نقلها إلى العربيَّة نديم سلُّوم
كان مطران أفسس القديس مرقس إفجينيكوس معترفًا شجاعًا للإيمان في مجمع فرارا – فلورنسا بما أنَّه لم يخضع للابتزازات وللضغوط البابويَّة وظلَّ حتى النهاية معترفًا بالإيمان. لم يكتفِ فقط بإثبات مغالطات اللاتين في هذا المجمع بل أثبت أيضًا أنَّهم أقحموا أكاذيب في نصوص آباء الكنيسة.
في البداية تصرَّف القديس مرقس إفجينيكوس على نحو طبيعيٍّ بلباقة، ولكن تأكَّد لاحقًا النفاق والضغوطات والخداع والابتزازات والأساليب الخبيثة للاتين، أصبح معترفًا للإيمان. كان موقفه روميًّا بالكليَّة لأنَّ الروميين الحقيقيين هم نبلاء بالروح وقادرون على التواصل برصانةٍ وهدوءٍ ولباقةٍ، ولكن عندما يتعلَّق الأمر بالانحراف عن الحقِّ الموحى به، وعندما يرون رياء الآخرين، عندها يصبحون مدافعين عن الإيمان. هذا لأنَّ المسيح لا يريد فقط طالبين بل معترفين.
كان للقديس مرقس إفجينيكوس معرفة واضحة بالمسائل. أي أنَّه كان يعلم أنَّنا قطعنا اللاتين عن جسد الكنيسة لأنَّهم اعتنقوا هرطقة الفيليوكفه[1]. سأقتبس من نص يعبِّر عن هذا بما فيه الكفاية. يكتب القديس مرقس:
"هُم الذين وضعوا أُسس الانقسام عبر استعمالهم الإضافة علانية، والتي تحدَّثوا عنها في الخفاء حتَّى ذلك الحين، بينما كنَّا أوَّل من انفصلنا عنهم أو بالأحرى فصلناهم وقطعناهم من جسد الكنيسة. لماذا لي أن أسأل؟ لأنَّ لديهم الإيمان الصحيح أو استعملوا الإضافة إلى قانون الإيمان بطريقة أرثوذكسيَّة؟ بالتأكيد من سيبدأ الحديث بهذه الطريقة لن يكون على صواب في رأسه. ولكن لديهم رأيًا غريبًا وملحدًا وأقاموا الإضافة من دون أي سببٍ. ولذلك ابتعدنا عنهم كهراطقة وتجنَّبناهم".
من خلال هذا النص يمكننا التعليق على الحقائق التالية:
أوّلاً أفشى اللاتين هرطقة الفيليوكفه التي كانوا سابقًا يؤمنون بها سرِّيًّا وينفثون بها بأسنانهم.
ثانيًا انفصلنا نحن الأرثوذكس عن اللاتين عمدًا، الذين كانوا مساويين لنا، وقطعناهم عن جسد الكنيسة العام، لأنَّهم أيَّدوا العقائد المنحرفة وأضافوا كلمة فيليوكفه إلى دستور الإيمان.
ثالثًا، بإضافة الفيليوكفه، اللاتين هم مقطوعون عن الكنيسة. أولئك الذين يزعمون أنَّ اللاتين يؤمنون على نحوٍ صحيح ويعبِّرون عن ذلك بعقيدة الفيليوكفه فَهُم ليسوا أصحَّاء فكريًا ومضطربين.
لذلك وفقًا لتعاليم آباء الكنيسة، كما عبَّر عنها القديس مرقس إفجينيكوس، إنَّ اللاتين مقطوعون عن الكنيسة، وبطبيعة الحال هُم خارجها.
https://www.johnsanidopoulos.com/2015/01/saint-mark-of-ephesus-on-latin-church.html
[1] انبثاق الروح القدس من الآب والابن