ما الّذي يجعل الصّلاةَ خطيئةً؟

القدّيس جبرائيل الجيورجيّ.

نقلتها إلى العربيّة: فيرنا جدعون.

 

سأل الأب جبرائيل زائريه مرَّةً:

 

في ذلك الوقت، تقدّمت إحدى بنات الرّعيّة لتنالَ بَرَكَتَه. طلب منها الشّيخ أن تقوم بأمرٍ ما من أجله، وأجابته إنّها مشغولةٌ في تلك اللّحظة بالذّات، لكنّها ستهتمّ بالأمر عندما تَسْنَح لها الفرصة.

 

كوبُ الماء.

اقترب عددٌ من الحُجّاج من راهبةٍ مبتدئةٍ، كانت تقِفُ قربَ قلّاية الشّيخ جبرائيل، طالبين منها ماءً للشُّرب، ولكنّ الرّاهبة تكاسَلت، وأرسلَتْهُم، عِوضًا عن ذلك، إلى قاعة الطّعام في الدّير. عندما دخلت إلى قلّاية الشّيخ، سألها بِصَرامَةٍ: «كيف حدث أن قرّرتِ رفْضَ إتمامِ عملٍ صالح؟ اذهبي، سريعًا، وأَعطي أولئك الحُجّاج الماء، لئلّا يَسبِقَكِ أحدٌ. وتذكّري، أنّ الله لا يتغافل عن أيّ عملٍ حتّى ولو كان بسيطًا، تمامًا كما كوب الماء الّذي ستقدّمينه».

 

كلمةُ الله.

في أحدِ الأيّام، زار زوجانِ شابّانِ الشّيخَ جبرائيل. كانت المرأةُ حاملاً. بارَكَهُما الأب جبرائيل، وقال لهما:

انذهل الزّوج من كلمات الشّيخ الوَقور، وقال:

نظر الأب جبرائيل إلى الأمّ، ووجّه الكلام إلى الطّفل في رَحمها، قائلًا:

 حالما قال ذلك، ارتكض الجنين ارتكاضًا شديدًا، حتّى إنَّ الأمَّ أمسكت بطنها، عاجزةً عن إخفاء مشاعرِها. نظر الزّوج إلى امرأته بدهشةٍ، وقد آمن بما قاله الأب جبرائيل.

ما الصَّوم؟

سأل أحدُ الرّهبان الأبَ جبرائيل، عن ماهيّة الصَّوم. قال له: «اجلِسْ»، ثمّ أخبره بالخطايا كلّها الّتي كان قد ارتكبها. شعر الرّاهب بِحَرَجٍ شديدٍ، ولم يُدرِك ما يجب فعله. سقط على رُكبَتَيه، وانهمرت الدّموع من عينيه. فقال له الشّيخُ بابتسامةٍ: «والآن اذهبْ، وتَناولْ غداءَك». أجابه الرّاهب: «لا يا أبتِ، شكرًا، لستُ جائعًا». هذا هو الصّوم بالضّبط: تتذكّر خطاياك، وتتوب عنها؛ فتتوقّف عن التّفكير في الطّعام.

 

المصدر:

https://blog.obitel-minsk.com/2021/11/what-is-fasting-from-the-life-of-venerable-gabriel.html?fbclid=IwAR2eVCCkgcjoXQsFSyHB8W0z1E8D_hjp5aJ6LvDStfHTakGZPq8GsHbcp_M