عظة في عيد القدِّيس العظيم في الشهداء جاورجيوس

عظة في عيد القدِّيس العظيم في الشهداء جاورجيوس
الأرشمندريت جاورجيوس كابسانيس
نقلها إلى العربية: فريق القديس غريغوريوس بالاماس
يقولُ القدِّيس يوحنَّا الذهبيُّ الفم إنَّ أفضلَ إكرامٍ نقدِّمُهُ للقدِّيسين هو بتقليدِ غَيرتهم الإلهيّة. نكرِّمُ اليومَ العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظَّفر، صحبة كنيسة الله أجمع. نسعى نحنُ أيضًا أن نتمثَّل به، حينئذٍ نكرّمه بالفعل. التَّرتيل والاحتفال أمورُ جيِّدة، لكنَّها لا تكفي. الأمرُ الَّذي يريده منّا الله والقدِّيسون هو أن نُصبح مُقلِّدين لسيرتهم. يجب أن يشغلنا هذا الأمر اليوم وفي كُلِّ مرَّة نعيِّد للقدِّيسين: كيف نتشبَّه بهم؟
كيفَ نُقلِّد العشق الإلهيّ الكامل الَّذي ألهب قلوبهم؟
كيفَ نُصبح نحن أيضًا شركاء الطبيعة الإلهيّة؟
كيف نفرِّغ الأنانية مِن داخلنا، ما السبيل لإخلاءِ قلبنا من الأنانية ومن أهوائنا كي يسكن فينا الإله المثلَّث الأقانيم؟
يجب، كما أعتقد، أن يكون هذا جهادنا جميعًا. خاصَّة نحن الرُّهبان: كيف يحيا المسيح فينا ونحن فيه. نعرفُ جميعًا الطريق المؤدّية إلى هذه الشَّركة الإلهيَّة، وما الدَّرب إلى الاتِّحاد بالمسيح؛ الَّذي مَتى تحقَّق يكونُ شديدًا على الإنسان، بحيث لا يعود يعير لحياته أيّ اعتبار، بل ويهبها بذاتها للمسيح عبر الاستشهاد.
يُدهِشُنا القدِّيس جاورجيوس، وكذلك القدِّيسونَ الشُّهداء جميعًا، لحداثة السنّ، إذ كان هذا شابًّا يافعًا جدًّا. قدَّم دمَهُ وحياتَه، واحتمل موتًا رهيبًا لأجل المسيح. من بين ما يعجبني دائمًا في سيرة استشهاده هو حين ألبسوه الأحذية المحمية وبداخلها المسامير وأُمِرَ بالجَري. لبسها وشَرع يركض وهو يقول لنَفسِه:
"هيّا اركض، يا جاورجيوس، كي تصِلَ إلى الرَّبّ المُشتهى!
كانت سيرة القدِّيس بجملتها دربًا صاعدًا يقود إلى الرَّبّ المعشوق، وتوقًا إليه -كذلك سير جميع القدّيسين الشهداء.
نلتمس اليوم باتَّضاع بركة القدِّيس جاورجيوس، ليساعدنا في أن نحبَّ المسيح نحن أيضًا، وأن يكون المسيح ذهننا وقلبنا وإرادتنا وأن نصير على شبه المسيح بالكامل، مثلما كان القدِّيس جاورجيوس. علَّنا نُحقِّق هذا بنعمة الرَّبّ، قبل أن نُفارِق هذه الحياة. لأنَّ الجهاد كُلّه يتمُّ في هذه الحياة هنا، أيّ إنجاز روحيّ نحقِّقه ههنا قبل أن نترك هذا العالم.
شكرًا على معايدتكم لي بمناسبة عيد شفيعي، أتمنَّى أن يباركنا القدِّيس ويساعدنا في الجهاد. إنَّنا لمغبوطون، نحن شعب الله الأرثوذُكسيّ، إذ لنا العديد من القدِّيسين بمنزلة أخوةٍ لنا أكبر في الإيمان، أعني القدّيسين الشهداء الأبرار والنُّساك ورؤساء الكهنة والرُّهبان المتقدِّسين، لدينا "سحابة" قدِّيسي إيماننا والَّتي تُرشدنا؛ هم مُدرِّبونا الَّذين يُعِدُّوننا للجهاد، ويساعدونا بالجري نحو الرَّبّ المعشوق.
دعائي لكم أن يؤهَّلنا الرَّبّ بشفاعات القدِّيس جاورجيوس أن نركض نحن أيضًا بشوقٍ إلهيٍّ نحو الرَّبّ المَعشوق وحدهُ في الحياة.
آخر المواضيع
عظة في عيد القدِّيس العظيم في الشهداء جاورجيوس
الفئة : مواضيع متفرقة
القديس ديمتريوس التسالونيكيّ كراهب
الفئة : مواضيع متفرقة
تيك توكر يونانية شهيرة تصبح راهبة أرثوذكسية
الفئة : مواضيع متفرقة
النشرات الإخبارية
اشترك الآن للحصول على كل المواد الجديدة الى بريدك الالكتروني