أنا هو القيامة والحياة

أنا هو القيامة والحياة

تعريب: يولا يعقوب
 

إن كانت هناك حقيقة واحدة تلخّص كلّ حقائق الإنجيل، فهي قيامة المسيح. علاوةً على ذلك، إن كان هناك حقيقة واحدة تلخّص كلّ الحقائق في العهد الجديد، فهي قيامة المسيح. كلّ معجزاته، كلّ حقائقه، كلّ كلماته وكلّ أحداث العهد الجديد يمكن تفسيرها فقط من خلال قيامة المسيح.


 

إلى حين قيامته، علّم الرّبّ عن الحياة الأبديّة، ولكن بقيامته أظهر أنّه هو نفسه الحياةُ الأبديّة حقًّا. إلى حين قيامته، علّم عن قيامة الأموات، ولكن بقيامته أظهر أنّه هو نفسه قيامةُ الأموات حقًّا. إلى حين قيامته، علّم أنّ الإيمان به يَنقُل من الموت إلى الحياة، لكنّه بقيامته أظهر أنّه هو نفسه قد غلب الموت، وبالتّالي ضَمَنَ الانتقال من الموت إلى القيامة للنّاس المائتين.

بالخطيئة ، أصبح النّاس مائتين وفانين؛ بقيامة المسيح يصبحون عَديمي الموت وأبديّين. هنا بالضّبط تكمن قوّة وسيادة وسلطة قيامة المسيح. وبالتّالي، بدون القيامة لا يمكن أن توجد المسيحيّ على الإطلاق. قيامة الرّبّ هي الأعظم من بين المعجزات. كلّ المعجزات الأخرى تَنجُم منها وتتلخّص فيها. إنّها تولّد الإيمان والمحبّة والرّجاء والصّلاة والتّقوى. إنّها ما تفتقر إليه أيّة ديانة أخرى؛ إنّها هي الّتي ترفع الرّبّ فوق كلّ الناس وكلّ الآلهة الأخرى. إنّها هي الّتي تُظهِر وتُبَرهِن بطريقة فريدة وقاطعة أنّ يسوع المسيح هو الإله الحقيقيّ الوحيد وربّ كلِّ العالَمين، المنظورة وغير المنظورة.

إن كان النّاس يؤمنون حقًّا بالرّبّ القائم ، فإنّهم يُثبِتون ذلك بمحاربة الخطيئة والأهواء. وإن كانوا يجاهدون، يجب أن يعلموا أنّهم يفعلون ذلك من أجل عدم الموت والحياة الأبديّة. ولكن إن لم يجاهدوا، فإنّ إيمانهم يذهب سُدًى. فإن لم يكن إيمان النّاس صراعًا من أجل عدم الموت والأبديّة، فما هو إذًا؟ إن كان الإيمان بالمسيح لا يقود النّاس إلى عدم الموت والانتصار على الموت، فما الفائدة إذًا؟ إن لم يقم المسيح، فهذا يعني أنّ الخطيئة والموت لم يُهْزَما. وإن لم يُهْزَمْ هذان الاثنان فلماذا سيؤمن أيّ أحد بالمسيح؟ ولكن أولئك الذين، بإيمانهم بالربّ القائم من بين الأموات ، يجاهدون ضدّ كلّ خطاياهم، يعزّزون تدريجيًّا في داخلهم القناعة بأنّ الرّبّ قام حقًّا، وقد غلب شوكة الموت وهزم الموت على كلّ صَعيدٍ.

بدون القيامة، يكون هذا العالم شديد التفاهة، ما في السماء أو تحت السماء. كما أنّه، بدون عدم الموت، ما من يأس أعظم من هذه الحياة. في كلّ العالَمين، ما من مخلوق أكثر بؤسًا من الإنسان الّذي لا يؤمن بقيامة الأموات. لهذا السّبب، بالنّسبة للبشر، الرّبّ القائم هو "الكلّ في الكلّ" في جميع العالَمين. أنه كلّ ما هو جميل وصحيح وحقيقيّ ومُحَبَّب ومُبْهِج وإلهيّ وحكيم وأبديّ. إنّه كلّ محبّتنا، كلّ حقيقتنا، كلّ فرحنا، كلّ خيرنا، كلّ حياتنا، الحياة الأبديّة في كلّ الأبديّة وعدم التَّناهي.

 

https://pemptousia.com/2022/04/i-am-the-resurrection-and-the-life/