قوّة المزامير


قوّة المزامير

للمطران نيوفيطوس أسقف مورفو

نقله إلى العربيّة: فريق القدّيس غريغوريوس بالاماس

 

مزامير النبيّ داوود- المزامير المقدّسة -هي سلاحٌ قديم، علاج فعّال ضدّ المَخاوِف والرُّعب والقوى الشيطانيّة.

لقد ترك لنا أحد النسّاك القدّيسين في عصرنا، الشيخ ثاودورس الكهفيّ من أغيوفارنغو، كريت (†2016)، نحن المسيحيّين الأرثوذكس المعاصرين، التي عادةً ما تقتصر روحانيّتنا على العظات، والمعجزات، والنبؤات، والتقوى، والبُنوّة الرّوحيّة للشيوخ، الأمانة المقدّسة التالية:

«لو سألتموني عمّا تعلّمته، بعد سنواتٍ طويلة قضيتها في الصحراء، لأجبتُكُم: قوّة المزامير. لو استطعت أن أبدأ حياتي من جديد لجاهدتُ لأن أقوم بأمرٍ واحدٍ فقط، ألا وهو حِفظ المزامير. هذاهو منشأ الصلاة الذهنيّة. هذه هي الأرض الخصبة حيث تنمو بذرة الصلاة. إنّها تَجلُدُ الشياطين. ‏عندما كنت أقرأ المزامير خلال السهرانيّات، جاء شيطانٌ يزأرُ مثل خنزير بريّ في أذُني خاصّة عندما كنت أتلو الآية التالية: "ليقمُ الله وليتبدّد أعداؤه. وليهرب مُبغضِوه من قدّام وجهه…" (مزمور 1:67) وكذلك الإصحاح الذي يقول: "...لأنّكَ أنتَ ملكي وإلهي". لقد استشاطَ غضبًا وأمسَكَ بِعُنُقي وخَنَقني. لقد حاول أن يبعثر كلماتي كي لا أتفوّه بها».

ويكشف القدّيس العظيم المعاصر اليونانيّ بايسيوس الاثوسيّ لنا عن تجربته المماثلة والمتعلّقة بقوّة المزامير وفائدتها، يقول:

«يا لها من تعزية أجِدُها في المزامير! ففي تلك الساعة والنصف التي أقرأ فيها المزامير، أرى أنها الأكثر منفعةً للعالم… إنّ سفر المزامير موحى به من الله، وقد كُتِب باستنارةٍ إلهيّة، لذلك، للمزامير قوّة عظيمة، وعمقٌ في المعنى… بِتِلاوتي المزامير أشعرُ بالابتهاج…»

«كنتُ أقصف الشيطان كَبِمِدفَعٍ. في النهار كنتُ أضربه بتلاوة بالمزامير، وفي الليل بالصلاة».

لقد استجاب العديد من المؤمنين لدعوتنا - دعوة النعمة الالهيّة - لقراءة المزامير يوميًّا، للشفاء، للتشديد الروحيّ، ولحماية العالم من القوى الشيطانيّة، كما ذكرنا سابقًا. وفي الوقت نفسه، يتعلّم المؤمنون من خلال صلاة النص الاصليّ لمزامير داوود، اللغةَ اليونانيّة الكنسية الجميلة. وهذه لغة الإنجيل ولاهوت الآباء القدّيسين.

في الوقت الذي يهاجمنا فيه النظام العالميّ الجديد بشكل علنيّ، فلنرفع سلاح داوود، المزامير، ولنحبَّ غالبَ الموت، ربّنا وإلهنا يسوع المسيح.

«يا الله إلهي اليك ابكّر. إليكَ عطشت نفسي. كم من مرّة تاق اليك جسدي في أرض جرداء لا طريق فيها ولا ماء!» (مزمور 62:1).

 

المرجع:

https://aktines.blogspot.com/2021/05/2021_7.html



آخر المواضيع

قوّة المزامير
الفئة : تفاسير كتابيّة

المطران نيوفيطوس أسقف مورفو 2024-10-14

التكنولوجيا والنبي الكذّاب
الفئة : تفاسير كتابيّة

الشيخ أثناسيوس ميتيليناوس 2024-10-05

تفسير ضربة الجراد الواردة في سفر الرؤيا
الفئة : تفاسير كتابيّة

الشيخ أثناسيوس ميتيليناوس 2024-10-03

النشرات الإخبارية

اشترك الآن للحصول على كل المواد الجديدة الى بريدك الالكتروني

للإتصال بنا