مقالة

كيف تتعامل مع شخصٍ لا تحتملُ التَّعاملَ معه

مقتطف من تعاليم الأم ماكرينا من بورتاريا

نقلتهُ إلى العربية: ڤيرنا جدعون
 

لطالما علّمت الشّيخة المبارَكَة، (أمّنا البارّة في القدّيسات، ماكرينا من بورتاريا¹، رئيسة دّير الكلّية القداسة هوديجيتريا قرب ڤولوس في اليونان)، أخواتها الرّاهبات وكلّ من لجأ إليها لنيل الإرشاد الرّوحيّ، أن يمجّدوا الله على كلّ شيء: على كلّ ما يُدعى خيرًا، وكل ما يُدعى شرًّا. وما يلي قصّة رَوَتها بشأن هذا الموضوع:

في إحدى القرى المجاورة لديرها، عاش زوجان تقيّان، كان لهما ابنٌ له من العمرِ عشرُ سنوات. وكانت جارتهما في المنزل المجاور، وهي عجوز طاعنة في السّنّ، ذات طبعٍ لا يُحتَمَل. كانت تؤنّبُ الجميعَ باستمرار، وتوبّخ جيرانها بغضبٍ وتَعَسُّف، وعند عودة ابنهما من المدرسة، كانت تَرشُقُه بالعصي والحجارة.

في أحد الأيّام، التجأ الوالد إلى الله بصلاةٍ حارّة، عازِمًا أن يسأله عن كيفيّة التّعامل مع أطْباع تلك المرأة العجوز الصّعبة. أجابه الله: "سوف تعيش العجوز مدّةَ ثلاثين سنة أخرى!" وما كانت ردّة فعل الرّجل على هذا الخبر؟ قال دونما تذمّر: "المجد لله!" وإذ شارك زوجته إجابةَ الله، قالت هي أيضًا: "المجد للهّ!" وعندما عاد الابن من المدرسة إلى المنزل، وسمع الخبر عن إجابة الله لصلاة والده، قال هو أيضًا: "المجد لله!"

في اليوم التّالي، عمّ السّكوت التّام في منزل العجوز. لم تخرج لِتَصُبَّ جامَ غضبها على جيرانها. فذهب الوالد ليطمئنّ عليها، وإذا به يكتشف أنّها قد رقدت على ما يبدو خلال نومها. فأخذ يصلّي إلى الله لكي يفهم كيف لأمرٍ كهذا أن يحدث، فقال له الله: "عندما أجبتَ بعبارة "المجد لله!"، قصّرتُ عمرها عشر سنوات. وعندما أعطت زوجتكَ الإجابة عينها، أنقصتُ عشر سنواتٍ أخرى. وعندما قال ابنُكَ الشيء نفسه ومَجَّدني أيضًا، أنقصتُ العشر سنوات الأخيرة من عمرها."

المرجع:

https://orthodoxcityhermit.com/2019/12/17/how-to-deal-with-someone-you-cant-stand-dealing-with/