الرجلُ الذي تُوفّيَ في طريقِه إلى الإعتراف
للقدّيس نيقوديموس الآثوسيّ
ترجمة فيرنا جدعون
كَبَّلت علاقةُ عِشقٍ وزنى بإحدى فتياتِ السوء قلبَ شابٍّ في الرّبيع من العُمر. وإذ قد تلقّى توبيخاتٍ جَمَّةٍ من أهلِه وأقاربِه وأبيهِ الروحيّ، قرّر وضعَ حدٍّ لهذه العلاقة، والتّخلّصَ من حِملِ خطيئتِهِ عبرَ اعترافٍ شاملٍ وتامٍّ بجميعِ خطاياه.
استجمعَ كُلَّ ما تذكّر من خطايا، ودَوَّنها جميعها على ورقة. إلّا أنّه وخلال عمليّة مراجعته لذاتِهِ ولخطاياه، لم يَقتنِ الحُزنَ الملائمَ ولا التّوبةَ القلبيّةَ الصّادقةَ اللّذان عادة ما يشعر بهما الإنسانُ عند تذكُّرِهِ لخطاياه، عند استعدادِهِ للإعتراف.
عِوضًا عن ذلك، تسبّبَت له خطاياهُ بِحزنٍ ضئيل جدًّا، لدرجةِ أنّه وفي طريقِهِ إلى الإعتراف، حدثَ أن مَرَّ أمام باب ذلك البيتِ الملعونِ، فأغراهُ الدّخول إليه مجدّدًا وكأنَّهُ غريبٌ لم يطأهُ من قَبل. فور دخولِهِ، قرّر أن يقع فريسةً للخطيئةِ مرّةً أخرى، وأن يضيفَ خطيئتَهُ تلك إلى خطاياهُ القديمة، على أمل الاعترافِ بها جميعها لاحقًا.
ولكنّ ما الذي حدث بعد ذلك؟
فيما كانَ الشّابُّ يتحاورُ مع فِكرهِ الشّرير ذاكَ كحُجّةٍ لكي يزني، دخلَ البيتَ عشيقٌ آخر، وفورَ رؤيته لصديقنا، استعَرتَ به غيرة وغضبٌ شديدان جعَلاه يوجّه له ضربةً عنيفةً أودَت بحياتِه على الفور.
خلال نقلِ الجثّة إلى الدّفن، عثَرَ النّاس على الورقةِ التي كان قد دَوّنَ عليها خطاياهُ تحضيرًا للاعتراف.
آه من الموتِ البائس! آخ من الآمالِ الكاذبة! آه من فكرِ ذلك الشاب الخدّاعِ!
يا بني، إن كنت شديد التهورِ كذلك الشّاب المُثَلّثٌ الشّقاوة، لِدَرَجَةِ أن تُحزِنِ الله وترتكِبَ الخطيئةَ عَمدًاعلى أمل غُفرانِهِ لخطاياك، اصحَ لِنفسكَ، أتوسَّلُ إليك! لئلّا تجلبَ على نفسكَ العقابَ والهلاك كما فعل.
آخر المواضيع
كيف تتعامل مع شخصٍ لا تحتملُ التَّعاملَ معه
الفئة : قصص روحية
محاضرة في جماعة الخمسينيّين وخبرة النعمة الإلهيّة (7/7)
الفئة : قصص روحية
محاضرة في جماعة الخمسينيّين وخبرة النعمة الإلهيّة (6/7)
الفئة : قصص روحية
النشرات الإخبارية
اشترك الآن للحصول على كل المواد الجديدة الى بريدك الالكتروني