عظةٌ في صلاةِ يسوعَ
عظةٌ في صلاةِ يسوعَ.
القدِّيسُ مرقسُ الأفَسُسِيُّ (أفجانيكوس).
نَقَلَهَا إلى العربيّةِ: فريقُ القدّيسِ غريغوريوسَ بالاماس.
فيما يلي عظةٌ لِأبينا القدّيسِ مرقسَ الأفسسيِّ (أفجانيكوس)(+1444)، في صَلاةِ يَسُوعَ أوِ الصّلاةِ الإلهيّةِ: «أيُّها الرَّبُّ يسوعُ المسيحُ، يا ابنَ اللهِ، ارحَمْنِي».
لا يُمكننا أن نتحدّثَ عن مقدارِ القوّةِ الّتي تتمتّعُ بها الصّلاةُ، وعن العطايا الّتي تمنحُها للَّذِينَ يلجأُون إليْهَا، وعَنِ الحالةِ الَّتي تنقلُهم إليها. لكن، ما يُمكنُنا قولُه هو أنّ الكلماتِ الّتي تتكوّنُ منها" صلاةُ يسُوعَ"، وضعَها أساسًا آباؤنا القدّيسون، لا من ابتداعِهم الخاصِّ، إنّما استَوحوها، منذُ زمنٍ بعيدٍ، من الكتابِ المقدّسِ نفسِهِ، ومن تلاميذِ المسيحِ الأوّلينَ، أو، بتعبيرٍ أدقَّ، استلمُوها كإرثٍ، وسلَّمُونا إيّاها.
وبالتّالي، يتّضحُ لأولئك الّذين لم يتعلّموا بالخبرة، أنّ هذه الصّلاةَ المقدّسةَ هي أمرٌ ربّانيٌّ، وَحْيٌ مقدَّسٌ، لأنّنَا نؤمِنُ بأنّ كلَّ ما قالَه المسيحُ عندَمَا كانَ في وَسَطِهم، والّذي سلّمَهُ للرُّسُلِ القدّيسِيْنَ ليقولُوه أو يكتبوه، هو كشفٌ إلهيٌّ، وإعلاناتٌ روحيّةٌ، وكلماتُ الله.
عليه، يهتفُ بولسُ الإلهيُّ، من أعالي السّماء الثّالثةِ: لَيْسَ أَحَدٌ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِرُوحِ ٱللهِ يَقُولُ: «يَسُوعُ أَنَاثِيمَا1» (1 كورنثوس 12 : 3). وبتعبير «لَيْسَ أَحَدٌ» (οὐδεὶς) السّلبيّ (apophatic)، يكشفُ، بأسلوبٍ مذهلٍ، أنّ استدعاءَ اسمِ الرّبِّ يسوعَ هو أمرٌ في غاية السّموّ، وأرفعُ من الأشياءِ كلّها.
وبِالمِثل، يبدأ الرّسولُ يوحنّا العظيمُ، الّذي أعلنَ الأمورَ الرّوحيّةَ بِصوتٍ مُدَوٍّ، بِالكلام الّذي توقّفَ عنده بولسُ، فيُكمل الصّلاةَ كالآتي: «كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي ٱلْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ ٱللهِ» (1 يوحنّا 4 : 2).
مِن المؤكّدِ أنّه يُعطي شهادةً هنا، بَيد أنّه، على غرارِ بولسَ، يعزو استدعاءَ يسوعَ المسيحِ والاعترافَ به إلى نعمةِ الرُّوحِ القُدُسِ.
أمّا بطرسُ، زعيمُ اللّاهوتيّين، فيأتي الآن ثالثًا لِيقدّمَ لنا بقيّةَ الصَّلاةِ. عندما سألَ الرَّبُّ التّلاميذَ: «وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟». قالَ التّلميذُ المُتَّقِدُ غَيْرَةً، الَّذي سارعَ قبلَ الآخرِينَ، كمَا كانَ يفعلُ في أَغلبِ الأحيانِ: «أَنْتَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللهِ ٱلْحَيِّ» (متّى 16 : 15 - 16). وحسبَ شهادةِ المخلِّصِ نفسِه، كانَ قد تلقّى هذا الإعلانَ، من الآبِ السّماويِّ أو من الرّوح القدس، وكِلاهُما واحِدٌ.
انتبهوا الآنَ كيفَ يتبعُ هؤلاءِ الرُّسلُ القدّيسُونَ الثّلاثةُ بعضَهم، كما لو كانُوا في دائرةٍ، آخذين من بعضِهم بَعضًا هذه الكلماتِ الإلهيّةَ، حتّى تصبحَ نهايةُ كلامِ الواحدِ منهم، بدايةَ كلامِ التّالي.
أي أنّ الرّسولَ بولسَ يقولُ:«الرَّبُّ يسوعُ»، والرّسولُ يوحنًّا يقولُ:«يسوعُ المسيحُ»، والرَّسولُ بطرُسُ يقولُ: «المسيحُ، ابنُ اللهِ»، وتُستَشَفُّ النّهايةُ في البدايةِ، كما في دائرةٍ كما قُلْنَا، لأنّه لا فرقَ بين أن يقول المرءُ «الرّبّ» و«ابن الله»، لأنّ العبارتَين تُعلنان ألوهيّةَ الابنِ الوحيدِ المولودِ، وتُظهِرانِه مساويًا للآبِ في الجوهرِ، وفي الكرامةِ.
هذا ما سلّمَنا إيّاه هؤلاءِ الرّسلُ المَغبوطُون لكي نعترفَ بالرّوح بِالرَّبِّ يسوعَ المسيحِ، ابنِ اللهِ، ونستدعيَ اسمَه. هؤلاء الرّسُلُ الثّلاثةُ هم الأجدرُ بِالثّقة، لأنَّ كلَّ كلمةٍ، حسبَ الكتابِ المقدّسِ، يثبّتُها ثلاثةُ شهودٍ (راجع متّى 18 : 16 و2 كورنثوس 13 : 1).
كمَا أنّ تَسلسُلَ الرُّسُلِ الّذين كَرَزُوا بهذِهِ الأقوالِ، مهمٌّ أيضًا: يبدأ التَّقليدُ الميستيكيُّ (السِّرِّيُّ) للصَّلاة عندَ بولسَ، آخرِ التّلاميذِ؛ ثمّ يُعَرِّجُ على يوحنَّا، الّذي كان في الوَسَط؛ ويتّجه نحو بطرسَ، التّلميذِ الأوّلِ، الّذي دَنا من يسوعَ بِمحبّةٍ أكثرَ من الآخرِينَ؛ أظنُّ أنّ هذا التّرتيبَ يرمزُ، بشكلٍ ملائمٍ، إلى تقدّمِنا، وصعودِنا، واتّحادِنا بِالله في المحبّةِ، من خلالِ العَمَلِ (praxis)، والثّيوريّا (الرّؤية الإلهيّة). من المؤكَّد أنّ بولسَ هو رسمٌ للعملِ الرّوحيِّ، كما قالَ هو نفسُه: «أَنَا تَعِبْتُ أَكْثَرَ مِنْهُمْ جَمِيعِهِمْ» (1 كورنثوس 15 : 10)؛ ويوحنّا رسمٌ للثّيوريّا؛ وبطرس رسمٌ للمحبّةِ، لأنّ الرّبَّ نفسَه شهدَ لبطرُسَ أنّه أحبَّ أكثرَ من الآخرين2.
علاوةً على ذلك، يمكنُ للمرءِ أن يتبيّنَ أنّ الصَّلاةَ الإلهيَّةَ تنقلُ عبرَ كلماتِها عقيدةَ إيمانِنا المستقيمِ، وترفضُ كلَّ هرطقةٍ يُنادي بها الضَّالُّون:
-بِكلمةِ «الرَّبِّ»، تُعلَنُ الطّبيعةُ الإلهيّةُ، فيُفصَلُ أولئِكَ الَّذينَ يظُنُّونَ أنَّ الرَّبَّ هو إنسانٌ فحسبُ.
-بِكلمةِ «يَسوعَ»، تُعلَنُ الطَّبيعةُ البَشَريَّةُ، فيُقصَى أولئكَ الَّذِينَ يعتبرُونَه إلهًا فحسبُ، وقد تراءَى بِالخَيال أنّه إنسانٌ.
-بِكلِمَةَ «المسيحِ»، يُعلَنُ أَنُّهُ من طَبِيعَتَيْنِ، فيُحبَطُ أولئِكَ الَّذينَ يعتقِدُونَ أنّه إلهٌ وإنسانٌ ولكن بِأُقنومَيْنِ منفصلَين.
-بِكلمةَ «ابن الله»، أَخيرًا، يسدُّ أفواهَ أولئِكَ الَّذين يتجَاسَرُونَ على تعليمِ أنّ الطّبيعتَين ليستا مُتَمايِزَتَينِ، لأنّه يكشفُ أنّ طبيعةَ المسيحِ الإلهيّةَ غيرُ ممتزجةٍ بِطبيعتِهِ البشريّةِ، حتّى بعد اتّحادِهما.
وعليه، إنّ هذِهِ الكلماتِ الأربعَ، هي كَمَشارِط روحيّة لله؛ فهي تقطعُ مجموعتَينِ منَ الهَرْطَقاتِ. وهاتَانِ المجموعتَانِ، عَلى الرَّغمِ مِنْ كونِهِمَا فاسدَتَينِ، ومتناقضَتَيْنِ تمامًا، فإنَّهما عَديمَتَا الوقار بِالمقدارِ نفسِه. إنّ كلمةَ «الرّبّ» تُطيحُ بِأتباعَ بولس السّميساطيّ3؛ وكلمةَ «يسوع» تُطيحُ بِأتباعِ بطرس القصّار4؛ وكلمةَ «المسيح» تُطيحُ بِالنّسطوريّين؛ وكلمةَ «ابن الله» تُطيحُ بِالمونوفيسيّين5، أتباع أفتيخيوس وديوسقوروس.
وهكذا، فقد تسلَّمْنا هذِهِ الكلماتِ الإلهيَّةَ، وهي كلماتٌ، يَحُقُّ للمَرْءِ أَن يَعتبِرَها مِثالاً للصّلاةِ والأرثوذكسيّةِ مَعًا. إنّ هذِهِ الكلماتِ وحدَها كافيةٌ بالنِّسبةِ إلى أولئِكَ الَّذين وصلُوا إلى مرحلةِ النُّضْجِ في المَسيحِ، وبلغُوا الكمالَ الرُّوحيَّ. إنّهم يتقبَّلُونَ كلَّ كلمةٍ من هذهِ الكلماتِ الإلهيّةِ على حِدَةٍ، كما قدّمَها الرُّسلُ القدّيسُونَ: الرّبّ، يسوع المسيح، ابن الله، وحتّى أنّهم يتقبّلون أحيانًا اسمَ «يسوعَ» الكلّيَّ الحلاوةِ وحدَهُ، كَعملِ صلاةٍ كاملٍ. فيمتلِئُون به من فرحٍ روحيٍّ فائقِ الوصفِ، ويَسْمُون فوقَ الجسدِ والعالمِ، ويصبحُون مستحقّينَ لِنَيلِ المواهبِ الإلهيّةِ. يقولون إنّ المُهَيَّئِين هم ذَوو مَعرِفَةٍ.
بالنّسبة إلى مَن هم أطفالٌ في المسيحِ، وأولئِكَ الَّذين هم غيرُ كاملِيْنَ في الفضيلةِ، فإنَّ كلمةَ «ارحَمْنِي» أُعطِيَت كَإضافةٍ مُوافِقةٍ، تُبَيِّنُ لهم أنَّهم يُدرِكون قامتَهم الرُّوحيَّةَ، وأنّهم يحتَاجُون إلى رحْمَةِ الله الجزيلةِ.
وهكذا، فإنّهم يقتدُون بِالرَّجُلِ الأَعمى الّذي كانَ يرغبُ بِشدَّةٍ أن يُبصِرَ، فصرخَ إلى الرَّبِّ وهو يمرُّ بجانِبِه: «يَا يَسُوعُ، ٱرْحَمْنِي» (مرقس 10 : 47).
لا يزالُ آخرُونَ يُظهِرُونَ محبَّةً أكبرَ عبرَ تِلاوةِ الصّلاةِ بِصيغةِ الجمْعِ، قائلين: «أيّها الرّبُّ يسوعُ المسيحُ، يا إلهَنا، ارحمْنا». وذلك لأنّهم يُدركون أنّ المحبّةَ هي تَكْمِلَةُ النّاموسِ والأنبياءِ (رومية 13 : 10) ، لأنَّها تحتوي الوصايا والممارساتِ الرّوحيّةَ كلَّها، وتلخِّصُها. وفي الوقتِ نفسِه، وبِدافع المحبَّةِ، يحمِلون إخوتَهم على عاتِقِهم، في شَرِكَةِ الصَّلاةِ، ويلتمسُون رحمةً أكبرَ من اللهِ، وذلك عبرَ الاعترافِ بِهِ كإلهٍ مشتركٍ لِجميعِ النَّاسِ، وطلبِ الرّحمةِ الشّاملةِ لهم جميعًا.
وبِالطّبع، تَأتينا رحمةُ اللهِ عبرَ الإيمانِ القويمِ بِالعقائدِ، وعبرَ إتمامِ الوصايا. وكما كنَّا قد أوضَحْنا، فإنَّ هذه الجُمْلةَ الصَّغيرةَ من الصَّلاةِ تحتوي هذَيْنِ الأمْرَيْنِ.
يمكن الوقوف على أنّ هذه الأسماءَ الإلهيّةَ [الرّبَّ، يسوعَ، المسيحَ]، الّتي مُنِحنا مِنْ خلالِها دقّةَ التّعاليمِ العقائديّةِ، ظهرَت عبرَ الزّمنِ، بِهذا التّسلسُلِ، ونحن أيضًا نتلُوها كما ظهرَت منذُ البدايةِ. ففي العهدِ القديمِ، يُستَعلَنُ الرّبُّ، كلمةُ الله، في كلِّ مكانٍ، قبلَ إعطاءِ النّاموسِ وبَعدَهُ، حين يقول: «أَمْطَرَ ٱلرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتًا وَنَارًا مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ» (تكوين 19 : 24)، و«قَالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي» (مزمور 110 : 1).
وفي العهدِ الجديدِ، عند تجسُّدِه، حضرَ الملاكُ لِيُعطِيَ اسمَه، قائلًا للعذراء: «تُسَمِّينَهُ يَسُوعَ» (لوقا 1 : 31)، وهكذا تَسمَّى، كما يقولُ الإنجيليُّ القدّيسُ لوقا. لأنّه، كإلهٍ وربٍّ للكلّ، أرادَ أن يصبحَ، عبر تجسُّدِهِ، مخلّصَنا (فإنّ هذا الأمرَ يكشفُ معنى اسمِ «يسوع»).
أمّا بالنّسبةِ لاسمِ «المسيحِ»، الَّذي يكشفُ عن تأليهِ الطَّبيعةِ البشريّةِ الَّتي اتّخَذَهَا، فهو نفسُهُ لمْ يسْمَحْ للتّلاميذِ أن يَتَلَفَّظوا به لأحدٍ قبلَ الآلامِ. ولكن، بعد الآلامِ والقيامةِ، تكلّمَ بطرسُ جهارًا قائلًا: «فَلْيَعْلَمْ يَقِينًا جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ ٱللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هَذَا، ٱلَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبًّا وَمَسِيحًا» (أعمال الرّسل 2 : 36).
وهذا حقٌّ، لأنّ طبيعتَنا البشريّةَ الَّتي اتَّخذَها الإلهُ الكلمةُ، قد مُسِحَت في الحالِ بِألوهيّتِه، ولكنّها أمْسَت أيضًا مَن مَسَحَها بِذاتِه، أي أنّها أصبحَتْ واحدًا معَ اللهِ، بعد أن تمجّدَ "يسوعي" بِالآلام، وقامَ من بينِ الأمواتِ.
ومن ثَمَّ، حانَ الوقتُ لِيَظهَرَ اسمُ «المسيح»، وليسَ فقط عندَما أسْبَغَ علينا الصّالِحاتِ، كما عندَما خلقَنَا في البدايةِ، أو عندَما جدَّدَنا بعد سقوطِنا وخلَّصَنَا، وإنّما أيضًا عندمَا رفعَ طبيعتَنا البشريّةَ إلى السَّماءِ، ومَجَّدَها بِذاتِه، وأهّلَها للجلوسِ عن يمينِ الآب. وعندئذٍ بِالتّحديد، بدأ الرّسلُ يُجاهِرُون بِاسم «ابن الله» و«الله»، الّذي كانَ مَهيبًا، في وقتٍ سابقٍ، في بدايةِ تبشيرِهم، وقليلَ الاستخدام، ولكنْ، بعدَ ذلكَ، أَصبَحَ يُنادَى به جِهارًا، «عَلَى ٱلسُّطُوحِ»، كما تنبّأَ المخلّصُ نفسُه (متّى 10 : 27).
وعليه، وُضعت كلماتُ "صَلاةِ يَسُوعَ" أوِ" الصَّلاةِ الإلهيّةِ" في ترتيبٍ مُوافقٍ مع الاستعلانِ الزَّمنيِّ للإيمانِ. إنّ الحكمةَ الإلهيّةَ لأولئِكَ الَّذينَ كتبُوها ونقلُوها إليْنَا، تَظهَرُ جليًّا، منْ ناحيَةٍ أنّهم يتبَعُون الاعترافاتِ والتّقاليدَ الرّسوليّةَ بِدقَّةٍ؛ ومِن ناحيَةٍ أُخرى أنّهم يجذِبُونَ الانتباهَ إلى تعاليمِ إيمانِنا العقائديّةِ الأرثوذكسيّةِ؛ وكذلكَ أنّهم يذكِّرُوننا بتلكَ الأوقاتِ الَّتي تجلَّى فيها تدبيرُ اللهِ لنَا بطرائقَ مختلفةٍ، لِيَقُودَنا إِلى التّقوى، مع أسماءَ موافِقةٍ في كلِّ مرّةٍ.
لقد قَدَّمْنا هذه الكلماتِ عنِ الصّلاةِ كمَن يَقْطِفُ الأزهارَ من شجرةٍ كبيرةٍ جميلةٍ بِما أنّها سهْلَةُ المَنَالِ، ولكن فَلْيقطفِ الآخرون الثّمرَ ولْيُخزّنوها، أعني بهم أولئِكَ الَّذينَ سَلَّمونا إيَّاها عبرَ سنواتٍ من الدِّراسةِ والنّسكِ، فعَبَروا البحرَ، واقترَبُوا من الله.
1 أناثيما هي كلمة يونانيّة تعني محروم. (المترجم)
2 من المرجّح أنّ القدّيس مرقس الأفسسيّ يشير هنا إلى الآيات 15 – 17 الواردة في إنجيل يوحنّا. (المترجم)
3 إنّ خريستولوجيّة بولس السّميساطيّ تقول بفصل الكلمة عن الإنسان يسوع الّذي أُلهِم من الكلمة أو سكن فيه. كان يقول بأنّ الكلمة-اللّوغوس هو أعظم من المسيح؛ لأنّ المسيح أصبح عظيمًا عبر الحكمة. الكلمة هو من فوق، فيما يسوع المسيح هو من هنا. (المترجم)
4 ألحق بطرس القصّار إضافةً إلى النّشيد المثلّث التّقديس (قدّوس الّذي لا يموت الّذي صُلِبَ لأجلنا)، وقد اعتُبرت هذه الإضافة كفرًا، لأنّها تأتينا بأقنوم رابع، فتضع ابن الله وقوّة الآب الأقنوميّة من جهة، والمصلوب من جهة أخرى على أنّه غير القويّ. أو هي تُمجد الثّالوث الأقدس المتألّم، صالبةً الآب والرّوح القدس مع الابن. (المترجم)
5 أتباع هرطقة الطّبيعة الواحدة. (المترجم)
آخر المواضيع
عظةٌ في صلاةِ يسوعَ
الفئة : لاهوت
العدالة الإلهيّة حسب القديس ديونيسيوس الأريوباغي
الفئة : لاهوت
عظة في نقل رفات القديس مكسيموس المعترف
الفئة : لاهوت
النشرات الإخبارية
اشترك الآن للحصول على كل المواد الجديدة الى بريدك الالكتروني