جوهر علم اللّاهوت الآبائيّ

الميتروبوليت إيروثيوس فلاخوس

تعريب جنيفر سعد

 

        ما تحدّث عنه القدّيس مكسيموس المعترف في بداية نزاعه اللّاهوتيّ حول الهدوئيّة واليقظة هو أمر مهمّ. إذ بدأ بالنّصوص الّتي تتناول مواضيع عن المحبّة وخاصّةً شفاءَ الإنسان. اهتمّ في المرحلة الثّانية من نزاعه بنقل مصطلحات الآباء الكابادوكيّين في ما يتعلّق بالثّالوث القدّوس في شخص المسيح، وفي المرحلة الثّالثة اهتمّ بمفهوم كيف أنّ لكلّ طبيعة إرادةً، ما يعني أنّ نزاعه كان ضدّ بدعة المشيئة الواحدة للمسيح.

إلّا أنّني أعتقد أنّ جوهر التّعليم اللّاهوتيّ للقدّيس مكسيموس المعترف هو التّقليد الهدوئيّ. لقد كان هدوئيًّا عظيمًا ومعترِفًا عظيمًا بالإيمان. لا يمكن للمرء أن يكون معترِفًا حقيقيًّا ما لم يكن هدوئيًّا سابقًا. هذا ما يظهر جليًّا في نصوصه الأولى الّتي كتبها.

أذكر أنّي، في السّنين الماضية عندما أصبحتُ كاهنًا، رغبتُ أن أعرف تمامًا ما هي المحبّة، فقرأتُ «فصول عن المحبّة» للقدّيس مكسيموس المعترف، وحاولتُ اكتشاف ما هي المحبّة بالضّبط. اعتقدتُ أنّي سأجد عند القدّيس تعريفًا دقيقًا للمحبّة، إلاّ أنّه يتحدّث في الكتاب طَوال الوقت عن الأهواء، حيث يقول إنّ الهوى الرّئيسيّ هو محبّة الذّات.

إذا كانت الأهواء كلّها تنبع من هوى محبّة الذّات، كما يُسَمّيها بالضّبط، فمن هذا الأساس ومن جذور محبّة الذّات يولد هوى محبّة المجد (الشّغف)، ومحبّة المال (الجشع)، ومحبّة الّلذّة (الشّهوة). لذلك، يجب على المسيحيّين والرّهبان أن يجاهدوا ضدّ هوى محبّة الذّات.

 

https://www.johnsanidopoulos.com/2021/09/the-patristic-basis-of-theology-metr.html