الغاية من التجارب
القدّيس نكتاريوس أسقف المدن الخمس
نقلته إلى العربيّة رولا الحاج
الغايةُ من التجارب هو اكتشافُ الأهواء المَخفيّة ومحاربتُها، لكي تُشفى النفس. التجارب هي أمثلة تُظهِر الرّحمة الإلهيّة. لذلك ضَع نفسكَ بثقة بين يديّ الله واطلب مؤازرته لكيما يشدِّدكَ في جهادِكَ.
فالرجاء في الله لا يؤدّي أبدًا إلى اليأس. تجلبُ التجاربُ التواضعَ. والله يعلم ما يستطيع أن يتحمّله كلُّ واحد منّا، وهو يسمح بالتجارب وفقًا لقدرتنا. علينا أيضًا أن نحرص على أن نكون يَقِظين وحَذِرين، كي لا نُدخل أنفُسَنا في تجربة.
ضَعْ ثقتكَ في الله الصالح، والقويّ، والحيّ، وهو سيُرشدكَ إلى الرّاحة. وبعد الامتحانات، يأتي الفرح الروحيّ. فالربّ يرعى أولئك الذين يتحمّلون التجارب والضيقات من أجل محبّته. لذلك لا تيأس، ولا تخَفْ.
لا أريدكَ أن تشعر بالضيق والارتباك بشأن ما يحدث رغماً عنك، سواء كان عادلاً أم لا. حزنٌ كهذا هو دليل على وجود الأنانيّة. احذَر من الأنانيّة التي تتخفّى بزيّ تحصيل الحقوق. احذَر أيضًا من الحزن في غير أوانه، الذي ينتج بعد توبيخٍ مُحِقٍّ. فكلُّ حزنٍ مفرَط هو مِن المُجَرِّب.
يوجد حزنٌ ممدوحٌ واحدٌ فقط، وهو الذي ينتج عندما نكون على درايةٍ جيّدة بحالةِ نفسنا البائسة. أمّا الأحزان الأخرى فلا علاقة لها بنعمة الله.
احرِص على أن يكون فرح الروح القدّس حارسًا لقلبكَ، فلا تسمح للشرّير أن ينفث فيه سمَّه. كنْ حذرًا!
اِحذَر لئلّا يتحوّل الفردوس الذي في داخلكَ إلى جحيم.
المرجع:
http://users.uoa.gr/~nektar/orthodoxy/tributes/agios-nektarios, which cites the following source: “Ἀπὸ τὴ σειρὰ τῶν φυλλαδίων «Η ΦΩΝΗ ΤΩΝ ΠΑΤΕΡΩΝ» τῆς Ἱερᾶς Μονῆς Παρακλήτου Ὠρωποῦ Ἀττικῆς.”