يا رَبِّي، أَتُرِيْدُنِيْ حزينًا؟ فَلْيَكُنْ مُبَارَكًا!
الأبُ بَرنَابَا يانكوس
نَقَلَتْهُ إلى العربيَّة: دونا جرجس
عندَمَا تشعرُ أنَّك محبطٌ وضائعٌ، فاترُكْ كلَّ شيءٍ بينَ يَدَيِ اللهِ.
(يقرَأُ الأبُ بَرنَابَا مِنْ كتابٍ): «وحدَهُ المُبتَهِجُ روحيًّا لَهُ الحَقُّ في رَفْعِ عينَيْهِ نحوَ اللهِ».
(يشرحُ الأَبُ بَرنَابَا): هَذا قولٌ صعبٌ. ولكن لا يَعني ذَلك أنّ هذَا الحَقَّ ليسَ للجميعِ. فعندَمَا ترفعُ عَينَيْكَ نحوَ اللهِ، تُنَمِّي عندَها علاقةً معَ اللهِ حقًّا.
(يتابعُ الأَبُ بَرنَابَا القراءةَ): «فليسَ من أمرٍ يُفسِدُ فرحَنَا».
(يشرحُ الأَبُ بَرنَابَا): لا يتضاءَلُ فرحُنَا إلّا بإرادَتِنَا. هذا يبدُو غريبًا لأنَّنا مقتنِعُون أنّ هورموناتِنا وبعضَ الموادِّ الكيميائيَّةِ هي المسؤولةُ عمَّا يحدُثُ مَعَنَا. بالطَّبعِ، يمكنُها أنْ تؤثِّرَ الهرموناتُ علَيْنَا نوعًا ما، ولكنْ أُنظرْ إلى حالَتِك بطريقةٍ روحيَّةٍ وتقبَّلْها. أمَّا الحزنُ الَّذي أصابَكَ بغيرِ إرادَتِكَ والّذي تعتبِرُهُ إساءَةً لحالتِكَ النّفسيَّةِ، كشَيْءٍ خارجٍ عن سَيطرَتِكَ – فإذَا نظرْتَ إليه من النَّاحيَةِ الرّوحيَّةِ، يصبحُ مصدَرَ معرفَةٍ ونوعًا آخرَ منَ الفَرَحِ الرُّوحيِّ. كيفَ يتمُّ ذلِكَ؟ تقولُ بِكُلِّ بَسَاطَةٍ: «يا ربّي، أتريدُني أن أكونَ حزينًا؟ فَلْيَكُنْ مُبَاركًا! أنَا بينَ يدَيْكَ. أتريدُنِي أنْ أموتَ؟ حياتِي بينَ يَدَيْكَ».
وتقول أيضًا: «أشعرُ بالكآبَةِ، صِحّتِي تَتَدَهْوَرُ»، وما شَابَهَ ذلكَ... ولكنْ من خلالِ علاقتِي بِالرَّبِّ كمَا سبقَ وذكَرْنا، أرى الحياةَ في بُعدٍ آخرَ بحيثُ أتمكّنُ من اختبارِ إعلاناتٍ وتجاربَ أخرى تَتَجَاوَزُ الألَمَ النَّفْسِيَّ. فعليْنا أنْ نَتَمَثَّلَ بتلكَ النّظْرَةِ الرّوحيَّةِ.
كمَا عندَمَا تشعرُ أنَّك محبطٌ وضائعٌ، فاترُكْ كلَّ شيءٍ بينَ يَدَيِ اللهِ. توقَّفْ عن ضغطِ نفسِك قائلًا: «مَتَى سيأتِي هذا الفَرَحُ؟ سأطْفِئُ الضَّوءَ وأشعِلُ بعضَ الشّموعِ والبَخُور! سأصنَعُ بعضَ المطّانيَّات(السَّجداتِ)! وسأُصَلِّي صلاةَ يسوعَ!» هذا جهادٌ قاسٍ جدًّا! ومن ثمّ ستحتاجُ إلى مُضاعَفَةِ جرعةِ الحبوبِ المُضَادّةِ للقَلَقِ! لا تفعلْ هذا!
وبالتّالي، حينَ أقعُ في مشكلةٍ، أضعُها أمامَ اللهِ، وأتمِّمُ ذلكَ بسلامٍ. أُتَمِّمُه بسلامٍ! «نَعَم يا رَبُّ، أنَا شخصٌ كئِيبٌ؛ هكَذَا هي شخصيَّتِي، ربَّما وَرِثْتُ هذَا المَرَضَ. كلُّ ما مَرَرْتُ به من صعوباتٍ دَفَعَني إلى هذِهِ الحالَةِ... وماذَا أقرّرُ أن أفعلَ؟ أَترُكُ كلَّ شَيْءٍ بينَ يَدَيْكَ. أُسَلِّمُ نفسِي لمشيئَتِكَ».
وإنَّمَا ذلكَ يحتاجُ إلى الجهادِ، فهو ليسَ شيئًا نطبِّقُه في أذهانِنَا فحَسْبُ. عندَما نبدَأُ بالصّلاةِ قد نَرَى الصّراعَ الدَّاخليَّ نفسَه فينَا مَرَّةً أُخرَى. ونقولُ مجدَّدًا: «يا ربّي يسوعُ المسيحُ ارحَمْنِي!» ولكنَّنَا سنواجِهُ المشكلةَ نفسَهَا ثانِيَةً. فعلَيْنَا أن نَتَحَلَّى بالصَّبرِ عندَ حدوثِ ذلِكَ. وعلَيْنَا أن ننتظِرَ الرَّبَّ ونعمتَهُ؛ إنّنا نحتاجُ أن نُنَاضِلَ. كما أنَّنَا نحتاجُ إلى الجهادِ والمثابَرَةِ. وشيئًا فشيئًا نَتَحَوَّلُ إلى الأفضل. فهذِهِ التّجربَةُ تصبحُ مصدرَ ولادَتِنَا الرُّوحيَّةِ. وبعدَ ذلكَ، سنختبرُ إعلاناتٍ أُخرى. تُفتحُ لَنَا آفاقًا لم يسبِقْ أن عرفنَاهَا أو خامَرَنا الشَّكُّ فيها سَابقًا. بناءً على ذلك، يمكنُنا أن نصبحَ بشَرًا حقيقيِّيْنَ، مسيحيِّيْنَ حقيقيِّيْنَ ، نختبرُ شيئًا يتجاوزُ المعرفَةَ العَقْلانِيَّةَ.
https://romelders.substack.com/p/fr-barnabas-iankos-lord-do-you-want?utm_source=post-banner&utm_medium=web&utm_campaign=posts-open-in-app&triedRedirect=true