الأب أندرياس أغاثوكليوس
تعريب جنيفر سعد
إنّه لأمر مُؤلم وغير مُنصف أن تظْهَرَ الكنيسة اليوم في عُيونِ النّاس، ولا سيّما الشّباب، على أنّها دِيانَة تَفْرض نَفْسَها على اضْطِراباتِ النّاسِ وضُعْفهِم وأوْهامِهِم، أو حتّى أنّها تستأصل اللذة من الحَياة وتوّلِدُ شُّعورًا بالذّنبِ وتُشجّعُ على الحِقْد والانْقِسام. قَد يَكون العَالمُ الخارِجيّ قد أخذ هذا الانْطِباع مِن قِبَل بَعض الأشخاص المَسْؤولين في الكنيسةِ غير مُدرِكين لروحِ الآباءِ القدّيسين الذّين فَسّرُوا الكتابَ المُقدّس بأمانةٍ لامْتِلاكِهِم الرُّوح القُدس.
أحد هؤلاء الآباء هو القدّيس نكتاريوس الذي حافظ على تقليد الكنيسة وعلّم «الرّأي القويم» (أي الأرثوذكسيّة). عُرِف بالعجائب التي اجترحها "في جميع أنحاء العالم" بدلًا من كتاباته، لكن هذا لا يجعله مُتخلِّفًا عن آباء الكنيسة ومعلّميها العُظَماء.
يَذْكُر من بين أمور أخرى في عمَلِه «الرِّعاية»، أن «هدف الكنيسة هو أن يَعُمَّ الحُبّ والفَرَح والحُرِيّة في الأرْض». تُشير كَنيسة الآباء والأمَّهات القدّيسين، في عالمٍ تَسودهُ الكَراهِيّة والمُنافسة والتّوتّر والكآبة واللاحرّية الدّاخليّة والخارجيّة، إلى أسلوب حياة من نوع آخر يَتميّز بالشّركة والفرح والحرّية.
تَجدُر الإشارة أنّ مِثل هذه الصّفات غير موجودة في «شعْب الكَنيسة»، المَعروفين بقلّة تواصلهم وفتورهم وشعورهم بالذّنب. في الواقع، هكذا قد يكون البعض. لكن التّعميمات الشاملة ليست ملاحظة مهمة.
الأشخاص الذين يُفكّرون في الحَقيقَةِ يَسْعونَ وَراءَها ويَبحَثونَ عَنْها ويَجِدونَها. فإذا كانوا صادِقين، فمِن المستحيل ألا يُلاقيهم الله ويَكْشِف لَهُم عَن نَفْسه. عِنْدَها، مهْما كانت الصُّعوبات التي قد واجَهوها سابقًا، سَيَصِلونَ إلى معْرِفةِ الحَقيقَة التي تولّدُ الفَرَح والحريّة، بِحسب قَوْل المَسيح: «تَعْرفونَ الحَقّ، والحَقّ يُحرّركُم».
في الكنيسة، كُشِف للقدّيسين القدماء والجُدد، وليس فقط الذين تم إعلان قداستهم بل وأولئك الذين يعيشون بمخافة الله وببساطة وبتواضع بعيدًا عن مظاهر التَّقوى والقيود الأخلاقيّة وحبّ الذات، أنّه يمكننا أن نتعلّم بالخبرة عن المحبّة التي تُزيل عذاب الإحساس بالوحدة، وعن الفرح الذّي نَسْعى إليْه بِشتّى الطّرُق ولكنّنا نَفتَقره حتّى لَوْ اعْتَقدْنا أنّنا نَملكه، وعن الحُريّة لا سيّما مِن أنفسنا المُتَكَلِّفة.
عِنْدها يُصبح لحَياتنا مَعْنى وكَذَلك لصُعوباتنا ولذواتنا ولمُحيطِنا وللعالَم بِأسرِه. سَنَعْرف سَببَ وُجودِنا ووجودَ العالم، بمَعْرفَتنا أنّ الكَنيسَة بالنّسْبة لنا لَيْست شَيئًا يَزيد حِدّة آلامنا ولكنّها يُمكِن أن تَكونَ لنا أيضًا ما كانَت للقدّيسين: مَصْدر الحُبّ والفَرَح والحُريّة.
https://pemptousia.com/2021/07/do-you-know-the-aim-of-the-church/