عظة في إنجيل الإيوثينا السادسة (لوقا 24: 36 - 53)


عظة في إنجيل الإيوثينا السادسة (لوقا 24: 36 - 53)

الميتروبوليت إيروثاوس فلاخوس

نقلها إلى العربيَّة نديم سلُّوم

 

إنَّ إنجيل إيوثينا اليوم هو استمرار للأحداث التي جرت يوم الأحد الماضي، كما سمعنا. أي أنَّ التلميذين اللذَين كانا ذاهبَين إلى عمواس وتعرَّفا على المسيح القائم من بين الأموات، أسرعا إلى التلاميذ الآخرين وأخبراهم بكل ما حدث. وحينها ظهر المسيح نفسه في وسطهما دون أن يتوقّعوا ذلك. لذلك نتحقّق في إنجيل اليوم عن ظهور المسيح القائم لتلاميذه وصعوده إلى السماء. هذان الحدثان العظيمان لهما أهميَّة بالنسبة إلى العالم أجمع.

في ظهوره لتلاميذه، كما رأينا اليوم، يمكننا أن نسلِّط الضوء على ثلاث نقاط.

النقطة الأولى هي أنَّ التلاميذ فوجئوا بظهور المسيح غير المعلَن. لقد رأوه في وسطهم فجأةً، لذلك اعتقدوا أنَّه شبح، فاعتراهُم الخوف. لقد هدَّأ المسيح من رَوعِهم بِمَنحِهِم سلامه. لقد كانت هذه خبرة مذهلة وجديدة بالنسبة إليهم، وكان من الطبيعيّ، وهم بَشَرٌ، أن يشعروا بالخوف.

عندما نقول أنَّ المسيح قد قام، فإننا نعني أنَّ المسيحَ، كإلهٍ، أقام الطبيعة البشريَّة، الجسدَ الذي أخذه من أمِّه الكليَّة القداسة. إذن لدينا قيامة الجسد، فلا الله مات، ولا روح المسيح ماتت. لكن جسد المسيح القائم كان مختلفًا عن جسده قبل قيامته. لقد كان الجسد ذاته، ولكن من دون ما يُسَمّى بالأهواء الطبيعيَّة المُعابة. وقد حثَّهم المسيح على لَمْسِه، ممَّا يعني أنَّ لديه نفس الجسد، بلا خصائص الفساد والموت. ولأنَّ التلاميذ شكُّوا مرّةً أخرى، طلب المسيح منهم طعامًا لِيُظِهر لهم أنَّ له جسدًا حقيقيًّا، ولكن من دون خصائص الفساد والموت. بالطبع لم يكن جسد المسيح بحاجة إلى الطعام، ولكن المسيح تنازل وأكل بحسب ترتيب التَّدبير لكي يقودهم إلى الإيمان. يقول الآباء إنَّ الطعام الذي أكله لم يدخل إلى جهازه الهضميّ الذي لم يكن لديه، بل استهلكه بلاهوته. لقد فعل المسيح هذا فقط لكي يؤمن التلاميذ أنه ليس شَبَحًا.

هذا مثال على ما ستكون عليه أجسادنا بعد القيامة، وهو ما سيحدث عند المجيء الثاني للمسيح. ستعود الأرواح إلى الأجساد التي انفصلت عنها عند الموت، وستقوم الأجساد كلُّها وستكون مختلفة. جميع الأجساد التي تمتلك أيضًا في هذه الحياة قوة الروح القدس ستشرق وستسطع.

النقطة الثانية هي أنَّ المسيح أظهر ما قاله أنبياء العهد القديم، وذكَّر تلاميذه بما قاله لهم طوال حياته معهم قبل صلبه. ثمَّ أنار الرب أذهانهم ليفهموا الكتب.

هذا يعني أنَّنا يجب أن نقرأ الكتاب المقدس والكتابات الآبائيَّة. بهذه الطريقة سيبارك الله أذهاننا وينيرها لندخل إلى المعنى الأعمق ِلما نقرأه ونسمعه. المنطق يستطيع أن يفهم الأشياء خارجيًّا، لكن الذهن المستنير لديه إحساس آخر ويعطي تفسيرًا آخرًا. إنَّ تفسير الكتاب المقدس ليس أمرًا يخصّ الأشخاص الأذكياء، بل هو أمر يخصّ الأشخاص الذين لديهم الروح القدس في داخلهم.

والنقطة الثالثة هي أنَّ المسيح أعطاهم وصيَّة أن يكونوا شهودًا للقيامة، كما أكَّد لهم أنَّهم سينالون الروح الكليَّ قدسه وبقوّته سينقلون رسالة قيامة المسيح إلى العالم أجمع.

القدّيسون، على مَرِّ العصور، هم شهود لقيامة المسيح، إذ رأوا المسيح القائم، عرفوه وانضموا إليه، وبقوة الروح القدس أصبحوا شهودًا لقيامته. وإلى هذه الفئة تنتمي القدّيسة باراسكيفي التي احتفلنا بها مؤخَّرًا مع القديس بندلايمون. نرجو أن ننال شفاعاتهما لنختبر هذه الأحداث شخصيًّا ونصبح شهودًا لقيامة المسيح.

https://www.johnsanidopoulos.com/2019/07/homily-on-sixth-eothinon-gospel-luke.html



آخر المواضيع

القديس ديمتريوس التسالونيكيّ كراهب
الفئة : مواضيع متفرقة

إيروثاوس ميتروبوليت نفباكتوس 2024-10-25

تَقريظٌ لقطع رأس النّبيّ السّابق المجيد يوحنّا المعمدان
الفئة : مواضيع متفرقة

القديس ثاودوروس الستوديتي 2024-08-28

النشرات الإخبارية

اشترك الآن للحصول على كل المواد الجديدة الى بريدك الالكتروني

للإتصال بنا