عظة في إنجيل الإيوثينا السابعة (يوحنا20: 1 - 10)

عظة في إنجيل الإيوثينا السابعة (يوحنا20: 1 - 10)

الميتروبوليت إيروثاوس فلاخوس

نقلها إلى العربيَّة نديم سلُّوم

إننا نواصل تفسير أناجيل الإيوثينا، التي تُقرأ خلال صلوات سحر الآحاد، وسنتكلَّم اليوم قليلاً على إنجيل الإيوثينا الذي قُرِئَ هذا الصباح في الكنيسة والذي يشير إلى زيارة القبر، أوّلاً من قِبَل مريم المجدليَّة، ثمّ من اثنين من تلاميذ المسيح، وهما الرسولان بطرس ويوحنا، بحسب وصف الإنجيليّ يوحنا.

أوَّلاً، كما قلنا سابقًا، أول من علم بحدث القيامة، بالتدبير الإلهيّ، ورأى المسيح القائم من بين الأموات هنَّ النسوة حاملات الطيب. وقد حلَّلنا في عظة سابقة أنَّ ذلك حَدَثَ لاستعادة المرأة، وتصحيح خطأ حواء. وكما يتبيَّن من الأناجيل التي تصف أحداث قيامة المسيح، فإنَّ النسوة حاملات الطيب ذهبْنَ إلى قبر المسيح في الساعات الأولى من يوم الأحد. في البداية، ذهبْنَ ليدهنَّ المسيح بالطيب، ثم عندما وجدْنَ أنَّ جسد المسيح ليس في القبر، شعرْنَ بالدهشة، مِمّا اضطرّهنَّ إلى المجيء إلى القبر مِرارًا وتكرارًا. وبعد ذلك أخبرْنَ الرسل بما رأيْنَ، فركضوا هم أيضًا إلى القبر.

وهذا يدلّ على أنَّ وجود النساء وحضورهنَّ داخل الكنيسة ليس أمرًا بسيطًا ووضيعًا. بحسب إيمانهنَّ وشجاعتهنَّ الروحيَّة، يعرفن المسيح – الذي لا يُستثنى أحد من هذه الخبرة، لا رجالاً ولا نساءً - ومن ثم تُخبر النساء المتغيِّرات الرسلَ بما رأيْنَهُ، أي أنهنَّ لا يحتقرنَّ المكانة الرسوليَّة لأنَّهنَّ كنَّ أول من خاض هذه الخبرة العظيمة، لكنَّهنَّ يحترمْنَ الرسل ويكرِّمْنَهُم.

فمريم المجدليَّة، كما تقول إيوثينا اليوم، إذ رأت الحجر المدحرَج عن القبر، أسرعت وأخبرت الرسوليَن بطرس ويوحنا قائلة لهما: "أخذوا الربَّ من القبر، ولسنا نعلم أين وضعوه". هذا ما دفع الرسوليَن إلى زيارة القبر الذي وُضِع فيه المسيح.

ومن المميَّز أيضًا كيف ذهب الرسولان إلى القبر. أمَّا التلميذ الآخر، يوحنا، الذي لم يَذكُر اسمه من باب التواضع، فركض أسرَعْ من الرسول بطرس، فلم يرَ إلاَّ الأكفان دون جسد المسيح، لكنَّه لم يدخل القبر. ثم جاء الرسول بطرس، الذي دخل القبر أولاً، فرأى الأكفان التي كانت تَلُفُّ جسد الميت، وكذلك المنديل، وهو القماش الذي يلفُّون به رأس الميت. ولم يكن المنديل مع الأكفان، بل كان منفصلاً عنها ومطويًّا في مكان آخر. وهذا يعني أنَّ المسيح قد قام، بعد أن خرج من الأكفان التي لُفَّ بها، وطَوى المنديل الذي لُفَّ به رأسه. هذا ما اكتشفه الرسول بطرس. إلا أنَّ الإنجيليّ يوحنا، الذي دخل القبر بعد الرسول بطرس، اكتشفه أيضًا. نرى إذن أنَّ يوحنا كان أول من ركض إلى القبر، وتبعه بطرس، ولكنَّ بطرس كان أول من دخل، ثم تبعه يوحنا.

يقول الآباء القديسون إنَّ بطرس يرمز إلى العمل، ويوحنا تلميذ المسيح الحبيب يرمز إلى الثاوريا. فالثاوريا هي الغيرة التي تُسرع نحو المسيح، ثم مع العمل يدخل الإنسان إلى قبر السيد، فتتبعه الثاوريا التي تجعله يؤمن بالمسيح القائم. فالعمل هو التوبة والجهاد من أجل طاعة وصايا المسيح. الثاوريا هي الصلاة الذهنيَّة القلبيَّة ورؤية الله.

لذلك، هناك طريق للعثور على المسيح القائم من بين الأموات. نبدأ بالغيرة والإلهام، مدفوعين بقديس صاحب رؤية، كما حفَّزت مريم المجدليَّة الرسلَ، ثم نعاين مشيئة الله ووصاياه، وبعد هذا المسار القانونيّ نجد ونؤكِّد قيامة المسيح وقيامتنا من أعمال الخطيئة الميِّتة.

https://www.johnsanidopoulos.com/2019/08/homily-on-seventh-eothinon-gospel-john.html