فتح الختم الرابع والأوبئة ووحوش الارض في سفر الرؤيا
تفسير آية 6: 7-8
ألقى الشيخ أثناسيوس هذه العظة في 1 تشرين الثاني 1981
مقتطف من كتاب "الأختام السبعة" للشيخ أثناسيوس ميتليناوس، منشورات القديس غريغوريوس بالاماس 2015
تعريب رولا الحاج
"وَلَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ الرَّابِعَ، سَمِعْتُ صَوْتَ الْحَيَوَانِ الرَّابعِ قَائِلاً:«هَلُمَّ وَانْظُرْ!» فَنَظَرْتُ وَإِذَا فَرَسٌ أَخْضَرُ، وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ اسْمُهُ الْمَوْتُ، وَالْهَاوِيَةُ تَتْبَعُهُ، وَأُعْطِيَا سُلْطَانًا عَلَى رُبْعِ الأَرْضِ أَنْ يَقْتُلاَ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْمَوْتِ وَبِوُحُوشِ الأَرْضِ" (رؤيا 6: 7 – 8)
إذا انتَبهنا إلى تَعاقب فَتِح الختوم الأربعة الأولى، وهذا هو الختم الرّابع، نُلاحظ تطوّرًا متدرّجًا للأحداث. أوّلا، يُكرَزُ بالبشارة، المجسّدة في الفرس الأبيض، وتبدو الأمور كلّها مُفعَمة بالأمَل وواعدة بالنجاح. بعد هذا، يبدأ ردّ فعل إبليس وتوابِعه، المجسّد بالفرس الأحمر أو الناريّ اللون، مع اضطهاد المبشِّرين بالإنجيل وأتباعه واستشهادهم. ونتيجة ذلك، يُسفَك دمُ المسيحيّين بغزارة، وبينما ينتشر الإنجيل، تَندلع حروب ونزاعات أهليّة بالمعنيَيْن الخاصّ والعامّ للكلمة[1]. عندئذٍ، يُطلِق اللّه غوائل الجوع والحزن والبؤس عبر الفرس الأسود الّذي فَتح الختم الثالث، بهدف مُعاقبة مُضطهدي إنجيله.
ولا يرتدع المضطهِدون، بل يَستمرّون بعنادٍ في إنكار الإنجيل. إنّ فتح الختم الرّابع هو بالفعل عقابٌ من اللّه. ومن الّذين يطالهم العقاب أيضًا المسيحيّون الساقطون، الّذين خانوا المسيح وعادوا إلى حياتهم الوثنيّة. هؤلاء هم مسيحيّون مُعمَّدون أنكروا عِمادتهم، أنكَروا هويّتهم المسيحيّة، وأصبحوا ملحدين كافرين، أو باتوا أناسًا دهريّين يُسهِمون في الهجوم ضدّ المسيحيّين. تاليًا، إنّ فَتْحَ الخَتم الرابع يُدخِل الحرب والجوع، وهجوم وحوش الأرض والموت بالوباء والبلاء الّذي ندعوه الطاعون أو الموت الأسود، وبعامّة، بأمراض ستُصيب ربع سكان العالم.
تذكّروا أنّه عبر النظريّة الدوريّة لتفسير أحداث سفر الرؤيا، نستطيع أن نراقب ما حدث في تاريخ إسرائيل بكامله، في العهدين القديم والجديد معًا.
في العهد القديم، نرى الدورة التالية للأحداث: الله يقطع وعودًا لإسرائيل، ويشرح للناس قائلاً: "إذا أصغيتم إليّ فسوف تأكلون من ثِمار الأرض، ولكن إذا تجاهلتموني فسوف تُسلّمون إلى السيف وتَهلَكون". والنّاس يُصغون إليه. ولكن مع مرور الوقت، يُصبح الشعب واهنًا ومُهمِلاً، ويَقع في عبادة الأصنام فيأتي العقاب. ثمّ، يعود الشعب إلى رُشدِه ويَتوب. فيَغفِر لهم الله ويُكرّر لهم وصيّته، على أساس أنّ الأنبياء والقضاة وكلّ الّذين يحكمون العالم سيذكّرونهم بأحكام الله. ولكن بعد ثوابه إلى رُشده، يَنسى الشعب توبته مجدّدًا، ويعود مرّة أخرى إلى عبادة الأصنام فيُعاقبه الله من جديد. إذًا، نَشهد تكرار هذه الأحداث، ويمكننا أن نَفهم العهد القديم بهذه الطريقة. نعم، هذا التفسير الدوريّ يعني أنّ كلّ ما حدث خلال القرن الماضي سوف يحصل خلال هذا القرن والقرن المُقبل. مع ذلك، لا تَتكرّر الأحداث ذاتُها، بسبب حركتها اللولبيّة. لذلك يُشبه ما نقوم به في هذا القرن ما فعلناه في القرن الماضي، إنّما مع اختلاف بسيط لجهة ميزة الأحداث أو دقّتها. أجل، ترسم الأحداث دورة كاملة، والتاريخ يُعيد ذاته. ولكنّنا هذه المرّة على مستوى من اللولب أعلى من القرن الماضي. بهذه الطريقة، نستمرّ في الصعود مع تراكم الأحداث. ومع ذلك، لا تنفكّ هذه الختوم الأربعة تتكرّر عبر التاريخ. إذا أدركنا هذا الأمر، فسوف نبدأ بفهم سفر الرؤيا، وإلاّ فَسنَقع فريسة لعدد من التفسيرات الخاطئة.
الفرس الشاحب والبلايا الأربع
الآن سوف نحلّل الختم الرّابع. الحيوان الرابع هو الّذي تمّ تَشبيهه بالنسر الطائر. والفرس الرابع شاحب أي أنّ لونَه أصفر مائل إلى الأخضر أو الرماديّ. إنّه لون الموت. في الواقع، نحن نَضع عَلمًا أصفر في المنطقة الّتي تخضع لحَجْر صحّيّ (أي الكارنتينا)، والعَلم الأصفر الموضوع على السفينة يَعني أنّ فيها مرضًا مُعديًا. وعندما يَقترن اللون الأصفر بإنسان، يذكّرنا فورًا بالموت، فنعرف أنّ هذا الإنسان مَريضٌ جدًّا أو قد يموت قريبًا. ويَحمِل الفارس الجالس على الفرس المخضرّ اسم الموت.
"وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ اسْمُهُ الْمَوْتُ، وَالْهَاوِيَةُ تَتْبَعُهُ" (رؤيا 6: 8). هنا يتمّ تجسيد الهاوية (الجحيم)، والموت كليهما. فَمِن الطبيعيّ أن تتبع الجحيم الموت. هذه الآية تعطي برهانًا جازمًا على استمرار حياة الروح بَعد الموت. وإلاّ، فلمَ تَظهر الهاوية هنا وهي تَتبع الموت عن قرب، كما لو أنّها تَجمع الّذين ماتوا وتَجعلهم مُلكًا لها؟ هذا يَعني أنّ الأرواح لا تموت، وأنّ حياة كلّ إنسان تَستَمرّ حتّى بَعد الموت.
"وَأُعْطِيَا سُلْطَانًا". لمَن أعطي هذا السلطان؟ أعطي أوّلاً للموت وثانيًا للهاوية. المسيح، سيّد الحياة والموت، هو مَن أعطاهُما هذا السلطان، ليس عن رضى بل عن تنازُل. المسيح هو سيّد الحياة والموت، فكيف إذًا سُمِح للموت والهاوية بأن يَجمَعا ربع الأرض؟ بالطبع، هذا الأمر لا يُسِّر الله[2]. وهو لا يَسمَح بحصوله لأنّه يُريدُه ويرغب فيه، بل تنازلاً مِنه واحترامًا لإرادتنا الحرّة إذ هو مَن مَنحَها وتَنازَل عَنها. لا تنسوا أبدًا هذا الفرق بين إرادة الله الأوّليّة (أي الكاملة perfect) والثانويّة (أي التنازليّة concessionary) وهو ما يتِّم بسماحٍ منه أو برضاه. يَسمح الله بحدوث هذه الأمور بهدف مُعاقبة البشر المتمرّدين.
يَنجُم عن فتح الختم الرابع أربع بلايا، هي الحرب، والطاعون، والجوع، ووحوش الأرض. في الأناجيل، يتكلّم الربّ بنفسه عن البلايا الثلاثة الأولى بينما يشير إلى الأمور الأخيرة، تلك الّتي تَحدث في الأيّام الأخيرة، قائلاً "تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ" (متّى 24: 7، مرقس 13: 8، ولوقا 21: 10). هذه هي الحروب. "وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ. وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ" (متّى 24: 7). هذه البلايا الأربع هي حقًّا دلالات تُشير إلى الأيّام الأخيرة. ولكن، هذا لا يَعني أنّ هذه الأحداث لن تحصل بشكل متكرّر منذ كتابة سفر الرؤيا. في الواقع، منذ ذلك الوقت فصاعدًا، تبدأ الأيّام الأخيرة وتتراكم مقوّماتها في الأيّام الأخيرة الحقيقيّة.
والآن سنبدأ بشَرح هذه العلامات الأربع. ما يَسَعُني قوله إنّ هذه العناصر، أي الحرب والطاعون والجوع ووحوش الأرض تَصدِم حقًّا كلّ من يَقرأ سفر الرؤيا ويَسمَعُه صدمةً لم يَسبِق لها مثيل. وإذا شعرنا أحيانًا بفضول ورغبة خاطئَين في تفسير الكتاب المقدّس، فإنّما ذلك رغبةً في الاقتراب لاكتشاف ما سيحدث لاحقًا. نُريد أن نعرف هل سنعيش الحرب أو الجوع أو وباءً ما فظيعًا. ولكنّني لا أريد أن نفكّر بهذه الطريقة، لأنّ هذه الأحداث تتكرّر باستمرار، وتحليلها سيعزّز فهمنا.
الأوبئة ووحوش الأرض
إنّ البشريّة طالما شَهدت أمراضًا مُعدية وأوبئة مثل الطاعون، وأوبئة الإنفلونزا، كالإنفلونزا الإسبانيّة العام 1917، الّتي حصدت ضحايا أكثر من الحرب العالميّة الأولى. (حَسب بعض التقديرات الحاليّة، يَتراوح عدد الموتى بسبب الإنفلونزا الإسبانيّة بين خمسين ومئة مليون شخص). قد مَررنا من دون شكّ بأوبئة عدّة مُميتة مماثلة وأمراض متفشّية لا يستطيع الجنس البشريّ أن يسيطر عليها. لماذا إذًا تتكلّم نبوءة الربّ على الأوبئة بشكل خاصّ؟ يبدو أنّ في المسألة أمراضًا مُستعصية لم تتوقّع البشريّة إمكانية وجودها على الأرض[3]. ويبدو أيضًا أنّ عددًا من هذه الأمراض والحروب العالميّة بدأ في القرن العشرين. ورغم عددها الكبير، إلاّ أنّ كلاًّ منها يجتاح أحد بلادنا ثمّ ينتهي. ثمّ نقرأ أنّ هذه الأمراض ذاتها تمرّ عبر إفريقيا وآسيا ثمّ تنتهي. هذه النوبات تدوم نحو السنتين، مهلكة كثيرين، وتزول. ولا يبقى للناس من بعدها سوى الأمراض الشائعة العاديّة.
ولعلّ أبرز هذه الأمراض الشائعة في القرن العشرين الاضطراب العصبيّ، أي الخلل في الجهاز العصبيّ neurosis. نجد في سفر التثنية نبوءة خاصّة بهذا المرض "يَضْرِبُكَ الربّ بِجُنُونٍ وَعَمًى وَحَيْرَةِ قَلْبٍ"(28:28). التفتوا إلى هذه الآية ""فَتَتَلَمَّسُ فِي الظُّهْرِ كَمَا يَتَلَمَّسُ الأَعْمَى فِي الظلاَمِ" (28: 29)[4]. المرضان الآخران الأكثر شيوعًا يتعلّقان بالقلب، أمّا الثالث فهو السرطان. قد اندهشتُ عندما قرأت أنّ اثنين من أصل ثلاثة أفارقة مُصابون بنوع من السرطان، مثل سرطان الجلد، وهو ليس مُميتًا، إلاّ إذا كُنت مُخطئًا لأنّني لست بطبيب. ما أريد قوله إنّه في هذا المضمار، تَنتَشِر أمراض لا نَستطيع السيطرة عليها رُغمَ التطوّر العلميّ الّذي نَشهَده. هل تخيّلت الأجيال السابقة أن تَنتشِر الأمراض العصبيّة والإعتلالات النفسيّة إلى هذا الحدّ؟ هل تأمّلوا فيها مليًّا؟ تاليًا، نَستطيع القول أيضًا إنّ هذه النبوءة الّتي تنقل كلام الربّ عن الأمراض مبرّرة بلا ريبٍ[5].
لنُتابع الآن. يُشير فَتح الختم الرّابع إلى وحوش الأرض كالخطَر الرّابع. بالطبع، طالما كان في الأرض وحوش. ولكنّ المسألة هنا استثنائيّة. هل نَعني بوحوش الأرض، أنّ الأسود والدبب والنمور والأفاعي ستتكاثر وتَدخل مُدنَنا لتَقضُمنا وتَقتُلنا؟ علينا أن نتذكّر أنّ الوحوش أُرسلت بسبب التمرّد في وجه الله والارتداد عنه. في الواقع، نرى الحيوانات تَنقلِب ضدّ البشر مع أنّها خُلقت لتخدمهم، وهذا وباء بحدّ ذاته.
يقول الربّ "أُطْلِقُ عَلَيْكُمْ وُحُوشَ الْبَرِّيَّةِ فَتُعْدِمُكُمُ الأَوْلاَدَ، وَتَقْرِضُ بَهَائِمَكُمْ، وَتُقَلِّلُكُمْ فَتُوحَشُ طُرُقُكُمْ". (لاويّين 26: 22). وفي آية للنبيّ حزقيال، يُلقي الضوء على طبيعة هذه الوحوش المروّعة "لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الربُّ: كَمْ بِالْحَرِيِّ إِنْ أَرْسَلْتُ أَحْكَامِي الردِيئَةَ عَلَى أُورُشَلِيمَ: سَيْفًا وَجُوعًا وَوَحْشًا رَدِيئًا وَوَباء، لأَقْطَعَ مِنْهَا الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ!" (حزقيال 14: 21). بِما أنّه سَيتمّ تدمير الإنسان والحيوان معًا، يَبدو أنّ الأسد والنمر وسواهما من الوحوش المعروفة في الغابة لن تكون الوحيدة. فهذه الوحوش الشرّيرة أسوأ بكثير من الأسود. كخطوة أوّليّة، دعونا ننتبه إلى تزايُد مُختلَف أنواع الحشرات مِثل الذباب والبعوض. إنّ هذه الحشرات تنقل الأمراض ويُمكن حقًّا تَصنيفها كوحوش[6]. يُمكنها حقًّا أن تَنقُلَ وباءً مؤذِيًّا للبشريّة، وتُدمّر أيضًا المزروعات والماشية.
ويجب أن نعرف نوعًا آخر من الوحوش الشرّيرة، لأنّني أعتقد أنّ الوحوش المُرعِبة الّتي سيرسلها الله هي ميكروبات وجراثيم. مَن خلق الجراثيم؟ لم تَظهر الميكروبات والجراثيم حديثًا، بل كانت منذ خَلَقَ الله كلّ شيء. إنّها بكتيريا حافظ عليها الله ليُعاقِب الّذين يَتجاوزون ناموسَه ويرتدّون عنه. تذكّروا قول القدّيس بطرس: "تَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً" (2 بطرس 3: 10- 18)، مشيرًا إلى أنّ الله يختزن في المادّة نارًا كامنة. هذا أمر مهمّ، إسمعوا: الله يختزن نارًا في المادّة، وهذه سوف يتمّ إطلاقها لتُدمّر الملحدين. فالسماء والأرض محفوظتان حتّى تندلع النار إلى أن يحلّ يوم الدينونة وهلاك الأشرار.
إذا حلّلنا رسالة القدّيس بطرس الثانية، سوف ننذَهِل لأنّها تُشير بوضوح إلى استخدام الطاقة النوويّة الحراريّة[7]. نحن نَعرف اليوم أنّ هذه المادّة تَحوي طاقة هائلة. يبدو أنّ الله سيُخرِج الطاقة المخزونة في هذه المادّة، ويَستخدِمها ليُعاقب الأشرار. على غرار سفر الرؤيا، يقول النبيّ حزقيال وآخرون إنّ الخليقة كلّها ستتغيّر وتتجدّد في الوقت عينه، من سماوات قديمة إلى سماوات جديدة، من أرض قديمة إلى أرض جديدة. لذلك، يُمكن استخدام فعل "يختزن" أيضًا للبكتيريا الّتي خَلقها الله. تمّ الحفاظ على البكتيريا من أجل معاقبة الّذين يَزدرون مشيئة الله ويخونون العهد ويرتدّون. في البدء، لم تتلقَّ البكتيريا أمر أذيّة البشريّة ولا معاقبتها، وأمّا الآن فالله نَفسه أمرَها بذلك.
الأنواع الأخرى من الوحوش الشرّيرة الّتي لا يُمكن رؤيتها بالعين المجرّدة هي أيضًا جراثيم نُطلق عليها اليوم اسم فيروسات. تَكادُ لا تُرى. أعذروني إذا ارتكبت بعض الأخطاء لأنّني لست عالمًا مُتخصّصًا في هذا الموضوع، ولكنّنا نشعر بالفضول بما أنّ الفيروسات غير مرئيّة، وعندما نَمرض، يسأل بَعضُنا الآخَر: "ماذا حَدث لك؟ - قال الطبيب إنّني أصِبُت بفيروس". ماذا يَعني الفيروس؟ هذا ليس بسؤال تافِهٍ على الإطلاق. عبر التجارب، نَجِد بعض الأدوية المفيدة ولكنّنا لا نعرف تحديدًا ما هي هذه الجراثيم. اليوم، تُهاجِمنا هذه الفيروسات، والأسوأ من ذلك أنّها تصرَعُنا أرضًا. يا لها من ضربة لبعض الأنانيّين المُتعجرفين الّذين اشرأبّوا ورفعوا أعناقهم ليُجاهِروا أمام السماوات بأنّ الله غير موجود. يا للسُخريّة. عقول متعجرفة تسقط ميتةً، وقد قضَت عليها لطخة وحشٍ لا تتبيّنه العين يُدعى بكتيريا أو فيروس. أحبّائي، يَبدو أنّ هذه الأمر أيضًا تتناوله النبوءة بحقّ.
كذلك يجب القول إنّ ازدياد استخدام الرقم 4 عند فَتح الختم الرّابع ليس من باب الصدفة: هو الختم الرابع، والحيوان الرّابع، وأربعة أوبئة، وسيُهلك ربع البشريّة. هذه ليست صدفة. أكرّر أنّ النظرية الدوريّة تَنطبق على الأوبئة الأربعة، مع تصعيد في الأحداث في الأوقات الأخيرة. لهذا السبب، لنكن يقظين أبدًا، فربّما نحن في مُستهلّ هذه الأحداث الرهيبة.
[1] شَهدت الإمبراطوريّة الرومانيّة اضطرابًا لا يوصف منذ العام 180م. لغاية عام 283م. كان هناك 25 إمبراطورًا مُختلفًا، ممّا يُشير بوضوح إلى نزاعٍ داخليّ وإضطراب.
[2] هذه هي "إرادة الله التنازليّة" وليس إرادته الكاملة، وهي تَسمَح بالحفاظ على إرادة الإنسان الحرّة. وقد يختار الإنسان أن يَبتَعِد عن الله وألاّ يُطيعَهُ ويُنكِرَه مع أنّ ذلك ليس لمنفَعَتِه. إنّ إرادة الإنسان الحرّة هي إذًا هِبَة يتعذّر إلغائُها وجزءٌ لا يَتجزّأ مِن صورة الله الموجودة فيه.
[3] قد تكون هذه الأمراض الجديدة نتيجة التقدّم العلميّ في نجاح الحمض النوويّ المؤتلف ممّا يؤمّن القدرة على تعديل نسبة تسبّب الفيروسات بالمرض، وهي تُسهم في موت الإنسان من خلال الأسلحة البيولوجيّة. تَنقل الأسلحة البيولوجيّة الموادّ السّامّة والكائنات الحيّة الدقيقة كالفيروسات والبكتيريا لتلحق المرض بين الناس والحيوانات والزرع. تؤدّي الهجمات البيولوجيّة إلى تدمير المحصول، وإزعاج مجتمع صغير لبعض الوقت والتسبّب بمقتل عدد كبير من الناس، إضافة إلى مصائب أخرى.
[4] هذه صِفَة الحالات المتقدّمة لمَرضَيّ الباركنسون وألزهايمر المعروفَيّن في القرن العشرين.
[5] نسمع في العام 2013 أنّ الأطفال يتمّ إعطاؤهم دواء الريتالين أي الميثيلفينيديت ومخدّرات أخرى من شأنها تسريع سيطرتهم على تصرّفاتهم (ADD/ADHD أيّ قصور الإنتباه وفَرط الحركة). ويتناول الوالدون أيضًا هذه الأدوية. ويَبيع بَعض المُستخدمين وصفاتهم الخاصّة للآخرين الّذين يأخذونها بدورهم (بما فيها سحق الكبسولة وشمّها) للتّرفّع والحصول على نتائج أفضل...
[6] فيروسات مِثل مَرض لايم Lyme وفيروس غرب النيل والمالاريا وحُمى الصفراء والّتيفونيد وحمّى الوادي أو الصحراء.
[7] "مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الّذي بِهِ تَنْحَلُّ السَّمَاوَاتُ مُلْتَهِبَةً، وَالْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً تَذُوبُ" (2 بطرس 3: 12). النّار العاديّة لا تُذيب الجبال أو تُجفّف الأجسام من المياه. يَربط الشيخ هذا الإنحلال الّذي يَتكلّم عنه الرسول بطرس في رسالته الثانية بإطلاق الطاقة النوويّة المُتجذرة في كلّ العناصر الّتي ستتسبّب بدمار الكون الشّامل وتَجديده.
آخر المواضيع
العدالة الإلهيّة حسب القديس ديونيسيوس الأريوباغي
الفئة : لاهوت
عظة في نقل رفات القديس مكسيموس المعترف
الفئة : لاهوت
اِعتراف الإيمان الأرثوذكسي كمِعيار إكلزيولوجيّ أساسيّ، بحسب القديس مكسيموس المعترف
الفئة : لاهوت
النشرات الإخبارية
اشترك الآن للحصول على كل المواد الجديدة الى بريدك الالكتروني