المطران أغسطينس كانتيوتيس
تعريب جنيفر سعد
الهرطقة هي غذاءٌ سامّ للنّفس؛ إنّها مثل الطّب المُزَيَّف الذي لا يشفي بل يؤذي، أو عُملة نقديّة مُزَيَّفة تبدو وكأنّها عُملة ذهبيّة ثمينة لكنّها تفتقر لقيمتها. إنّها تُفسِد التقليد المقدّس وتُشَوِّه الإيمان الحقيقيّ الكامل وانحراف عن الطريق المستقيم الذي رَسَمَه تدبير كلمة الله. الهرطقة هي قبول أفكار مذهبيّة تدينها الكنيسة على أنّها باطلة وتتعارض مع إيمانها الصحيح. الهرطقة هي جريمة كبيرة تُزَعزِع سلطة كنيستنا وتأثيرها التي أسّسها المسيح نفسه، «عَمُودُ ٱلْحَقِّ وَقَاعِدَتُهُ» (1 تيموثاوس 15:3).
لكن، للأسف، لا يعطي الناس في عَصرِنا أيّة أهميّة لخطر الهرطقة التي تُظهره لنا.
هذه هي علامات الأزمنة.
أيّها النّاس! أنتم تهتمّون بأمور كثيرة. تَحرُصون على شُرب الحليب الطّبيعيّ، أنّ طعامَكُم صِحِّيّ وغنيّ بالفيتامينات، وأنّ هذا الدّواء ينفعكم، وأنّ أموالكم ليست مُزَوَّرة، وأنّ المَعالِم الأثَرِيّة محفوظة جيّدًا بدون أدنى ضرر، وأنّ وسائل النقل التي تستخدمونها لا تنحرف عن مَسارِها.
بإمكانكم الاهتمام بأيّ شيء باستثناء أمر واحد ألا وهو الإيمان الأرثوذكسيّ. أنتم غير مُبالين به بَتاتًا. فماذا ينتظركم أيّها النّاس مع هذا الإدراك المُحرَّف للحقيقة والفُتور في الإيمان؟
إذا بَقيتُم حياديّين تجاه هذه الأمور العظيمة والسّامية سوف تسقطون حتمًا في لُجّة العقلانيّة والمادّية والشّك والإلحاد، وحينئذ سَتُدرِكون ما هي الأرثوذكسيّة التي تَزدَرون بها الآن.
أمّا أنتم أيّتها النّفوس الأمينة، الذين ما زِلتُم تعيشون في هذا العصر، لا تنجذبوا للتيّارات الدنيويّة الحديثة، ولا تخافوا من رؤية جحافل العدوّ المحيطة بكم من كلّ جانب والآتية لمهاجمتكم، بل إبقوا ثابتين ومُخلِصين للإيمان المُسَلَّم إلينا من القدّيسين. تهيّأوا للجهاد الحسن. عاشت الأرثوذكسيّة، ولها سيكون الانتصار الأخير.
https://orthochristian.com/139636.html