نوعيّة الحياة الروحيّة المميّزة في الجبل المقدَّس

الفئة:قصص روحية

تعريب فيرنا جدعون

 

يتحدّث الأرشمندريت إفرام، رئيس دير الفاتوبيذي في جبل آثوس، عن نوعيّة الحياة الروحيّة المميّزة في الجبل المقدَّس، وكيف أنّه هو نَفسُهُ أوشك أن يموت من الحزن عندما أدركَ بأنّه سيُمسي راهبًا.

 

أُجريت هذه المقابلة خلال "المؤتمر الدوليّ الأوّل حول وسائل للإعلام الرقميّة والعمل الرّعائيّ الأرثوذكسيّ".

 

سؤال: هل ترعرتَ في عائلة مؤمنة؟ ما كان أوّل لقاء لكَ مع الله؟

الأب إفرام: وُلِدتُ في عائلةٍ قرويّة، في قريةٍ فقيرة. كان والدايَ مُزارعان. والدي كان عاملاً كادحًا لكنّه لَم يهتمُّ بالضّرورة بأمرِ الكنيسة. أمّأ والدتي فقد كانت امرأةً مؤمنة. أوّل من أثّر فيّ روحيًّا كان ال Batiushka، كاهنُ قريتنا. لقد انجذبتُ إلى حياة الكنيسة: كنتُ أضعُ منشفةً حول عُنقي وأخدِمُ "القدّاس الإلهيّ" في صِغَري، كنتُ أفهمُ وأحفَظُ كلَّ شيء، ومن ثمّ أكرّرهُ وأُعطي البَرَكة الختامية.

 

سؤال: ما الذي أثَّرَ في اتّخاذكَ لِقرار الرّهبنة؟ من كان أبوكَ الرّوحيّ؟

الأب إفرام: أبي الرّوحي كان الشّيخ يوسف الفاتوبيذي. وقد أصبحتُ راهبًا لأنّ النّعمة جذبتني.

ما كنتُ لأتخيّل نمط الحياة هذا: أوّل مرّةٍ أتيتُ إلى آثوس كنتُ في الثّامنة عشرة من عُمري. كنتُ أدرُسُ في مدرسةٍ تابعة للكنيسة، وقد أخبرني أحد زملائي في الصّفّ، الذي أراد أيضًا أن يصبح راهبًا ولكنّه أصبح في نهاية الأمر كاهنًا متزوّجًا، بشأن مقالاتٍ عن الجبل المقدس في إحدى الصُّحف المدنيَّة. بدأتُ بقراءة هذه المقالات وأردتُ زيارة الجبل المقدّس. من ثمّ بعد سنة، انتقلنا إلى جامعة اللّاهوت في أثينا للدّراسة، وعام 1975 ذهبتُ إلى الجبل المقدّس لأوّل مرّة.

 

كان البرنامج يتضمّن لقاءً مع الشّيخ إفرام الكاتوناكي، الذي استراح بالرّبّ عام 1998. كانت له موهبة كبيرة من عند الله. كنّا يومها خمسة أصدقاء. نظر إليّ وقال: “أنتَ، سوف تصبح راهبًا". فذابَ قلبي من الحزن! “سوف ترتدي أيضًا البطرشيل وتغدو كاهنًا. علاوةً على ذلك، سوف تصبح أيضًا فردًا من عائلتنا الروحيّة: تلاميذ الشّيخ يوسف الهدوئي.”

 

لم أتمكّن من النّوم من جرّاء ذلك! يا له من كابوس: كيف سأصبح راهبًا؟ توجّهتُ إلى دير غريغوريو وطلبتُ موعدًا مع رئيس الدّير الأب جاورجيوس، إنسانٌ روحانيّ. قلتُ له: “أنا، حزينٌ جدًّا، لقد كنتُ في كاتوناكيا، وقد قال لي الشيخ إفرام ذلك".

- "الشيخ إفرام قال لك شيئًا كهذا؟ إذًا لقد سُوّيَ الأمر، بالطّبع، لا يمكن أن تفوته العلامة أبدًا."

فساءَت حالتي أكثر وازداد حُزني. لقد أكّد لي شيخٌ آخر كلمات الشّيخ الأوّل! توجّهتُ إلى "بورازيري"، وهي قلّاية كبيرة يعيش فيها الأخ الروحيّ للشّيخ إفرام، الشّيخ خرالمبوس، الذي كان واحدًا من الآباء اليَقِظين. أخبرتُ كلّ مَن قابلتُهم من الآباء الروحيّين بألمي: كانت لي أفكارٌ ومشاريعٌ أخرى في الحياة. كَم كنتُ ساذجًا حينها! عندما قرأتُ للقدّيس يوحنا كرونشتادت، أثّر فيَّ عميقًا، لدرجة أنّني أردتُ أن أُماثِله وأعيش "زواجًا أبيضًا" (لقد عاش مع زوجتة كأخٍ وأخت). قلتُ للشيخ خرالمبوس: “وهكذا دواليك، هذه هي مُصيبتي".

- "الشيخ إفرام قال لك ذلك؟"

- "نعم"

- "إذًا ما من شيء أُضيفه."

ومنذ ذلك الوقت أصبحتُ أُدعى "راهبًا مبتدئًا". أخذ الجميع يسخرون منّي في ما بينهم داعينَ إيّاي "مبتدئ، مبتدئ". أردتُ الموت من شدّة الحُزن. بعد ذلك بخمس سنوات أصبحتُ راهبًا، وبذلك، تحقّقت النّبؤة.

 

التقيتُ فيما بعد بالشّيخ يوسف الفاتوبيذي، الذي، كالشّيخ إفرام الكاتوناكي، كان تلميذًا للشّيخ يوسف الهدوئي. لقد ساهموا جميعهم بقدرٍ هائل بإحياء الهدوئيّة في الجبل المقدّس.

 

المرجع: 

https://blog.obitel-minsk.com/2019/05/when-the-elder-told-me-id-become-a-monk-i-thought-what-a-nightmare.html

 

 



آخر المواضيع

خمسُ خُطُواتٍ إلى المسيح، الجزء 2/2، ثمانية ثعابين
الفئة : قصص روحية

القدّيس سيرافيم (زفيزندسكي) أسقف دميتروف 2024-03-05

خمسُ خُطُواتٍ إلى المسيح، الجزء 1/2، خمسة مساميرَ في صليب كلّ مسيحيّ
الفئة : قصص روحية

القدّيس سيرافيم (زفيزندسكي) أسقف دميتروف 2024-03-02

القدّيس قوزما الإيتولي، كَمُنيرٍ للأرثوذكسيّة
الفئة : قصص روحية

الميتروبوليت إيروثاوس فلاخوس 2022-08-22

النشرات الإخبارية

اشترك الآن للحصول على كل المواد الجديدة الى بريدك الالكتروني

للإتصال بنا