مَن أخطأ في واحدة يخطأ في الكل

مَن أخطأ في واحدة يخطأ في الكل
الأب أنطوان ملكي

نقلاً عن صفحة “التراث الأرثوذكسي”

"مَن أخطأ في واحدة يخطأ في الكل" (يعقوب 10:2). أعطي هذا المقال عنواناً هذه الآية من الرسول يعقوب، لا لإدانة أحد ولا لادعاء السلطان لإصدار الأحكام، بل للإشارة إلى معنى الآية التربوي وتطبيقه الإداري في الكنيسة: مَن يرتكب مخالفة تهون عليه المخالفة فيكررها. هذا الأمر لا يعود إلى أي ضعف في الكنيسة بل إلى "نية الإنسان القريبة الجنوح إلى كثيراً إلى الشر منذ حداثته"، كما نقرأ في الإفشين السادس من صلاة الزيت، وما نفهمه في اللاهوت على أنه أحد مظاهر الطبيعة الساقطة.
الكلام هنا هو على سيامة أنجليك مولن شماسةً على يد مطران زيمبابوي، وموقف الكرسي الإسكندري من السيامة. فالطرفان، المطران والكرسي، بتأثير قوي من البطريرك، سبق وتعاملا بخفة مع القوانين الكنسية، التي نؤمن أنها علاجات وليست دساتيراً، ومن هنا أن هذين الطرفين يستمران في ما سبق من سلوكهما، من دون أي حساب لما قد يكون تأثير هذا السلوك وهذا التخطي للقوانين على الكنيسة، المحلية والجامعة.
إن الغاية من قراءة مجريات الأمور بهذا الشكل هي توجيه رسالة إلى كل الذين يغلبهم حماسهم من الجهتين، مؤيدي السيامة ورافضيها. فالسيامة يالشكل الذي جرت فيه هي إحدى ظواهر مشكلة أعمق، وقد تنتج عنها مشاكل متفرعة تؤذي المؤمنين، ليس أقلَّها تكوينُ أفكارٍ ومواقفَ لا تستند إلى الإيمان الدقيق ولا إلى الممارسة الصحيحة، بل تؤدي إلى الانقسام وإدانة الآخرين والهزء بهم والاستكبار عليهم. فبعد بعض الوقت تخبو قضية أنجليك مولن، ولكنْ يبقى ما تركه المستفزّون من استفزازات وهزء وعناد وانعدام لياقة، ليُهدد كل حوار ضروري وأساسي في الكنيسة حول كل الأمور، حتى البديهيات منها. تتكرر هذه الرسالة بأشكال وتعابير عديدة في كتابات العديد من الرؤساء والآباء والحكماء، وعليه يأتي هذا المقال ليسلط الضوء على بعض الحقائق، مظهِراً ترابطها، مما قد يساعد أصحاب الرؤوس الحامية على الهدوء واحترام أصحاب الآراء المغايرة.

عن الكرسي الإسكندري
كنيسة الإسكندرية، وهي الثانية بالكرامة بين الكنائس الأرثوذكسية، صدر عن مجمعها في تشرين الأول 2009 القرار التالي: "تمّ رفض رسامة الشماسات بالإجماع لأن لا ضرورة لإقرارها في ممارسة الكنيسة الأرثوذكسية في القارة الأفريقية". ثم في 2016، بعد لقاء كريت (الذي سُمّي مجمعاً)، عاد المجمع نفسه وقرر: "في ما يتعلق بمسألة خدمة الشماسات، فقد تقرر إحياؤها، وتم تعيين لجنة ثلاثية من رؤساء الكهنة لفحص الأمر بالتفصيل". لم يذكر القرار الضرورة التي نشأت خلال هذه السنوات السبع، والتي جعلت ما لم يكن ضرورياً مطلوباً وحكمت بضرورة إحيائه. وفي شباط 2017، سام بابا الإسكندرية ثيودوروس الثاني خمس نساء في الكونغو الديمقراطية شماسات "ليساعدن في أعمال التبشير في الأبرشية، خاصة المعمودية والتعليم المسيحي". وقد أكد البطريرك أنه ليس هناك أي تجديد، بل إحياء ممارسة الكنيسة القديمة.
في مجال آخر، قام البطريرك/البابا ثيوذوروس في أيلول 2018 بزيارة كييف ليعبّر عن دعمه للميتروبوليت أونوفريوس والكنيسة الأوكرانية القانونية القائمة في حين اكتفى العديد من رؤساء الكنائس الأرثوذكسية بالدعم من بعيد. ثم في آب 2019، أي بعد أقل من سنة من الزيارة، ومن دون أي سابق نقاش، اعترف البطريرك الاسكندري، ومن دون الرجوع إلى أي مجمع، بالكنيسة المنشقّة في أوكرانيا.
إن هذا التذبذب هو مظهر فوضى تعاني منها كنيسة الإسكندرية، وتظهر بقوة في عدم حسمها قضية تعدد الزوجات التي وصلت حتى إلى الكهنة. ما يلي هو مقاطع من رسالة أرسلها الميتروبوليت بندلايمون في 15 أيار الجاري، وهو مطران من الكرسي الإسكندري متقاعد كان أول مطران لغانا، وفيها يشير إلى مسألة سيامة أنجليك مولن، كما إلى زواج أحد الكهنة للمرة الثانية في الأسبوع العظيم:
" ... تتعلق المسألة الأولى بالتقليد الكنسي الأساسي، أي رسامة الشماسة السيدة أنجيليك (أنجيليك مولن). بالطبع، رتبة الشماسات كانت موجودة بلا شك في القرون الأولى للمسيحية، وكان دورها الحصري هو مساعدة الأسقف أو الكاهن أثناء معمودية النساء البالغات والتعليم المسيحي للشابات. ولكن مع انتشار معمودية الأطفال، هزُلَت حتى اندثرت في النهاية. بينما استمرت خدمة المعلمات، مما ساهم بشكل كبير في التعليم المسيحي المقدس للكنيسة الأرثوذكسية.
ومع ذلك، لم يُسمح للمرأة مطلقاً عبر تاريخ الكنيسة بالمشاركة في خدمة القداس الإلهي أو نقل جسد المخلص الطاهر ودمه الثمين إلى المؤمنين، كما يظهر في الصور المنشورة في وسائل الإعلام!!! إن مسؤولية التسبب بالفضيحة عند المؤمنين تقع على عاتق الأسقف الذي سمح بذلك. في أبرشية زيمبابوي المقدسة، لا يوجد عدد كبير من الموعوظات الجدد بحيث تصبح رسامة شماسة أمراً مطلوباً. ومن جهة أخرى، كما تعلمون أنفسكم، ومع كامل احترامي، فإن الأخ الفاضل السيد سيرافيم متغيّبٌ معظم الوقت عن أبرشيته. فأين الحاجة إذن إلى رسامة شماسة؟
في هذا الشأن، أود بكل تواضع أن أوصي بانتباه غبطتكم الإلهية ورؤساء كهنة الكرسي الرسولي القديسين، لئلا تفتح مثل هذه الأعمال الطريق أمام المؤمنين المحليين فيبدؤون بالمطالبة برسامة النساء إلى الدرجة الثانية من الكهنوت. حذار!
أما المسألة الثانية فتتعلق بإقامة إكليل زواج ثانٍ للكاهن المحلي الأب تيموثي دويدي، في بنين، من أعمال أبرشية نيجيريا المقدسة في 20 نيسان 2024. كما تعلمون، يا صاحب الغبطة، فإن الزواج الثاني لكهنة متزوجين محظور تماماً بموجب الكتاب المقدس (تيطس 1: 6)، والقوانينِ المقدسةِ والآباءِ القديسين في كنيستنا الأرثوذكسية.
يعلّمنا القديس غريغوريوس اللاهوتي صراحة قائلاً: ’لو كان هناك مسيحان، لكان هناك زوجان وزوجتان، ولكن بما أن هناك مسيحاً واحداً، وهو رأس الكنيسة، فجسد واحد (زواج واحد)’ (Migne, PG, 36, 292)
تحدد القوانين المقدسة: ’إذا تزوج الكاهن (زواجاً ثانياً) يُحرم من خدمته’ (مجمع قيصرية الجديدة). ’لا يجوز للكاهن بعد سيامته أن يدخل في شركة زوجية، ولكن إذا تجرأ على ذلك فليُعزل’ (القانون السادس من المجمع المسكوني السادس). وكذلك إذا هجرته زوجته أو رقدت فلا يتزوج بأخرى. يقول القانون الثمانون عند القديس باسيليوس الكبير: ’يصمت الآباء عن تعدد الزوجات، معتبرين أنه غريب تماماً عن الطبيعة البشرية. بالنسبة لنا، هذه الخطيئة أسوأ بكثير من الزنا’.
إن الكاهن تيموثي دويدي اتخذ زوجة جديدة فيما هو لا يزال متزوجاً من زوجته الأولى، إذاً له زوجتان. إنه أول كاهن متعدد الزوجات. لقد أقام خدمة إكليل الكاهن المذكور كاهنان أرثوذكسيان هما الأب موسى ميلون ماجنونكبون والأب بيير بول كبوسيه. وأسقفهم أثناسيوس كيمبي لم يعاقب لا الأب تيموثاوس، ولا الكاهنين اللذين أقاما الإكليل.
بالإضافة إلى ذلك، فالزواج محظور خلال الصوم الكبير والأسبوع العظيم. إن زواج الكاهن المعني يشكّل اغتصاباً روحياً وجهلًا لدى الكهنة الأصليين لشرائع كنيستنا المقدسة والتقليد المقدس.
إن الكنيسة الأرثوذكسية تعتبر تعدد الزوجات أعظم خطيئة، وهو محرم على كل المسيحيين الأرثوذكسيين!.."
إن هذا الوضع، بدءاً من التذبذب في مواقف الكنيسة الإسكندرية إلى العجز عن تطبيق البديهي من القوانين الكنسية والأخلاقية، والذي يعزوه العارفون إلى غياب الحد الأدنى من المجمعية، ولو الشكلية، فيما يرأس الكرسي بطريرك يسمى بابا، ويمارس البابوية بشكلها الذي كان في القرون الوسطى، إنما يؤكّد أن الكرسي الإسكندري ليس في موقع أن يكون مصدر تغيير في الكنيسة الأرثوذكسية الجامعة، خاصةً وأنه هو يعيش على حساب مؤمني اليونان وقبرص، وهو ما يذكره الكرسي في رسالته التوضيحية عن سيامة الشماسة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الرسالة لم توضح شيئاً عن الرسامة، بل على العكس أكّدت أن المطران سيرافيم قام بالسيامة من ذاته وبالتوقيت الذي اختاره هو.

عن المطران سيرافيم
ينبغي التوقف عند بعض النقاط التي تظهر خفة المطران المذكور في التعاطي مع هذه القضية، كما مع غيرها. اي سرّاً أنه من المعروف في الأوساط اليونانية أن أبرشية زيمبابوي هي ملجأ لأغلبية الكهنة اليونان والقبارصة المهددين بالمحاكمة أو القطع. أما في قضية أنجليك مولن، فيظهر استخفاف الرجل بالكنيسة، كجماعة وقوانين وروابط، في مبادرته بعد يومين من سيامتها شماسة - وهي سيامة باطلة إذا ما تمّ تطبيق القانون الكنسي بدقة - إلى ترفيعها إلى رئيسة شمامسة. وهنا أيضاً تظهر آفة منتشرة في الكنيسة الأرثوذكسية، خاصةً اليونانية اللسان والأنطاكية، حيث نجد متقدمين من دون وجود مَن يتقدمون عليه. فأنجليك رئيسة شمامسة من دون شماسات، كما أن عدداً غير قليل من الكهنة متقدمون من دون وجود كهنة يتقدمون عليهم.
أما لناحية احترام المطران للأصول والقوانين فيُسجّل التالي:
1. لا يوجد في أي مرجع خبرٌ عن سيامة، لأي درجة من الدرجات، أو عن معمودية، في الأسبوع العظيم وخاصةً في قداس الخميس العظيم حيث يكون ’التلاميذ المجيدون في غسل العشاء مستنيرين’. هذا إن دلّ على شيء فعلى أن الكنيسة تريد أن تركّز في هذا اليوم على سر الإفخارستيا الذي تؤمن أنه تأسس في هذا اليوم. وهذا ما لم يحترمه المطران سيرافيم.
2. الشماسة التي تمت سيامتها قامت بمناولة المؤمنين، وهو ما ليس من وظائف الشمامسة رجالاً كانوا أو ونساءً. طبعاً هذا الكلام لا يوافق عليه الكثيرون من الأنطاكيين، حيث إنه من باب "التدبير" يعطى الشمامسة وحتّى بعض الإيبوذياكونية الإذن ليُناولوا.
3. المعروف بحسب عدد من القوانين بأن الشماسة لا تُسام قبل الأربعين وأن الشماسات يتم اختيارهن من الأرامل أو العذارى. فيما أنجيليك دون هذا السن ومتزوجة حيث يظهر ابنها في إحدى الصور متمسكاً بها وهي تتقبل التهاني من المؤمنين.
بغض النظر عمّا إذا كان من الضروري التمسك بالقوانين الكنسية التي تحدد هذه المواصفات أم من الممكن تخطيها، فالمنطق العلمي يقول بأن مجرد تخطيها يُسقِط عن السيامة صفة إحياء الممارسة القديمة ويجعلها ابتداعاً، أما منطق الكنيسة فيقول أن قرار التخطي يأتي من الكنيسة مجتمعة في المجمع وليس من هذا المطران أو البطريرك أو ذاك.
وهنا أيضاً يأتي رد المطران سيرافيم على مطران أيكونيا ليشير إلى الخفة في التعاطي، فلا فحواه ولا لغته تدلان على أي عمق لاهوتي لا بل تظهران تقميشاً لأخبار لا تشكّل رداً. ومثله ردّه على المطران المتقاعد بندلايمون حيث خصص رسالته للدفاع عن تغيبه عن أبرشيته لتأمين المال.
في رده على مطران أيكونيا، هو يستشهد بأن القديس نكتاريوس سام شماسات، مدعياً أنه يسير على خطاه. في المقابل، رسالة القديس نكتاريوس إلى رئيس أساقفة أثينا تظهر بما لا يقبل الشك بأن لا تشابه بين الإطارين ولا الممارسة ولا المهمات المطلوبة من الشماسات. يقول القديس: "وأما بالنسبة للشماسات، فأبلغكم أنهن في المقام الأول خادمات للهيكل. وقد تم اعتماد لباسهن حسب الطريقة التي يرتدي بها القراء الذين في كنائس المدن ثيابهم المقدسة. وقد سمح بالأكمام للأسباب التالية: لأنه لا يوجد شمامسة في أديرة النساء، ولا كهنة في هذا الأديرة بالذات، ولأنني لا أستطيع الاهتمام بنظافة الكنيسة، ولا البقاء دائماً في الكنيسة لأخدم ككاهن، ولأن الهيكل له خصوصية. وبسبب الحاجة المطلقة لأشخاص معينين لتنظيف الأواني المقدسة، وتغيير أغطية المذبح المقدس، وأداء كل واجبات الكاهن الأخرى في الهيكل، فكرت في تعيين اثنتين [إيبذاكونتين] حتى تتمكنا من التناوب في أداء الواجبات في الهيكل، وفي حالة الضرورة القصوى، تحضران القربان المقدس إلى الأخوات المريضات جداً في كأس صغير مخصص لهذا الغرض، وباستثناء هذه الضرورة، فإنهن كن خادمات في جميع واجباتهن الأخرى".

في المواقف
في النهاية، تكراراً لما بدأنا به، ليس الهدف إدانة أي شخص، بل التركيز على أن ما يصدر عن الضعف يكون ضعيفاً. قول الرب أن قوته في الضعف تكمل هو في حالة التسليم له وليس في حالة الابتداع غير البنّاء.
الكثير مما كُتب يدور حول سؤال "ماذا بعد؟" من المؤكد أن الإصرار على عدم الإنصات إلى ما يقوله الإخوة هو انقسام وإن يكن غير معلَن. هناك الكثير من المواقف على وسائل التواصل الاجتماعي التي تؤكد الانقسامات، ومنها لرؤساء كهنة وكهنة وناشطين ومنهم من الكرسي الإسكندري نفسه.
في المقابل هناك مواقف هادئة ولكن حاسمة. على سبيل النموذج، تشكك االخورية جيني كونستانتينو، وهي أستاذة متقاعدة في الدراسات الكتابية، في أن رسامة الشماسة ستكون مصدر إلهام للكنائس الأخرى، فالتغييرات غير العادية تحدث ببطء شديد في الكنيسة الأرثوذكسية. و ما يجعل المسيحي أرثوذكسيًا هو أنه "يتبع التقليدات ولا يغيرها... نحن لا نقبل الابتكارات في الكنيسة، ولهذا السبب، على الرغم من حدوث ذلك، لا يمكنك أن تتوقع رؤية أي نوع من التأثير المضاعف في بقية العالم الأرثوذكسي... فقرار بطريركية الإسكندرية وكل أفريقيا لم يتم اتخاذه بالتشاور مع البطريركيات الأخرى المستقلة أو المتمتعة بالحكم الذاتي في الكنيسة الأرثوذكسية، لذا فهو لا يحمل أي شرعية في العالم الأرثوذكسي.... بعبارة أخرى، لا ينبغي تفسير ذلك على أنه بيان بأن الباب مفتوح الآن أمام النساء في كل مكان... فيما يمكن تفهُّمُ رسامة الشماسة في السياق الأفريقي، حيث يطالب عدد من المؤمنين بالمزيد من الكهنة والشمامسة؛ بينما في الولايات المتحدة فإن الدافع وراء طلب تعيين شماسات هو مطالبة النساء بمسؤوليات متساوية مع الرجال في الكنيسة والمزيد من الظهور في الليتورجيا".
أما الدكتور جون باناجيوتو، فقد ذكر أن سيامة الشماسة في أفريقيا فاجأته... وقد تُهدد هذه الرسامة وحدة الكنيسة بشكل أكبر إذا قررت بعض الكنائس الاعتراف بالشماسة دون البعض الآخر، وقد تختار بعض الكنائس قطع العلاقات مع بطريركية الإسكندرية وسائر أفريقيا على اعتبار تبنيها الابتداع. فقرار السيامة مع حجم التغيير الذي ينطوي عليه كان ينبغي اتخاذه بالتشاور مع الفروع الأخرى للكنيسة الأرثوذكسية. لهذا، هو يعتقد أنه من أجل الوحدة، لم تكن هذه هي الطريقة "الأنظف" للقيام بذلك، خاصةً أن السيامة بالشكل الذي تمت فيه ليست استمراراً لدور الشماسة في الأيام الأولى للكنيسة، بل هي أقرب إلى الكهنوت.

خاتمة
طبعاً من الممكن تجميع عدد كبير من المواقف التي شجعت وأيدت وباركت السيامة، حتى بلغ الأمر بالبعض إلى إطلاق العنان لأحلامهم بأساقفة متزوجين وكاهنات وغيره. هذا الكلام ليس لرفض أي من هذه الأمور بشكل أعمى بل هو للإشارة إلى أن هؤلاء الحالمين لا يعرفون الكنيسة الأرثوذكسية وأن أصواتهم المرتفعة لا تؤدي إلى أي ضغط كما يتخيلون. وهنا تنفع الإشارة إلى أحد الأمثلة على خطأ رمي المعلومات لمجرد معرفتها: بادر البعض إلى نشر صورة للسيدة أنجليك مع صاحب الغبطة البطريرك الأنطاكي. إن الخبرة تشير إلى أن في الكنيسة الأرثوذكسية، بمختلف كراسيها، مجموعات من الأشخاص الذين يجدون في اللقاءات والمؤتمرات الكنسية فرصة لالتقاط الصور مع الرئاسات، فيرمونها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لكل واحد أن ينشر ما يشاء، ويدعو أحبابه إلى تسجيل إعجابهم وافتخارهم به، وفي النهاية يصدّق ما يقولون. من هنا يأتي السؤال: ما هو المطلوب الإيحاء به من خلال نشر صورة أنجليك مع البطريرك يوحنا العاشر، خاصةً أن الصورة هي قبل سيامتها المفترضة؟ ما الذي يمنع أن تكون أنجليك من محبي الصور مثلها مثل الكثيرين؟ الأكيد هو أنه لا يمكن أبداً إلصاق أي موقف بالبطريرك الأنطاكي استناداً إلى هذه الصورة، أما محبو الكاميرات فلهم أن يبنوا على صورهم قصوراً من الرمل ما شاؤوا.
تواجه الأرثوذكسية الكثير من التحديات من الداخل قبل الخارج. لا يمكن مقاربة هذه التحديات إلا بالصلاة والفكر الهادئ المجاهد للمحبة واحترام الكنيسة، ببنيتها وتاريخها ونصوصها، كما بتركيبتها البشرية.

 

1. “Απάντηση στον Μητροπολίτη Ικονίου Θεόληπτο”. Romfea. 10/05/24. https://www.romfea.gr/katigories/10-apopseis/63264-apantisi-ston-mitropoliti-ikoniou-theolipto
2. Fiona André. Eastern Orthodox Church ordains Zimbabwean woman as its first deaconess. Episcopal News Service. Posted May 6, 2024. https://episcopalnewsservice.org/2024/05/06/eastern-orthodox-church-ordains-zimbabwean-woman-as-its-first-deaconess
3. Newsroom. “Καταπέλτης ο εφησυχάζων Μητροπολίτης Αντινόης Παντελεήμων: «Δεν επετράπη ποτέ…» – Μήνυμα στον Πατριάρχη Αλεξανδρείας Θεόδωρο”. Βημα Ορθοδοξιας. 17/05/2024. https://www.vimaorthodoxias.gr/eipan/katapeltis-o-efisychazon-mitropolitis-antinois-panteleimon-den-epetrapi-pote-minyma-ston-patriarchi-alexandreias-theodoro
4. Newsroom. “Ο Ζιμπάμπουε Σεραφείμ για την ανοικτή επιστολή του Αντινόης Παντελεήμονος για το θέμα της αναβίωσης του θεσμού των διακονισσών”. Βημα Ορθοδοξιας. 18/05/2024. https://www.vimaorthodoxias.gr/mitropoleis/o-zimpampoye-serafeim-gia-tin-anoikti-epistoli-toy-antinois-panteleimonos-gia-to-thema-tis-anaviosis-toy-thesmoy-ton-diakonisson
5. St. Phoebe Center for the Deaconess. https://www.facebook.com/orthodoxdeaconess
6. Syrongylis, Celopas & Tripoulas, Christopher (2012) St. Nectarios of Pentapolis and the Island of Aegina: The Monastic Ideal. Holy Cross Orthodox Press. P. 15 (footnote).
7. Γραφείο Ρεπορτάζ. “Ζιμπάμπουε: Χειροτονήθηκε η πρώτη γυναίκα διακόνισσα στην ορθόδοξη εκκλησία”. ORTHODOXIA.INFO. Παρασκευή 10 Μαΐου 2024. https://orthodoxia.info/news/zimpampoye-cheirotonithike-proti-gyn/
8. Πατριαρχείου Αλεξανδρείας και πάσης Αφρικής. ΑΝΑΚΟΙΝΩΣΗ. 11 Μαΐου 2024. https://www.patriarchateofalexandria.com/anakoinosi-4/

 

 

رابط المقال الأصلي:

https://www.facebook.com/orthodoxlegacy/posts/pfbid02DevZck81dmCsJ8UztSE12uuWagBRoPTBiaP2sLLJ4ekFvBTUubqUK2UeoP15Hy4Ql