ما الّذي يجعل الصّلاةَ خطيئةً؟


القدّيس جبرائيل الجيورجيّ.

نقلتها إلى العربيّة: فيرنا جدعون.

 

سأل الأب جبرائيل زائريه مرَّةً:

  • هل بالإمكان أن يُفَسِّر أحدٌ لي، ماذا يعني أن تُحسَب الصّلاةُ خطيئةً؟
  • أجاب أحدُهم: "ربّما يحصل ذلك، عندما نُصلّي بطريقة غير صحيحة".
  • كلّا، من الممكن أن يحصل ذلك حتّى عندما نُصَلّي بطريقةٍ صحيحة.
  • لربّما يحصل ذلك، عندما لا تكون صلاتُنا نابِعةً من القلب.
  • كلّا، أحيانًا يحصل ذلك عندما نصلّي بحرارة.
  • ربّما عندما نصلّي بلا انتباه، أو عندما نكون شارِدي الذّهن.
  • كلّا، دَعوني أشرح لكم.

 

في ذلك الوقت، تقدّمت إحدى بنات الرّعيّة لتنالَ بَرَكَتَه. طلب منها الشّيخ أن تقوم بأمرٍ ما من أجله، وأجابته إنّها مشغولةٌ في تلك اللّحظة بالذّات، لكنّها ستهتمّ بالأمر عندما تَسْنَح لها الفرصة.

  • كما تَرَون، سوف تذهبُ الآن وتُصلّي مدّةَ خمس ساعاتٍ، ولكن كيف سيسمع الله صلاتَها، إن كانت قد قالت للتو «كلّا» لأحدٍ طلب منها المساعدة؟ إن كنتم لا تُطَبِّقون وصايا الله، فلا تُزعِجوه إذن بصلواتكم الكثيرة: لن يسمعَها، وسوف تُحتَسَب صلاتُكم خطيئةً. إنّ الأعمال الصّالحة، تفتح أبواب السّماء، والتّواضع يَقودُكم إليها، والمحبّة تساعدكم على إيجاد الله؛ فالصّلاةُ ميّتةٌ، إن لَم تَتبعْها أعمالٌ صالحةٌ.

 

كوبُ الماء.

اقترب عددٌ من الحُجّاج من راهبةٍ مبتدئةٍ، كانت تقِفُ قربَ قلّاية الشّيخ جبرائيل، طالبين منها ماءً للشُّرب، ولكنّ الرّاهبة تكاسَلت، وأرسلَتْهُم، عِوضًا عن ذلك، إلى قاعة الطّعام في الدّير. عندما دخلت إلى قلّاية الشّيخ، سألها بِصَرامَةٍ: «كيف حدث أن قرّرتِ رفْضَ إتمامِ عملٍ صالح؟ اذهبي، سريعًا، وأَعطي أولئك الحُجّاج الماء، لئلّا يَسبِقَكِ أحدٌ. وتذكّري، أنّ الله لا يتغافل عن أيّ عملٍ حتّى ولو كان بسيطًا، تمامًا كما كوب الماء الّذي ستقدّمينه».

 

كلمةُ الله.

في أحدِ الأيّام، زار زوجانِ شابّانِ الشّيخَ جبرائيل. كانت المرأةُ حاملاً. بارَكَهُما الأب جبرائيل، وقال لهما:

  • حبيبَيَّ، عليكما أن تُدرِكا أنّ الطّفل يفهم كلَّ شيء؛ فاحرِصا أن يسمعَ كلمةَ الله، لكي ينموَ في العفّة منذ نعومة أظافره.

انذهل الزّوج من كلمات الشّيخ الوَقور، وقال:

  • أبتِ، أنا لا أستطيع أن أفهم أيّ شيءٍ يُقال خلفَ بابٍ نصفه مفتوحٌ، فكيف لطفلٍ، في بطن أمّه، أن يفهم كلمة الله؟

نظر الأب جبرائيل إلى الأمّ، ووجّه الكلام إلى الطّفل في رَحمها، قائلًا:

  • أيّها الطّفلُ، أخبِرْنا، هل تستطيع فَهم كلمة الله؟

 حالما قال ذلك، ارتكض الجنين ارتكاضًا شديدًا، حتّى إنَّ الأمَّ أمسكت بطنها، عاجزةً عن إخفاء مشاعرِها. نظر الزّوج إلى امرأته بدهشةٍ، وقد آمن بما قاله الأب جبرائيل.

ما الصَّوم؟

سأل أحدُ الرّهبان الأبَ جبرائيل، عن ماهيّة الصَّوم. قال له: «اجلِسْ»، ثمّ أخبره بالخطايا كلّها الّتي كان قد ارتكبها. شعر الرّاهب بِحَرَجٍ شديدٍ، ولم يُدرِك ما يجب فعله. سقط على رُكبَتَيه، وانهمرت الدّموع من عينيه. فقال له الشّيخُ بابتسامةٍ: «والآن اذهبْ، وتَناولْ غداءَك». أجابه الرّاهب: «لا يا أبتِ، شكرًا، لستُ جائعًا». هذا هو الصّوم بالضّبط: تتذكّر خطاياك، وتتوب عنها؛ فتتوقّف عن التّفكير في الطّعام.

 

المصدر:

https://blog.obitel-minsk.com/2021/11/what-is-fasting-from-the-life-of-venerable-gabriel.html?fbclid=IwAR2eVCCkgcjoXQsFSyHB8W0z1E8D_hjp5aJ6LvDStfHTakGZPq8GsHbcp_M



آخر المواضيع

القديس ديمتريوس التسالونيكيّ كراهب
الفئة : مواضيع متفرقة

إيروثاوس ميتروبوليت نفباكتوس 2024-10-25

تَقريظٌ لقطع رأس النّبيّ السّابق المجيد يوحنّا المعمدان
الفئة : مواضيع متفرقة

القديس ثاودوروس الستوديتي 2024-08-28

النشرات الإخبارية

اشترك الآن للحصول على كل المواد الجديدة الى بريدك الالكتروني

للإتصال بنا