كيف تبدو السماء؟

المطران ناوفيطوس ميتروبوليت مورفو.

نقلته إلى العربيّة: بورفيريا هيكل.

 

في تسجيل الفيديو هذا، يذكّرنا المطران ناوفيطوس متروبوليت مورفو، بما أخبره إيّاه القدّيس يعقوب تساليكيس، الّذي من إيفيا (1991) عن كيف تبدو السّماء. هذه مُحادَثةٌ ملهِمةٌ بين القدّيس يعقوب، والقدّيس سيرافيم ساروفسكي، قربَ بوّابة الفردوس.

مَنسَك القدّيس سيرافيم ساروفسكي، قبرص في 2 كانون الثّاني 2021.

المتروبوليت ناوفيطوس:

أخبرَنا القدّيس يعقوب تساليكيس، القصّة التّالية: "كنتُ أقرأ الآية التّالية: «فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ» (يوحنا 14: 2) ولم أستطِع فَهْمَها، فسألتُ نفسي: "يا يسوع، كيف يمكن أن يكون ثَمّة عدّة أديارٍ ومنازل في السّماء؟

فاختُطِف ذهني فورًا، ووجدتُ نفسي أمام بوّابة الفردوس: حديقة كبيرة جدًا".

"ومَن كان بانتظار القدّيس يعقوب تساليكيس عند البوّابة"؟

"القدّيس سيرافيم ساروف".

فقال له: "تعال أيّها الأب يعقوب! فقد أرسلني ربُّ السّماء والأرض، لِأُريَك المنازلَ السماويّةَ كما طلبتَ".

"فوجدتُ نفسي في مَرجٍ لا ينتهي، يملؤه نورٌ لونُه أبيضُ وأزرقُ! وقد كان هذا النّور مَليئًا بالمعلومات: كلّ ما ترغب بمعرفته، تسمعه داخلَ قلبِك كمعرفةٍ أبديّة".

"وكان المرجُ كبيرًا جدًا، ومليئاً بالأقحوان والبنفسج الكبير! وبدأ القدّيس سيرافيم بالسّير، ولكن لم يكن ثَمّة طريق؛ بل كان يدوس على تلك الأزهار السّماويّة. أمّا أنا فلم أكن أمشي. ثمّ لوّح لي وقال: "تعال أيّها الأب يعقوب!" فأجبتُه: "لن آتيَ!" فسألَني: "لِمَ لا؟ أنتَ من طلبتَ هذا!" فأجبتُه قائلًا:" لكي لا أدوسَ على هذه الأزهار الجميلة، وأكسرَها؛ فتذبل وتموت".

"هل تلاحظون كم كان الشّيخ يعقوب، لطيفًا وحَسّاسًا"؟

فأجاب القدّيس الرّوسيّ سيرافيم: "تعال يا أبتِ. هذه الأزهار، ليست كتلك الّتي على الأرض. فهذه أبديّةٌ ولا تنكسر. اُنظر إلى تلك الّتي دُستُ عليها".

فكلّما كان يَدوس عليها، كانت تعود وتستقيم فورًا. واحدةٌ منها لم تنكسر أو تذبل.

"عندها تشجّعتُ، وبدأتُ أسير نحوه؛ فرأيتُ مكان الشّهداء، ومكان الأبرار، ورؤساء الكهنة، والكهنة، والمرتِّلين، ومكان مَحفل الأبرار كلّهم... جميعهم داخلَ النّور!”

في هذا النّور المليء بالمعلومات، نجد الحلّ لأسئلتنا كلّها، ونتعلّم أكثر مِمّا نريد معرفته وما نسأله؛ إذن نحن نحصل على جزءٍ صغيرٍ فقط هنا على الأرض، ويبقى الجزء الآخر… كي تكون السّماء مصدر اهتمام.

نحن لا نحيا من أجل الأرض فحسب، بل من أجل السّماء أيضًا.

وحين تأمرنا السّماويّات بعكس ما تأمر به الأرض، نفضّل السّماويّ.

عندما تستمع لما ينتظرنا هناك، ستكون غبيًّا إن فضَّلتَ شيئًا غير السّماء.

 

https://orthochristian.com/142392.html