الرّاهب موسى الآثوسي
تعريب جنيفر سعد
بِحَسَب القديس باسيليوس الكبير الكُلّي الحكمة، السّنوات السّبعة الأولى من حياة الإنسان هي مهمّة خاصّةً للمَسار اللّاحِق من تَنشِئَتِه وحياته.
وبِحَسَب الذّهبي الفم، لا ينبغي، عند تنشئة الأولاد، إرهاقُهم في اكتساب المعرفة من خلال التّعليم والفنون وإنّما في التَحَلّي بِروح الفضيلة والتّقوى. ويُشَدِّد على أن هذا سيتحقّق ما دامت الرّوح مرنة ويمكن تهيئتُها وإلهامُها بشكل مناسب.
يُعطِي الأب القدّيس نفسه اهتمامًا خاصًّا باللّسان، فعلى الطّفل الصّغير ان يتعلّم النُّطق بالكلمات بِصِدقٍ وتواضعٍ وعفّةٍ وحُسْنٍ، وليس النُّطق بكلمات مُهينة وهازئة ومُسيئة ومُخزِية على حسب قول الرّسول بولس الذي كان يحبّه كثيرًا.
كما ويُركّز الذّهبي الفم على السَّمع. إنه يصرّ على الاستماع إلى أحاديث روحيّة طَوعًا وبانتباه، وكذلك المشاركة في الخدم الإلهيّة في الكنيسة. كما يوصي بممارسة الرياضة الجسديّة التي تقود إلى الفضيلة. فهي تَمرين يساهم في بُلوغ اليقظة.
لا فائدة من غَيظ الكبار على أخطاء الصّغار. يؤكّد القديس غريغوريوس اللاهوتي بأن اللّجوء للعقل والمنطق يمكن أن يُساعد أكثر من الغضب الشّديد. ويرفُض القدّيس نفسه بشدّة الغضب الشّيطانيّ فيقول إنّ الغضب يَنطُق بكلمات مؤذية ينتج عنها جِراح، والجِراح تؤدّي إلى صدمات والصّدمات تَقتُل.
يَشجُب القديس باسيليوس الكبير المَشاهِد المُشينة التي تُغذّي المُخَيِّلة بأغانٍ فاحشة وإباحيّة فتُفسِد النّفوس.
وبالنّسبة للذّهبي الفم، فإن الصّوم والذّهاب إلى الكنيسة والصّلاة تقوّي الشباب روحيًّا. المعيار أساسي جدًّا في حياة الصّغار. يكتب الذّهبي الفم: «إستمتع بالاستحمام، تناول الطّعام، واشرب الخمر باعتدال، تناوَل حتى اللّحوم، ما مِن أحد يمنعك، إختبِر كل شيء ولكن تَجَنَّب الخطيئة!»
يعترف القدّيس باسيليوس بأن التّعليم الذي تلقّاه حول مفهوم الله جاء من والدته إميليا وجَدَّتِه ماكرينا. في خطابه الشّهير للأحداث، إعتبر أن التّعليم الكلاسيكي مفيد لِفَهْم الحكمة الحقيقية في الإنجيل.
ويَحمد القديس غريغوريوس اللّاهوتي والِدَيه على تربيته، وخاصّة والدته نونا. يُعطي صورة جميلة للدّور المُهمّ للأبوّة الصّالحة والقُدوة المِثاليّة. يرِدُ في كتاباته: »إذا كان الطّفل يمشي جانبيًّا مثل سرطان البحر، فذلك لأنه تعلّم كيف يمشي من والدته.»
هناك حاجة لتنمية روح التّضحية والإحسان مع المثال الحي للكبار، مع ثمار نفوسهم النّقيّة وحياتهم الرّوحية. نحن جميعًا بحاجة لأن نكون أكثر اهتمامًا بالأطفال والشّباب. سيتمّ مساعدة الشّباب من خلال اكتسابهم للمبادئ الأخلاقيّة، ويكون لديهم قُدوات صالحة تُنَمِّي شخصيّتهم، وبناء علاقات صحّية ومقدّسة وجميلة مع والدَيهم ومعلّميهم وزملائهم وأصدقائهم.
http://www.orthodoxyouthresources.com/2020/01/the-three-hierarchs-and-upbringing-of.html?m=1