رسالة مفتوحة للمطارنة البلغار

رسالة مفتوحة للمطارنة البلغار.

المطران لوقا، ميتروبوليت زابوروجي وميليتوبول.

 

سيرة مختصرة للمطران لوقا، ميتروبوليت زابوروجي وميليتوبول.

وُلِدَ الميتروبوليت لوقا في 11 تموز 1971 في مدينة خاريتيزسيك في منطقة دونِتسك في أوكرانيا. تخرّج عام 2000 من جامعة الطب في ولاية دونِتسك، مع أنه كان كاهنًا في الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، وقد تخرّج من أكاديميّة كييف اللاهوتيّة عام 2002. سيمَ راهبًا عام 2003 ومُنِحَ اسم لوقا تَيَمُّنًا بالقديس لوقا (فوينو-ياسينِتسكي) الذي من القُرم1.

 

شُرطِنَ الأب لوقا أسقفًا في تشرين الثاني 2005، وبعد خدمته في عدّة أبرشيّات، وكرئيس دير غلينسك، عُيِّنَ عام 2010 ميتروبوليتًا لأبرشيّة زابوروجي. في زابوروجي، المشهورة تاريخيًّا بأنها مأوى القَوزِاق2، أصبح الميتروبوليت لوقا مرشِدًا روحيًّا للقوزاق الأوكرانيّين ولِمُنَظَّمات الشباب. في الوقت ذاته، نجح بأن يصبح طالب دكتوراه في العلوم الطبية في معهد خاركوف الوطني للطب.

 

الميتروبوليت لوقا هو مُناهِض يَقِظ للازدراء بالقوانين والنِّظامات الكنسيّة الحاصِل في الشُّئون الأوكرانيّة الدينيّة في السنوات الأخيرة. وقد كان حاضِرًا في شرطونيّة المطران لوقا في دير الثالوث القدّوس3.

 

رسالة مفتوحة للمطارنة البلغار:

الإخوة الأعِزّاء والشُّفَعاء الأمَناء أمام عرش الله!

المسيح قام!

 

تَمُرُّ كنيستُنا الجامِعة الآن في أوقات صعبة. هناك مُخالَفة فاضِحة للقوانين المقدّسة، وقد حصل تَشريع مُتَعَمَّد وصارِخ للانشقاق، ويزداد مستوى تَقويض الوحدة الأرثوذكسيّة. بناءً على هذه الخلفيّة، يحظى موقف كل كنيسة محلّية وكل أسقف بأهمّية عظيمة. فنحن لا نتحدّث عن بعض خِلاف حول حدود أو امتيازات إداريّة، بل عن الحِفاظ على الإيمان الحق، عن نقاوة الأرثوذكسيّة، التي يحاولون، في الأوضاع الحاليّة، استبدالها بشكلٍ من أوّليّة السلطة لمركز ديني واحد. للأسف، لقد أثّرت هذه التصرّفات على أوكرانيا أيضًا. بهذا الخُصوص، لقد كُنّا دومًا مُمْتَنّين للكنيسة البلغاريّة لِدَعمِها الثابت للأرثوذكسية القانونيّة في بَلَدِنا، الذي عبّر عنه البطريرك نيوفيطوس الرّاقد لي شخصيًّا. ما حصل في اسطنبول يظهر جَلِيًّا من سلسلة الخطوات المُنَظَّمة والمُنَسَّقة التي اتّخذتها الكنيسة الأرثوذكسيّة البلغاريّة للدّفاع عن الإيمان الحق. يمكن أن نرى من خلال الإعلام الكنسي أن هذا مفهوم في بلغاريا أيضًا، حيث سبّبت أحد المُبادراتِ الكثيرَ من الانتقادات والاضطراب في الأطُر الكنسيّة. أودّ الملاحظة بأنني لا أرغب بإدانة أو لَوم أحد. فبالدّرجة الأولى، هذه مسألة داخليّة بين المُشارِكين بهذه المُبادرة والكنيسة البلغاريّة نفسها، ويجب أن تُحَلَّ جميعُ المسائل العالِقة أوّلاً في الكنيسة الأرثوذكسيّة البلغاريّة نفسها. لكنّني أعتبر أنه من المُمكِن أن أُنَبِّهَكُم، يا إخوتي الأساقفة، أن تفكِّروا بِتَأنٍّ قبل القيام بأي قرارات مصيريّة تَخُصُّنا.

 

بوجه الخُصوص، يتعلّق الأمر بالاعتراف بِمَنظومة دينيّة. مَنظومة يقوم مؤيِّدوها بالاستيلاء على كنائس أناسٍ آخرين، ويضربون ويُعَوِّقون المسيحيّين الأرثوذكس. مَنظومة يعبّر قادتُها عن جُهوزِيَّتِهم لاتّباع مَسار وحدة جديدة وانضمام لِعالَم مُناهِض للأرثوذكسيّة. مَنظومة دَعَمَ مؤسِّسُها المُنشَقّين البلغار، الذين تزعَّمَهُم الميتروبوليت بيمن في سنة 1996، من خلال الاشتراك معهم في القدّاس الإلهي.

 

أعِزّائي الإخوة الأساقفة! كما نعلم، "لَا تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلَا شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً” (متى 17:7-18). لأجل ذلك، ألتمس منكم، في أيّام العنصرة المقدّسة، حين نعيّد جميعًا لميلاد كنيستنا الأم، أن تقوموا بِما هو صالِحٌ، وبما يتّفق مع حقائق الأرثوذكسيّة العقائديّة، مع القوانين المقدّسة، ومع الضّمير. بالنهاية، سوف يعتمد الكثير من الأمور على قراركم. أوّلاً، وقبل كل شيء، طريق الكنيسة في المستقبل: إمّا صوب انشقاق عظيم، يكون أسوأ بكثير من انشقاق 1054، أو صوب التَّطهير والشِّفاء من خلال استعادة الشركة المَقطوعة. لا نَعصِيَنَّ ما لا يجب مَعصِيته. فكما قال القديس يوحنا الذهبي الفم: “ليست الكنيسةُ جُدرانَ الكنيسة، بل قوانين الكنيسة.”

 

حقًا قام المسيح!

 

المُخلِص لكم، بمحبّة الربّ المَصلوب والقائم لنا، الأخ والزَّميل الخادِم،

لوقا ميتروبوليت زابوروجي وميليتوبول.

 

https://jordanville.org/news_240611_1

 

1. أي القديس لوقا الجَرّاح (المُتَرجِم).

2. القَوزاق هم مجموعة أثنية للسلافيين الشرقيين الذين يقطنون بجملتهم السُّهوب الجنوبية في شرق أوروبا وروسيا وكازاخستان وسيبيريا (المُتَرجِم).

3. وهو دير تابع للكنيسة الروسية خارج روسيا، في جوردانفيل في ولاية نيويورك (المُتَرجِم).