قيامة المسيح
الأب الراهب غريغوريوس الآثوسي
نقلها إلى العربيّة: شادي مخّول
لقد قام المسيح من بين الأموات كإلهٍ حقيقيّ في اليوم الثالث بعد دفنه، فاستنار العالم كلّه بنور قيامته. «إنّ البرايا بأسرها قد استوعبت الآن نورًا، السماء والأرض وما تحت الثرى»1. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم «اليوم أعلن سيّدنا غَلَبَتَه على الموت، ومنحنا طريق الخلاص بقيامته»2، «قد قام من بين الأموات وأقام معه العالم بأجمعه»3.
بقيامة المسيح، نحن المؤمنين بالرّبّ، «وحافظي وصاياه، لا ننحدر إلى ظلمات الجحيم عندما نموت، كما انحدر أبرار العهد القديم، بل ترتقي نفوسنا إلى المساكن السماويّة البهيَّة، وتتمتّع بنصيبٍ من الغبطة الإلهيّة، وهناك تنتظر الاشتراك بكامل الغبطة الإلهيَّة بعد قيامة الأموات»4.
لقد حطّم المسيح الموت بموته، «المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت»5. لهذا، نحتفل، يومَ قيامة المسيح، بباكورة الحياة الأبديّة، «إنّنا معيّدون لإماتة الموت ولهدم الجحيم ولباكورة عيشةٍ أخرى أبدية. وبارتكاضنا، نسبّح من هو علّة هذه الخيرات»6.
يشرح القديس سمعان اللّاهوتيّ الجديد كيفيّة اختبار سرّ قيامة المسيح في هذه الحياة الحاضرة. لقد صُلِبَ المسيح و«انحدر إلى أعماق الجحيم. صعد من الجحيم واتّحد ثانيةً بجسده الخاص الذي لم يعرف فسادًا… وللحين قام من بين الأموات… هكذا يصير معنا: عندما نهجر عالم الخطيئة ونَلِجُ قبر التواضع والتوبة بمماثلتنا آلام الرّبّ، حينها، يتنازل المسيح نفسه من السماء ويدخل إلى جسدنا كما يدخل قبرًا، فيُتْحِدُ نفسَه بنفوسنا ويرفعها...، ويجعل أولئك الذين رفعهم مستحقّين لمعاينة مجد سرّ قيامته»7.
قيامة المسيح حَدَثٌ نعيشه ونختبره حقيقةً، لهذا تحثّنا الكنيسة على السجود للمسيح القائم «إذ قد رأينا قيامة المسيح فلنسجد للربّ القدّوس يسوع»8.
المصدر:
Gregorios, Hiermonk. The Orthodox Faith, Worship, and Life. Cell of St John the Theologian, Koutloumousiou Monastery Mount Athos, 2016, pp. 52-53.
1 قانون الفصح، الأودية الثالثة.
2 On Holy Pascha, 2, PG 52.767.
3 Against Drunkards, 3, PG 50.438.
4 St Nikodimus of the Holy Mountain, Eortodromion, vol. 2, p. 316.
5 طروباريّة الفصح.
6 قانون الفصح، الأودية السابعة.
7 Catechesis 13, SC 104.194.
8 صلاة تُقال بعد تلاوة الإنجيل في صلاة سحر الآحاد.