الارتداد
القدّيس إغناطيوس بريانتشانينوف
نقله إلى العربية: جورج اللّقيس
لقد سمح الله بالارتداد - فلا تحاول إيقافه بِيَدِك العاجزة. بل اهرب منه واحمِ نفسك منه، هذا كافٍ لك. تعلَّم أن تُدرك روح العصر، ادرسها جيّدًا حتى تتمكّن في كل فرصة من تجنّب تأثيرها. فقط رحمة الله هي القادرة على إيقاف هذا الوباء الأخلاقي المدمِّر، إيقافِه لفترة محدّدة، فلا بدّ أن تتحقّق كلّ النبوءات الواردة في الكتاب المقدّس.
إذا حَكَمنا بحسب روح العصر والاضطراب الفكري الحاصل، فيجب أن نتصوّر أن هيكليّة الكنيسة، التي تتزعزع منذ فترة من الزمن، ستنهار بسرعة وبشكل مُريع، وما من أحد يقف بوجه ذلك ويعاكسه. إن التدابير المتّخذة قد سارعت في سقوطها بدلاً من إيقاف هذا الخطر. ليس متوقَّعًا أن يوجد أي شخص يقوم باستعادة المسيحيّة.
لقد جفّت آنية الروح القدس في كلّ مكان، حتّى في الأديرة التي تُعتَبر كنوز التقوى والنعمة. لقد فقد الملح مَذاقه.
ما تبقّى بين رعاة الكنيسة الأولياء هو إدراك ضعيف وباهت ومُتَبايِن وخاطئ، بحسب "الحرف” الذي يقتل الحياة الروحية في المجتمع المسيحي ويدمّر المسيحيّة، التي هي فِعل وليست حرفًا. إنّه لأمر مؤلم أن نرى كيف أمسى الذي أوكِل أليهم خِراف المسيح وتوجيههم وخلاصهم. لكن الله سمح بذلك...
إن صبر الله الرحيم يؤجِّل التَفَكُّك الحاسِم للبقيّة الصغيرة من الذين سيخلصون، في حين أن أولئك الذين يُفسَدون أو فسدوا بالكامل يَصِلون إلى ملء فَسادهم.
يجب على أولئك المُخَلَّصين أن يفهموا هذا وأن يستفيدوا من الوقت الممنوح لهم للخلاص. فليحرس الرب الرحيم البقيّة المؤمنين به! لكن هذه البقيّة ضَئِيلة وتزداد ضآلة أكثر فأكثر... فليُخلِّص كل واحدٍ فيها نفسه.
المصدر:
https://deathtotheworld.com/articles/apostasy/