منشأ القديس يوحنا السلَّمي:

هل كان ابن القديسَيْن كسينوفوندوس وماريا؟

منشأ القديس يوحنا السلَّمي: هل كان ابن القديسَيْن كسينوفوندوس وماريا؟

نقلها إلى العربيَّة نديم سلُّوم

 

في كتابه "حياة يوحنا السلَّمي"، يكتب دانيال وهو راهب من رايثو ومعاصر ليوحنا: "لستُ أعرف بالضبط المدينة التي وُلد وترعرع فيها هذا الرجل العظيم". بالنسبة لإنسان يحتل كتابه "السلَّم" مكانة خاصَّة في حياة الكنيسة، فإنَّ عدم معرفة أي شيء عن منشئه هو أمرٌ مؤسفٌ للغاية، بالرغم أنَّ الكتاب ساعد الرهبان عبر العصور في التركيز على مضمونه بدلاً من الكاتب نفسه.

في حين أنَّ الكتاب يُعطي القديس يوحنا السلَّمي نوعًا من هالة الغموض، لا تزال هناك تكهُّنات. ربما التكهُّنات الأكثر شيوعًا هي تلك التي سجَّلها القديس ديمتري روستوف في كتابه "حياة المغبوط يوحنا السلَّمي" حيث يعرض مسألة أنَّ القديس يوحنا السلَّمي هو ابن القديسَيْن كسينوفوندوس وماريا وأخ أركاديوس التي تحيي الكنيسة ذكراهم كعائلة في 26 كانون الثاني. يكتب القديس ديمتري في الحاشية المعلومة التالية:

هناك رأي مفاده أنَّ يوحنا السلَّمي كان ابن كسينوفوندوس وماريا اللذَين تحتفل الكنيسة المقدَّسة بذكراهما في 26 كانون الثاني. يرد كتاب الميناون أنَّ النبيلَين كسينوفوندوس وماريا اللذَين من القسطنطينيَّة كان لهما ولدان: يوحنا وأركاديوس. أراد الأهل تعليمهما. في ذلك الحين كانت مدرسة بيروت مشهورة لذا أرسلا ابنيهما إلى هناك. في أحد الأيام طلب الأهل زيارتهما نظرًا لمرض الوالد الخطير. أثناء عودتهما إلى المدرسة، وكان لا بدَّ أن يعبرا البحر الأبيض المتوسِّط، هبَّت فجأة عاصفة عنيفة أثناء تواجدهما في البحر وحطَّمت السفينة التي كانا على متنها. ولكن كِلا الأخوين لم يهلكا بل نجيا من الغرق عبر ألواح السفينة وجلبتهما أمواج البحر إلى سواحل فلسطين. لقد هبطا بمكانَين مختلفَين على الشاطئ وبالتالي لم يعرف الواحد مصير الآخر. بعد هذا الخلاص الأعجوبيّ رأى الأخوان الكارثة التي حلَّت بهما أنَّها دعوة من الله لاقتبال الحياة الرهبانيَّة، فدخلا أديرة فلسطينيَّة مختلفة،1 وغيَّر أركاديوس اسمه إلى جاورجيوس. بعد انقضاء زمن طويل وجد الأخوان بعضهما في حضور والدهما ووالدتهما اللذَين أيضًا ترهَّبا. أحد أبناء كسينوفودوس وماريا هو يوحنا المعروف على أنَّه نفس شخصيَّة يوحنا السلَّمي. هذا الرأي مدعوم في المقام الأول من شهادة لأحد كتَّاب السيرة الذاتية أنَّه كان ليوحنا أخ اسمه جاورجيوس، وثانيًا يتكلَّم عن الثقافة العالية للراهب مما يشير أنَّه من أصل نبيل وخاصة من كتاب "السلَّم" مما يدل أنَّ يوحنا كان لديه معرفة عميقة للكتاب المقدَّس والكتابات الآبائيَّة وحتَّى الكتابات الهرطوقيَّة.

ما إذا كانت هذه التكهُّنات حول منشأ يوحنا السلَّمي صحيحة أم لا، فربما لن نعرف أبدًا، ولكن من المثير للاهتمام أنَّها تملك في الواقع احتمالاً وأن تُذكر في الحاشية.

https://www.johnsanidopoulos.com/2021/03/the-origins-of-john-climacus-was-he-son.html

1 حسب كتاب السنكسار ترَّهب يوحنا أولاً في أحد أديرة لبنان، على الأرجح دير سيدة النوريَّة، ثمَّ انتقل إلى الأراضي المقدَّسة.