صلّوا لئلّا تضلّوا

الأرشمندريت يوستينوس بارفو

تعريب جنيفر سعد

 

في مقابلة أُجرِيَت عام 2010 تحت عنوان "حقيقة الأزمنة – الروحانيّة في نهاية الازمنة"، ألقى الأرشمندريت يوستينوس (بارفو) الحديث التّالي عن الصّلاة:

 

إنّه لأمر مهمّ أن نتعلّم كيف نصلّي. في كثير من الأحيان حتى نحن، الرّهبان نصلّي في الأديار، ولكنّنا نظنّ أنّنا نصلّي. لا يكفي أن نشارك في الخدم الكنسيّة وكأنّ حضورنا يكفي. علينا أن نصلّي من الداخل إلى الخارج، من القلب إلى الفم. مهما كان عدد الصلوات التي نُرَدِّدُها بشفاهنا، فهي لا تعني شيئًا إن لم تكن الصلاة نابعة من القلب وإن لم نطبّق التّعاليم الأرثوذكسيّة في حياتنا اليوميّة. اليوم وأكثر من أي وقت مضى، على العلمانيّين أن يصلّوا من قلبهم، لأن هذا سيكون خلاصَنا الوحيد. في القلب تكمن جُذور الأهواء كلّها، ومن هناك ينبغي أن نُوَجِّه جهادنا. إذا لم نُصَلِّ من القلب، فلن نتمكّن من تَحَمُّل الهَجَمات النّفسيّة، لأنّ الشرير لديه أساليب لا نعرفها لِغَسْل الدِّماغ. أعظم خطيئة اليوم هي اللامبالاة. حتّى لو كنّا نُصَلّي ونتوب، فنحن نصلّي بلا مبالاة، ونتوب بلا مبالاة. ستأتي أوقات يكون فيها أولئك الذين لديهم روح الله فقط قادرين أن يميّزوا الخير من الشّرّ. لن يستطيع عقلُ الإنسان وحده تَمييزَ الفرق. سيكون هناك ضلالات كثيرة، ووحده الرّوح القدس سيمنحنا التّمييز الذّي نحتاجه لنخلّص نفوسنا. صلّوا لئلّا تضلّوا! فقط من خلال الصلاة ننال الروح القدس. إذا لم نُصَلِّ ونجاهد في طريق القداسة والتّوبة، وبقينا قابِعين في كَسَلِنا، ولم نَتُب، سنخسر الروح القدس وتَوجيهَه. أرجو ألاّ يكون الأمر كذلك كَيلا نخسر توجيه الروح القدس.

 

https://iconandlight.wordpress.com/2016/01/21/pray-that-you-will-not-be-deceived-elder-justin-parvu/amp/