هدف المسكونيّين هو تضليل المؤمنين
نقلتها الى العربيّة: جنيفر سعد سلّوم
لقد جُنَّ جنون أتباع الهرطقة المسْكونيّة في أيّامِنا هذه. إلى الأمس، كانُوا يتظاهرون بالتّقوى وأنّهم تقليديّون. أمّا اليوم، فخلَعُوا قناعَ الحِملان وبوضوحٍ أظْهرُوا نواياهُم الحقيقيّة.
فنحن لا نستطيع إحصاء ابْتداعاتهم الشّيطانيّة! فهم بالكاد يَرتاحُون، ومن ثمّ يبتكرون في طريقةٍ جديدةٍ لِلإمعان في تَشويش ضَمائر المؤمنين.
لسُوء الحظّ، فإنّ مُعظم شعبنا جاهلٌ وغير قادر على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو زائف الذي ينادي به المَسكُونيّون، وبالتّالي يَقَعُون بسهولةٍ ضحيّةَ الفخاخ التّي نَصبَها أضْداد المَسيح.
لا شكّ أنّ المسكُونيّين يتكلّمون أيضًا على المحبّة، ولكن ليس كما تكلّم رسول المحبّةِ يوحنّا، الذي حظَّر حتّى من أن نقول «سلام» للهراطقة (2 يوحنّا 1: 10).
يتكلّم المسكونيّون أيضًا على التّعايُش السِّلْمي مع الهراطقة وغير المسيحيّين. إلّا أنّهم يزدرون آباءنا القدّيسين، طبّقوا الحرومات وقطع الشّركة لمجرّد دخول أحدهم الى معبد أو مَسجِد. كما ويتكلّم المسكونيّون على قرارات المجمعيّة. إلّا أنّهم يعبّرون، في آرائهم ومواقفهم، عن قرارات ما يسمّى WCC (أي المجلس العالميّ للكنائس)، أكثر مِمّا يعبّرون عن قرارات مجامعنا المسكونيّة وتقليد آبائنا القدّيسين.
كان القدّيس باييسيوس يقول: «ولكن ماذا يحصل إذا اجتمع سَحَرةٌ وعُبّادُ نارٍ وبروتستانت؟ كيف يمكنُ لهؤلاء أنْ يقدّموا المساعدة من أجل إحلال السّلام في العالم؟ هؤلاء هم أتباع الشّيطان، فليسامحْني الله. كيف يمكن لاجتماعٍ خاطئ أنْ يساهمَ من أجل السّلام؟ عندما يتصالح الإنسان مع الله، يحلّ السلام الداخلي، ومن ثم الخارجي. ولكي تتمّ المصالحة، على الإنسان أن يتوب، فتحلّ عيه نعمةُ الله وسلامُه، فيتمكّن عندها من نشر السلام حوله.»1
كما ويتكلّم المسكونيّون على «الكنائس» وليس على «الكنيسة الواحدة الحقيقيّة» كما حدّدها قانون الإيمان وتعاليم آبائنا القدّيسين. فهم يعترفون بالهراطقة على أنّهم «كنائس»، وبِتَواقيعهم2 يستهزئون بِفَرادة الكنسية الواحدة الجامعة المقدّسة الرّسوليّة، التي هي كنيستنا، الكنيسة الأرثوذكسيّة.
يتكلّم المسكونيّون أيضًا على احتفالات مشتركة مهيبة والصّلوات الحَماسيّة. إلّا أنّ عقولهم منشغلة بالاحتفالات مع الهراطقة، وممارستهم اليوميّة للصّلاة مع الضّالين، حتى مع أديانٍ أخرى.
إنّ هدفهم النهائي هو تضليل المؤمنين: فهم يؤكّدون لنا أنّ «كلّ الأديان هي طُرُقٌ للخلاص»، يُضيئون الشّموع في المعابد الوثنيّة، ويصفون القرآن بأنّه «كتاب مقدّس». يخلطون العقائد، ويبدِّلون قِيَمَ الأرثوذكسيّين الجوهريّة، لينتهي الأمر بتغيير إيماننا!
ونحن المسيحيّين المعمَّدين الأرثوذكس، ماذا سنفعل أمام هذه البِدَع الغريبة؟ أو بتعبير أفضل، ماذا يتوجّب علينا فعله وما هي مهمّتنا وواجباتنا كأعضاء في الكنيسة؟
كان الأب أثناسيوس ميتيليناوس المغبوط الذّكر، يقول في مثل هذه الحالة: ويلٌ لمن لا يُعارض. لكن ما نلحظه اليوم في رَعايانا وأديرتنا هو عكس ذلك تمامًا: فأغلب الكهنة ورؤساء الأديار ينصحون أبناءهم الرّوحيين بأن كلّ ما علينا فعله هو الصّلاة. ويقولون: ادخلْ إلى مِخدَعك وصلِّ (أنظر متى 6: 6). لا داعي أن تتكلّم.
نعم «صلّوا» يا شيوخنا الأجّلاء، لكن الصّلاة لا تسير بمفردها! بل تسير مع «السهر» (1 كورنثوس 13:16، 1بطرس 5: 8، رؤيا 3: 2). اِسْهروا وصَلّوا (متّى 26: 41، مرقس 14: 38، لوقا 21: 36).
فهل هي صدفة بأن تكون إحدى تحذيرات القدّيس بورفيريوس الأخيرة لأبنائه الرّوحيّين متعلّقة بخطرِ خسارة نفوسهم بسبب الهرطقات الشّيطانية؟ (شهادة تلميذته السيّدة سيدريس). أو لعلّ حثّ القدّيس ثاودوروس الستوديتيّ على مقاومة ضلالات الهراطقة هي مجرّد مُصادفة؟ وهل هو في تعليمه لنا «بأن أوامِر الرّبّ هي ألّا نلزم الصّمت حين يكون الإيمان بخطر»، (أنظر أفسس ٥: ١١) تعليمٌ قديم الطراز وعفا عليه الزمن؟
لقد دوّى صوت الأب خرالمبوس فاسيلوبولوس الذي جاهد كثيرًا ضد الهراطقة، حين قال:
«إذا أردْنا أنْ نكونَ مع المسيح، علينا أن نَفضحَ المسكونيّة المناهِضة للمسيحيّة! فكلّ حركة، كلّ خطوة، وكلّ عمل لا يتماشى مع الإيمان الأرثوذكسيّ، لا بدّ من أن نصرخ محتجّين عليه ونرفضه!»
وجّه أيضًا الأب المغبوط إبيفانيوس ثيودوروبولوس رسالة إلى البطريرك المسكونيّ أثيناغوراس:
«متى ضمّت كنيستُنا إلى أساقفتها الأرثوذكس أساقفةً هراطقة؟ هل تتحدّثون بِلُغة الدّقة العقائديّة والقانونيّة أم لغة النّفاق الدّبلوماسيّ؟ هل أنتَ أسقفٌ أم دبلوماسيّ؟»
وفي نهاية هذا الحديث المقتضَب حول التزامنا الكنسيّ والرّوحيّ لنقاوم بشدّةٍ كارثةَ الهرطقة المسكونيّة الشّاملة، نختم بقولٍ مُميّز للقدّيس قزما الإيتولي والذي نحتذي به:
«كلّ الديانات الأخرى باطلة ومزيّفة. وحده إيمان المسيحيّين الأرثوذكسيّين هو المقدّس والحقّ».
https://trelogiannis.blogspot.com/2021/10/blog-post_717.html
1 القديس باييسيوس الآثوسي، اليقظة الرّوحيّة، صفحة 312.
2. المقصود هنا، على الأرجح، تواقيع المسكونيّين على الاتّفاقات التي قاموا بها مع غير الأرثوذكس، كإتّفاقيّة البلمند، على سبيل المِثال. (المترجم)