حكمة الله

القدّيس نيقولاي فيليميروفيتش.

نقلتها إلى العربيّة: جنيفر سعد.

 

«اَلْحِكْمَةُ تُنَادِي فِي الْخَارِجِ. فِي الشَّوَارِعِ تُعْطِي صَوْتَهَا. تَدْعُو فِي رُؤُوسِ الأَسْوَاقِ، فِي مَدَاخِلِ الأَبْوَابِ. فِي الْمَدِينَةِ تُبْدِي كَلاَمَهَا» (الأمثال 20:1-21)

لقد خُلقَت الأشياءُ كلّها، بوساطة الرّبّ يسوع المسيح نفسه الّذي هو حكمة الله. المخلوقات جميعها، ما في البراريّ أو في المدينة على السّواء، تَكْشف عن خالقها الكليّ المعرفة. تجدُ في البراريّ طبيعةً نقيّةً ومشرقةً؛ أمّا في المدينة، فتنتشر المهن والمهارات. إنّ حكمة الله إذن، تنجلي أمامنا بوضوحٍ من خلال الطّبيعة، ومِهَن الإنسان المُفيدة، ومهاراته؛ تكشف عن نفسها ولا تختبئ. غمرتِ الحكمةُ الحقولَ كلّها، وملأت المدينةَ كلّها، وهي فوقَ الأرض وتحتَها، في أعلى النّجوم وفي أعماق البحار. مَن يرغبْ بسماعها، فسَيَسمعَها في كلّ مكان؛ من يُرد اكتسابَ المعرفة والسّعادة منها، فبإمكانه أن يتعلّم ويفرح في كلّ مكان؛ من يبتغِ إصلاح النّفس وتعزيز القدرة من خلالها، فبإمكانه ذلك في كلّ مكان.

لهذا، فإنّ حكمةَ الله واضحةٌ وبديهيّةٌ في المخلوقات كلّها، منذ بداية العالم؛ إنّما تتّضح حكمة الله، وتكون أكثر وضوحًا لدى الأنبياء، ورجال الله الذّين استحقّوا اقتناءَها خارجَ الطّبيعة المخلوقة. أُعلِنت حكمةُ الله من أفواههم في الحقول، والمدن وشوارعها، وعند أبواب النّاس.

لكن حكمةُ الله، هي الأكثر سماعًا ووضوحًا في شخص الرّبّ يسوع المسيح نفسه. ظهرت حكمةُ الله في جسد يسوع المسيح، واتّضحت للنّاس بقوّتها وروعتها العجائبيّتَيْن. لا تتكلّم هذه الحكمة من خلال الأشياء والبشر؛ إنّما تتكلّم عن نفسها، من نفسها شخصيًّا وبشكل مباشر. ملأ الرّبّ بحكمته العالم أجمع، بوساطة كنيسته المقدّسة، حيث يمكن القول إنّه كما كانت الحال في فلسطين منذ عشرين قرنًا، هو يصرخ اليوم في الحقول والشّوارع - من خلال خدّام الكلمة - إلى الحشود العظيمة في العالم، وفي أرجاء المدن، وأمام جميع الأبواب.

دعونا يا إخوتي، نفتح أبواب نفوسنا لحكمة الله المتجسّد في الرّبّ يسوع المسيح!

أيّها الرّبّ يسوع المسيح، يا حكمة الله وقوّته، اِفتح أرواحَنا، واسكن فيها. لأنّ لك المجد والشّكر دائمًا. آمين.

 

المرجع:

https://www.johnsanidopoulos.com/2021/05/the-wisdom-of-god-st-nikolai.html?m=1