أحد الأعمى

أحد الأعمى

الأرشمندريت جاورجيوس كابسانيس - ٢٠٠٢

نقله إلى العربية: فريق القديس غريغوريوس بالاماس

 

نشكرُ المسيح ربَّنا القائم، الَّذي جمعنا مُجدَّدًا اليَّوم ههنا، وهيَّأ لنا مائدةً روحيَّة، طعامها سماويٌّ أي جسده ودمه الكُليّ قُدسُهما. استحقّ الكثيرون مِنَّا المُناولة وأن يتّحدوا مع المسيح. وليعلم من لم يتناوله أنّهُ نالَ أيضًا بركةً، لأنَّ المسيح نفسه حاضرٌ في القُدَّاس الإلهيّ، فيما بيننا بحال غير منظورة، مُبارِكًا إيّانا ومانحًا نعمته لنا. ينتَظِر الرَّبّ بالطَّبع مِن الجميع أن يتَقدَّموا للمناولة، لكِنَّنا لسنا دائمًا مُستعِدّين أو لدينا بركة أبينا الروحيّ بذلك. فلنَتناول قَدر الإمكانِ بتواترٍ ومرَّات كثيرة، فإنَّ الرَّبّ يدعونا: "بِخَوفِ الله وإيمانٍ ومحبَّةٍ تقدَّموا" إنَّه يدعوا الجميع. لكن مِن الناحِية الأُخرى لا يجوز أن نتناول بدون الاستعداد اللائق. إنَّها بَركة كبيرة أن نتناول جسد المسيح ودمه، وأن ننالَ المسيحَ ساكنًا في قلوبنا. إنَّها أكبر عطيَّة مِن مسيحنا القائم من الأموات على الإطلاق، أنَّه تَركَ لنا جسدَهُ ودمه الكُليّ قدسهما، بحيث أنَّنا نأكل الله ونشربه، فنصير معه واحدًا، وأن تصير قيامته قيامتنا، وحياته الأبديّة حياتنا. هكذا نساهم عدم الفساد والخلود. ما حالنا لولا المسيح المصلوب والقائم؟ لكُنَّا دون رجاء، دون نور، وسط الظَّلام. لهذا فلنَكُن ممتَنِّين، لا مرّةً بل مرارًا كثيرة وطوال حياتنا، ولتكن حياتنا عرفانًا لربِّنا على عطاياه وبركاته.

في المقطع الإنجيليِّ اليوم، كان الأعمى حزينًا. فعلاً، هو أمرٌ مؤلمٌ أن يولد الإنسان أعمى، وألاّ يقدر أن يشاهد عطايا الله وبركاته، لا الطبيعة ولا البشر. يبدو أنَّ نفسه كانت صالحة. يلفت انتباهنا شفاء الرَّبّ لهُ دونَ أن يطلب منه ذلك. فمرارًا ما ردَّ الرَّبُّ النُّور لمكفوفينَ كانوا قد سألوه ذلك. أمَّا هذا فلم يطلُب. ولا حتى أدرك أنَّ المسيح كان بقربه. دون أن يقول له شيئًا، عمِل طينًا، وطلى عَينيِّ الشابّ وقال له: "اذهب إلى بركة سلوام واغتسل وستبصر." يُدهشنا أنَّ الرَّبّ تصرَّف كخالق! مِثلما فعل حين جبل الإنسانَ مِن التُّراب، هكذا الآنَ أيضًا، صنع للأعمى عَينَين مِن الطِّين ثانيةً، بتفلته المُقدَّسة.

أيضًا اختبر مدى إيمان الأعمى، فحين قال له: "اذهب إلى بركة سلوام واغتسل"، كان مُحتملاً أن يُبدي ذاكَ ضُعف إيمان أو حتَّى عدم إيمان، وأن يقول:

لاحقًا، حين سُئلَ:

ما أجمل هذه العبارة! "إنسانٌ"! فعلاً المسيح هو الإنسان الحقّ، الصحيح، الله المتأنّس.

هذه إجابة عن سؤال ذيوغينيس، وهو مِن فلاسفة الإغريق، كان يَدور حاملاً فانوسًا بيدهِ، ويقول: "إنِّي أبحثُ عن الإنسان" ولم يجده. (صار الإنسان الصحيح عملة نادرة)

وأخيرًا جاء هذا الإنسان الكامل، الإنسان الحقيقيّ. الإنسان كما خلقهُ الله، آدم ما قبل السقوط. الإنسان الَّذي يملك المحبَّة الحقيقيَّة والإنسانيَّة الفعليَّة. جاء هذا وهو مسيحنا. لم يعرف الشابُّ الكثير، لكنَّه قال الحقيقة بشأنه. أدرَك أن هذا هو فعلاً الإنسان بحق. لاحقًا سمع الفرّيسيّون الخبر، ولأنَّهم لم يشاؤوا أن يُذاع أنّ المسيحَ يصنع العجائب، فدعوه للاستجواب.

هُنا تقدَّم أكثر في معرفَة المسيح. بدءًا قال إنسان، والآن يقول عنه "نبيّ" لا مجرّد إنسان. فقالوا:

فقالوا له:

أترون شدَّة غُرور الفرّيسيّين، اعتبروا ذواتهم أبرارًا .

نلاحظ أنَّه قال عنه بدايةً "إنسان" ثمَّ "نبيّ" ثمَّ: "أؤمن يا سيِّد أنَّك أنت ابن الله" وسجد له... بالتَّالي نال شفاءيَن: انفتحت عينا الجسد وعينا النفس. أبصر الأعمى جسديًّا لكنّه أبصر روحيًّا أيضًا، لأنَّه رأى نورَ العالم، رأى المسيح.

عرفنا مكفوفين بالجسد، لكن إذ قد عرفوا المسيح، الَّذي هو "نور العالم" كان لديهم رجاءٌ، كان لديهم فرحٌ سريٌّ بداخلهم. عرَفْت راهبة عمياء منذ ولادتها، وسكن المسيح قلبها، كان لديها فرح ورجاء. حين ذهبَت إلى القُدس للحجّ، ساعة فيضان النور المقدّس، في سبت النور، رأتهُ هذه دون أن تبصر. كانت عيونها تالفة تمامًا، لكنّها رأت النور المقدّس بالفعل. فرحت كثيرًا لمَّا رأته، المسكينة، لأنَّها لم تر قطّ.

عاش راهب ضرير في ديرنا، شيخٌ مسِنّ، الرَّاهب أفكسنديوس. كان أعمى في آخِر ثماني عشرة سنة من حياته. كان تقيًّا جدًّا، قدّيسًا، مصلِّيًّا حقيقيًّا. ورغم العمى، كان أثناء صلاته يرى النُّور غير المخلوق، الَّذي يتكلَّم عليه القدِّيسون. لم يُحزِنهُ العمى، إذ أناره نورُ المسيح الساكن قلبه.

نعيش مأساة الَّذين يبصرون بعيون الجسد لكنهم لا يبصرون روحيًّا. لا يعرفون المسيح ولا يرونه، لذا هم في ظلمة روحيَّة. بينما آخرون ربَّما ضعف بصرهم أو لا يبصرون إطلاقًا، لكن لأنَّ نعمة المسيح فيهم، فهم يبصرون روحيًّا، وهم في وسط النُّور الروحيّ للمَسيح القائم. نُصلِّي أن يُعين الله المكفوفين، وهم كثيرون في عالمنا، وأن يعزّيهم ويمنحهم الرَّجاء. بالأحرى، أن يستحقِّوا هم أيضًا أن يعرفوا المسيح، حتَّى أنَّهم بوجود نور المسيح فيهم يلقون تعزيةً حقيقيَّة. كذلك من أجلنا نحن أيضًا، المبصرين بعيوننا الجسدية، نطلب أن يفتح الرَّبّ لنا عيون النفس، كي نرى المسيح. إن كان بالمسيح عزاؤنا سنعبر الحياة برجاء وقوَّة.

سأقرَأ لكم قطعة الإكسابوستيلاري لهذا النهار (من كتاب البندِكستاريون صفحة ١٤٨)

" إنَّ مخلِّصنا إذ كان مُجتازًا فوجد مكفوفًا عادم الحدقتين. فتفل على التُّراب وصنع طينًا. وطلاه به، وأرسله إلى سلوان ليمضي فيغتسل. فلما اغتَسل عاد ينظُر نورَك أيُّها المسيح".

أي اغتسلَ فرآكَ أنتَ أيُّها المسيح، أيُّها النور!

كم جميلٌ أن نشاهد النُّور، ألا وهو مسيحنا! وأن تكون حياتنا في نور المسيح. نحن الآن في زمن البندِكستاريون، نرتل فيه مرارًا "المسيح قام من بين الأموات.."، ونهايتها الصعود فالعنصرة. تعيش كنيستنا فيه بشكلٍ حيويٍّ فرَحَ القيامة. يستنير كلُّ شيء سرّيًّا بنور المسيح القائم، لأنَّ قيامَة المسيح أشرَقَت نورًا عظيمًا في البَشريَّة. الرَّبّ كلّه، كلّه نور. شاهده تلاميذه لوهلة في التجلّي في مجده ورأوا نوره، ومن جديد فقدوه. ثمَّ بعد قيامته ملأ الرَّبّ كلَّ شيءٍ بالنور. تقول الكنيسة: "إنّ البرايا بأسرها قد استوعبت الآنَ نورًا، السَّماء والأرض وما تحتَ الثَّرى. فلتُعيِّد إذًا الخليقة جميعها لقيامَة المسيح، الَّتي بها نتشدَّد." (الأودية الثالثة من قانون الفصح، كتاب البندكستاريون) ملأ النورُ السَّماء والأرض حتَّى الجحيم، لأنَّ الرَّبّ نزل إلى الجحيم، وهناك بشَّر الموتى منذ الدهور ببشارة الإنجيل. انتظره هناك السَّابق المجيد والأنبياء والأبرار والصدِّيقين وآخرون من حكماء الإغريق. لفرط محبّته بالبشر نزلت نفُسُه الأكثر قدسيّة، متّحدةً بلاهوته إلى الجحيم، أمَّا الجسد فبقيَ في القبر؛ بشّر وملأ الجحيم بالنور. هكذا ملأ الأرض نورًا، والسماء نورًا. يقول الآباءُ القدِّيسون: "استنارت الملائكة من نور المسيح القائم، فاكتسبوا عند ذلك، خاصَّية جديدة، عدم التَحوُّل. أي أنّهم لا يمكن أن يخطئوا فيما بعد. قبل القيامة استطاع الملائكة أن يسقطوا، مثلما سقط ايوسفوروس وصار إبليس. لكن، بعد قيامة المسيح، اكتسب الملائكة صفة عدم قدرتهم على التحوُّل إلى الشرّ. صاروا مذ ذاك، لا حسنيّ النيّة وحسب بل وبالطَّبيعة صالحين. أي لا يمكن أن يخطئ الملاك بعد، لأنَّ نورَ قيامة المسيح أناره بالكامل. صار الملائكة إذًا بلا خطيئة وقدِّيسين. هكذا ملأ الرَّب الكُلَّ بنور قيامته.

ترى هل نرى نحن هذا النور؟ كلا، لا نراه، أو نرى قليلاً جدًّا، لأنَّ عيوننا مريضة. قد تجمَّع عليها غطاء من الأهواء، كمن يلبس نظّارة قاتمة، فلا يرى إلاّ ضبابا. نحن إمّا لا نرى مطلقًا نور المسيح القائم أو نرى ضبابه. لكن إن نظّفنا عيون النفس من الأهواء، بالصَّلاة والتَّوبة والحياة الروحيّة، هكذا نشرع بالرُّؤية أفضل وأفضل. كلَّما شاهدنا أفضل، نفرح ونتقوّى أكثر لنواجه الحياة.

أتمنى لكم باتِّضاع أن نجاهد جميعًا، فيؤهّلنا الرَّبُّ القائم، نورُ العالم، أن نراه أفضل ونفتح عيون النفس أكثر، فنشاهد وجهه الكلّيّ قدسه أجلى. راجين طبعًا، أنّنا حين نفارق هذا العالم، ونغلق عيوننا في هذه الحياة نفتحها في الحياة الأبديَّة، ونسأل الرَّبّ أن يؤهّلنا حينئذٍ لرؤية وجهه القدّوس الحيوي الممتلئ بالنور. هذا سيكون فرحنا وعزاءَنا الأبديَّين.

تقول الكتب الكنسيّة المقدّسة إنَّه في الحياة الأخرى، حين سنذهب، إن أهَّلنا الله، لن تكون هناك حاجة لنرى الشمس، لأنّ وجه المسيح سينيرُ كلَّ شيء. فيكون هو الشمس الروحيَّة، سيملأنا جميعًا من حضوره ويكون نورنا. إنَّها بركة عظيمة أن يؤهّلنا نحن ايضًا أن نصل إلى هناك. لكن علينا أن نجاهد. وإن أخطأنا كبشر وطغت الظلمة على نفوسنا، وعيوننا، فلنصحّح ذلك بالتوبة. في كل مرَّة نتوب، ننظف عيون النفس فنبصر أفضل. تحجب كلُّ خطيئة نور المسيح عنَّا... وتفتح كلُّ توبة عيونَ نفسنا، فنرى مسيحنا أفضل. بدايةً نرى تعاليمه، وهي أيضًا نور المسيح؛ ثمَّ بالتدريج نرى خطايانا أكثر وأوضح، إلى أن يؤهّلنا الله -إن أهَّلنا الآن من هذه الحياة- لرؤية النُّور الَّذي لا يعروه غروب، أي نور وجهه وملكوته، النور غير المخلوق الَّذي عاينه القدِّيسون. نأمل أن نرى هناك بعد أفضل.

لنفرح ولا ندعنَّ الحزنَ وشدائد العالم تثبِّط عزمنا، فمعاناة الحياة والأمراض كثيرة. خرجتُ من الجبل لأيام قليلة، ويأتي إليّ الكثير من الإخوة طالبين الصَّلاة من أجل أقاربهم المصابين بالسَّرطان، وكثُر الألم. لكن رغم الألم، يجب أن نفرح فرح قيامة مسيحنا.

يشبه المسيحيّ اللُّجة، تعصف ريح فوق على سطحها، أمَّا العمق فيعمّ فيه الهدوء والسكينة. نحن أيضًا، حين تصيبنا عواصف التجارب، قد يبدو علينا الحزن خارجيًا والشقاء، لكن داخليًا في عمق كياننا، لأجل إيماننا بالمسيح القائم، يجب أن ننعم بالسلام والسكينة وأن نواجه أكبر صعوبات الحياة، بسلام المسيح وفرحه.

أتمنى أن نسير مع المسيح ونشعر بأنه يحملنا على ساعديه، فلا نيأس، وأن نشعر بحضوره قربنا، هو يشعر بنا قربه، فعلينا أن نشعر نحن به.

من دواعي سروري وجود الراهب يوسف معنا اليوم، أتى معي من الجبل مِن ديرنا، كان مُتزوِّجًا ولديه ابنٌ وابنتان، حاضرون الآن معنا هنا. كانت زوجته المرحومة فاضلة وقدِّيسة بالفعل، عرفتها شخصيًا. لأنهُ كان يتوق للرَّهبنة، أذِنَت لهُ بالرَّحيل وحضَّرت له أمتعته. جاء لديرنا بعمر اثنين وسبعين سنة، وعمره الآن ست وثمانين سنة. أظهر خلال هذه المدَّة طاعةً وتواضعًا وهو فرحنا بالدير. أقول هذا لأجل مجد الله، لأنَّ المسيح يسكن قلبه. عاش مع زوجته لثمان وثلاثين سنة بمحبَّة تامَّة، لم يختلفا قطّ، كما أخبرني، ورغم الاتحاد والمودّة، لكن حبًّا بالمسيح، بعد أن زوّج أبناءه، اختار القيام بهذه الخطوة الجريئة نسبةً لسنّه: أن يأتي إلى الجبل المقدّس، إلى دير البار غريغوريوس ويصبح راهبًا. خرج معي هذه المرّة لأنّ لديه مشاكل صحّية وآمل أن يساعده الله، ويعود إلى الدير ويعيش معنا سنوات طويلة بعد، لأنّه عزاؤنا في الدير. المجد لله أنّ المتزوّجين والرهبان قادرون على أن يتقدَّسوا. فلا تقولوا نحن في العالم (خارج الأديرة) لا نقدر أن نتقدَّس. لا بل هذا مُمكن، بل ضروريّ أن تتقدّسوا، وكذلك نحن الرُّهبان. إن كان المسيح في قلبنا فسنتقدّس. وهذا ما يريده المسيح أن نتقدَّس، يريدنا مُتَّحدين به وبقربه.

حين رقدت زوجته -وكانت قدّيسة كما قلت لكم- طافت في جنازتها حمامة فوق الجثمان عدّة دورات، ثمَّ في جنازها الأربعين، طافت حمامةٌ أيضًا فوق القمح أثناء صلاة الذكرانية. حين أصابتها جلطة ظلَّت طِوال فترة مرضها في الفراش، تُردِّد صلاة يسوع "ربِّي يسوع المسيح ارحمني" "ربِّي يسوع المسيح ارحمني".

المجد لك يا الله، بركة كبيرة المؤمنون المباركون محبّو الله. اعلموا أنّهُ حين يتقدَّس إنسان واحدٌ، فإنَّ العالم بأسره يستفيد. لأنَّنا كلّنا أعضاء جسد المسيح، إن تقدَّس أحدٌ يستفيد جسد المسيح بأكمله. لهذا فلنجاهد جميعًا. وإن زللنا فلننهض مُجدّدًا، فلا نبقى واقعين أسفل. وفي هذا يقول الآباء القدّيسون: يتَّصف الملائكة بعدم السُّقوط، ويتَّصف الأبالسة بسقوطهم دون نهوض. أمَّا صفة البَشر، المسيحيّين المؤمنين، فهي أن يسقطوا وأن يقوموا. سوف نسقُط بالفكر أو بالفعل لا شكّ. أمَّا مسيحنا فهو يحبُّنا، لأنَّه محبٌّ للبشر ويسامحنا. لذا لنطلب المغفرة ولنعُد لمسيحنا، ولتكن شركتنا معه مُستمرَّة وكذلك وحدتنا به، وبالتَّدريج لن نعود نسقط فيما بعد. لأنَّنا إن كُنَّا نسقط وننهض ثمَّ نسقُط ونقوم مجدَّدًا، هكذا في النهاية لن نعود نسقط. عندئذٍ نعيش فردوسًا ما قبل الفردوس، حياة الفرح والبركة الكثيرة، عندئذٍ نرى نور المسيح باستمرار. الَّذي أتمنى للجميع أن ينوِّركم ويعزِّيكم ويعضدكم، ويؤهّلنا المسيح جميعًا أن نراه في الأبدية.

أتمنّى لكم أن تعيّدوا الصّعود والعنصرة المقدَّسين ببركة الله ونعمته.

المسيح قام.