيمانًا لا أساس له، بل هي يسوع المسيح نفسه، ابن الله وكلمته الذي صار إنسانًا من أجل خلاص البشريَّة، كما تعلِّم الكنيسة الأرثوذكسيَّة.

تحمل كلمة "ذوكصا" مَعانٍ عديدة، وهي الرأي الحقيقي والإيمان والرؤية والبَصيرة والتألُّق والضياء. وفي المنظور الأرثوذكسي، هي الإيمان القويم، الذي هو ثمرة إعلان الله في المجد أي النور.

المسيح هو مجدُ الله الآب، وقد ظهر لأنبياءِ العهد القديم بطريقة غير متجسدّة في النور ثمَّ اتَّخذ الطّبيعة البشريَّة وخلَّص الجنس البشريّ. "أولاً بلا جسد، ثم من أجلنا بالجسد".

لقد كشف لنا المسيحُ سرَّ الثالوث القدوس. المسيح هو رأس الكنيسة. لقد هزم الموت والشيطان والخطيئة، من خلال صَلبِهِ وقيامته. ومن خلال المسيح نعرف الله الثالوث. الخريستولوجية هي أساس التعليم العقائديّ للكنيسة. ولهذا السبب تناولت كلُّ المجامع المسكونيَّة شخصَ المسيح، وقرّر المجمع المسكوني السّابع أنَّه يمكننا تصوير المسيح كإله وإنسان، لأنَّه تجسَّد.

ولهذا السبب فإنَّ ترنيمة أحد الأرثوذكسيَّة التي ننشدها أيضًا أثناء زيّاح الإيقونات المقدَّسة هي:

«لصورتِكَ الطاهرةِ نسجدُ أيّها الصالح. طالبينَ غفرانَ الخطايا أيُّها المسيحُ الإله. لأنَّكَ قبلتَ أن ترتفعَ بالجسدِ على الصليبِ طوعًا. لتُنجِّيَ الذينَ خلقتَهم من عبوديَّةِ العدو. لذلكَ نهتفُ إليكَ بشكرٍ. لقد ملأتَ الكلَّ فرحًا يا مخلِّصنا. إذ أتيتَ لتُخلِّصَ العالم.»

هذه هي الأرثوذكسية!

وإحدى التراتيل الليتورجيَّة الخريستولوجيَّة، التي ننشدها في القداس الإلهي: «يا كلمة الله الابن الوحيد...»، تعبِّر عن "الحكمة المقدَّسة المُحيِية"، وهي خلاصة كل قرارات المجامع المسكونية. ونحن ننشد بإطراءٍ هذا الإيمان، هذا المجد، هاتِفين:

«يا كلمة الله الابن الوحيد، الذي لم يزل غير مائت، لقد قبلتَ أن تتجسَّد من أجل خلاصنا، من القديسة والدة الإله الدائمة البتولية مريم، وتأنستَ بغير استحالة، وصُلِبتَ أيها المسيح إلهنا، وبموتك وطئتَ الموت. وأنت لم تزل أحد الثالوث القدّوس، الممجَّد مع الآب والروح القدس خلّصنا.»

https://www.mystagogyresourcecenter.com/2025/03/orthodoxy-is-christ-metropolitan.html