المتقدِّم في الكهنة الأب مايكل بومازانسكي
تعريب شادي مخّول
لقد وعد المسيحُ تلاميذَه، في حديثه معهم قبل الآلام، بأنَّه سيرسل إليهم الرُّوحَ القدس المعزّي الذي سيرافقهم إلى الأبد – روح الحقّ الذي سيقودهم في كلّ شيءٍ وسيذكّرهم بكلّ ما أخبرهم به، وسيُخبرهم بالمستقبليّات. وبعد أن ظهر الرَّب لتلاميذه بعد القيامة، مَنَحَهُم قوَّة الروح القدس المُنعِمة قائلًا: «اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ» (يوحنا 20: 22-23). وبعد عشرة أيَّامٍ على صعوده، أرسل الرَّب الرُّوح القدس على تلاميذه بشكل ألسنةٍ ناريَّة كما وعد، وكان ذلك في يوم العنصرة.
لقد تجلّى حلول الرُّوح القدس في العالم، أوَّلًا عبر المواهب العجيبة التي أُعطِيَت للتلاميذ بشكلِ علاماتٍ وشفاءاتٍ ونبوءاتٍ وألسنة؛ وثانيًا عبر القِوى المانِحة النعمة التي تقود المؤمنين بالمسيح إلى الكمال الروحيّ وإلى الخلاص.
بالرُّوح القدس، أي بِقِواه الإلهيَّة، قد أُعطيَ لنا «كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى» (2 بطرس 1: 3). هذه المواهب المانحة النعمة هي في الكنيسة المقدَّسة التي أنشأها الرَّب على الأرض. إنّها تشكّل سُبُل تقديسنا وخلاصنا.
إنَّ فحص هذه الوسائل الخلاصيَّة هو فصلٌ من فصول اللَّاهوت العقائديّ المختصّ بكنيسة المسيح.
المصدر:
Pomazansky, Protoprosbyter Michael. Orthodox Dogmatic Theology. Translated by Hieromonk Seraphim Rose. St. Herman of Alaska Brotherhood, 2009. Pages 227-228.