الدينونة العامة

المُتَقَدِّم في الكهنة الأب مايكل بومازانسكي

تعريب شادي مخّول

 

هناك عدَّة شهاداتٍ في الكتاب المقدَّس عن واقعيَّة الدينونة العامة العتيدة وعدم قابِليَّة الشَّك بها:

يوحنا 5: 22، 27-29؛ متى 16: 27؛ 7: 21-23؛ 11: 22، 24؛ 12: 36، 41-42؛ 13: 37-43؛ 19: 28-30؛ 24: 30؛ 25: 31-46؛ أعمال الرُّسل 17: 31؛ يهوذا 14-15؛ 2 كورنثوس 5: 10؛ رومية 2: 5-7؛ 14: 10؛ 1 كورنثوس 4: 5؛ أفسس 6: 8؛ كولوسي 3: 24-25؛ 2 تسالونيكي 1: 6-10؛ 2 تيموثاوس 4: 1؛ رؤيا يوحنا 20: 11-15.

من بين تلك الشهادات، نُلاحِظ الصورة الأكثر كمالًا عن الدينونة الأخيرة التي سَيُجريها المُخلِّص في متى 25: 31-46: «وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ...». إنسجامًا مع هذا الوصف، يمكننا أن نشكِّلَ خلاصةً عن خصائص الدينونة. فهي ستكون:

- شاملة؛ أي تشمل كلَّ إنسانٍ حيٍّ وراقد، كلَّ صالحٍ وشرّير، وحتى الملائكةَ الساقطين أيضًا بحسب دلائل أخرى من الكتاب المقدَّس (2 بطرس 2: 4؛ يهوذا 6).

- مَهيبة وعَلَنيَّة؛ فالديَّان سيظهر في مجده مع كلِّ ملائكته القدِّيسين أمام كلِّ الشعوب.

- حازِمة ومَرهوبة؛ أي مُتَمَّمَةً بعدل الله – سيكون «يَوْمَ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ» (رومية 2: 5).

- نهائيَّة وحاسِمة؛ لأنَّها تحدِّدُ مصيرًا أبديًّا لكلِّ من قد دِيْنَ. نتيجةُ الدَّينونة ستكون نصيبًا أبديًّا – غبطةٌ للأبرار وعذابٌ للأشرار المُدانين.

يُصوِّرُ الكتاب المقدَّس إشراق الأبرار في الحياة الأبديَّة وسِماتِهم المُغَبَّطة بعد الدينونة العامَّة، ويتكلَّم بهذا التأكيد والجَزْمِ عَينِه بما يختصُّ بعذابات الأشرار الأبديَّة. سيقول ابنُ الإنسانِ في يوم الدينونة «اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ... فَيَمْضِي هؤُلاَءُ إِلَى عَذَاب أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ» (متى 25: 41، 46). تُقَدَّم حالة العذاب هذه في الكتاب المقدَّس كمكانٍ للعذاب، ويُسَمَّى جهنَّم. (صورة جهنَّم النَّاريِّ مأخوذَةٌ من وادي هنُّومَ الذي يقع خارج أورشليم، هناك أُعدِمَ عددٌ كبيرٌ من الناس، كما وتمَّ التخلُّص من كلِّ ما هو نجس، لذلك، بغية الحماية من العدوى، كانت النيران دائمَة الاشتعال هناك). قال الرَّب: «وَإِنْ أَعْثَرَتْكَ يَدُكَ فَاقْطَعْهَا. خَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ أَقْطَعَ مِنْ أَنْ تَكُونَ لَكَ يَدَانِ وَتَمْضِيَ إِلَى جَهَنَّمَ، إِلَى النَّارِ الَّتِي لاَ تُطْفَأُ. حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ» (مرقس 9: 43-44 أيضًا 45-48). أيضًا، قال المخلِّصُ «هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ» (مت 8: 12؛ كما وفي أماكن أخرى أيضًا). تُسمَّى هذه الحالة أو هذا المكان في رؤيا القديس يوحنا اللَّاهوتيّ، بـ«بُحَيْرَةِ النَّارِ» (رؤيا 19: 20). وعند الرَّسول بولس نقرأ: «فِي نَارِ لَهِيبٍ، مُعْطِيًا نَقْمَةً لِلَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ، وَالَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (2 تسالونيكي 1: 8). صُوَرُ «الدُّود الذي لا يموت» و«النار التي لا تُطفأ» هي رمزيَّةٌ وتُشيرُ إلى صَرامَة العذاب. يُعلِّق القديس يوحنا الدمشقيُّ قائلًا: «سيُدفَعُ الخطأة إلى النَّار الأبديَّة، التي لن تكون نارًا ماديَّة كتلك التي اعتدْنا عليها، إنَّما نار بحسب معرفة الله» (المئة مقالة في الإيمان الأرثوذكسي 4: 27؛ FC p. 406).

يكتب القديس يوحنا الذهبيُّ الفم: «أعرف أنَّ كثيرين يخافون من جهنَّم فقط، لكنَّني أعتقد أنَّ الحرمان من هذا المجد (مجد ملكوت الله) هو عذابٌ أكثر قساوة من جهنَّم» (العظة 23 عن متى). ويُظهِرُ في مكانٍ آخَر أنَّ «هذا الحرمان من الأمور الحسنة سيولِّدُ عذابًا وحزنًا وضيقًا، فحتَّى لو لم يوجَد عقابٌ ينتظر من أخطأُوا هنا، إلَّا أنَّ هذا الحرمان يُمكنه أن يُسبِّبَ عذابًا وقلقًا لنفوسنا أكبر من جهنَّم... كثيرون هم الجهلاء الذين يرغبون بأن يخلصوا من جهنَّم فقط؛ لكنَّني أعتقد بأنَّ جزاءَ الحرمان من ذلك المجد هو عذابٌ أشدّ ضراوةً من عذاب جهنَّم. وأعتقد أنَّ كلَّ مَن حُرِم منه عليه ألَّا يبكي كثيرًا على عذابات جهنَّم بل لأنَّه حُرمِ من كلِّ خيرات الملكوت، فهذا الحرمان بذاته هو أكثر قساوة من كلِّ العقوبات» (العظة 1، إلى ثيوذوروس).

يُمكننا أن نجد شرحًا مماثلًا عند القديس إيريناوس أسقف ليون (ضدّ الهرطقات 5، 27).

يُعلِّم القديس غريغوريوس اللَّاهوتي: «آمِن أنت يا هذا بالقيامة والدَّينونة والمُجازاة العادلة من عند الله. وافهم هذه المجازاة على أنَّها نورٌ لأنقياء القلوب أعني أنَّهم سَيَرَون الله وسيعرفونه، كلُّ واحدٍ على قدر طهارته، هذا ما نسمّيه أيضًا الملكوت السَّماوي. أمَّا أولئك الذين عُمِيَت أذهانهم، أعني بهم الذين تغرَّبوا عن الله، جَزاؤهم أنَّهم سيكونون في ظلمةٍ بقدر ما عندهم من عمى» (العظة 40، في المعموديَّة المقدَّسة).

تؤمن الكنيسة، استنادًا على كلام الله، بأنَّ العذاب في جهنَّم سيكون أبديًّا لا نهاية له، وقد شجَبَت في المجمع المسكوني الخامس تعليم الأورجنيسيّين الخاطىء القائل بأنَّ الشياطين والأثَمَة سيُعانون في الجحيم لوقتٍ معيَّن، ومن ثمَّ سيعودون إلى حالتهم الأصليَّة من البراءة[1]. يُسمِّي القديس يوحنَّا اللّاهوتيِّ، في سفر الرؤيا، الإدانة في الدينونة العامَّة بـ«الْمَوْتُ الثَّانِي» (رؤيا 20: 14).

بغية فهم عذابات جهنَّم بمعنى نسبيّ، وفهم الأبديَّة كنوعٍ من عصرٍ أو حَقَبَة – رُبَّما حقبةً طويلة، لكن لها نهاية – جرت محاولة في العصور الوسطى ترفض بشكلٍ عام حقيقة هذه العذابات، تمامًا كما تتمُّ اليوم مُحاولات مُماثِلة. تُقَدَّم في هذه المحاولة تصوُّراتٌ منطقيَّة: إذ يُشارُ إلى التَّبايُن بين عذاباتٍ كهذه وصلاح الله، كما هو الحال في التَّبايُن الظّاهِري بين الجرائم الوقتيَّة وأبديَّة العذابات بسبب الخطيئة، وكما هو الحال في التَّفاوُت بين هذه العذابات الأبديَّة وقَصْد الله النهائي من خلق الإنسان، الذي هو الغبطة في الله.

لكن ليس لنا أن نرسم الحدود ما بين رحمة الله التي لا توصف وعدله أو صلاحه. نعلم أنَّ الرَّبَّ «يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ» (1 تيموثاوس 2: 4)؛ لكنَّ الإنسانَ قادرٌ، من خلال إرادته الشريرة، أن يرفض رحمة الله وسُبُلَ الخلاص. يُعلِّقُ الذهبيُّ الفم في تفسيره لوصف الدينونة: «بعدما تكلَّم الرَّبُّ عن الملكوت قائلًا «تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ» أضافَ «الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ» (متى 25: 34). لكنَّه لم يتكلَّم على هذا النحو عندما تكلَّم عن النَّار، إنَّما قال: «الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ» (مت 25: 41). فإنّي قد أعدَدتُ لكم ملكوتًا، أمَّا النار التي أعدَدُتها فهي ليست لكم بل لإبليس وملائكته. لكن، اتَّهِموا أنفُسَكُم بما أنَّكم قد ألقَيتُم بأنفسكم في النار. (العظة 70 عن متى).

لا يحقّ لنا بأن نفهم كلام الرَّب بشكلٍ مشروطٍ فقط، أي كتهديدٍ أم كوسيلةٍ تأديبيَّةٍ يستخدمها المخلِّص. إن فَهِمناها كذلك نكون قد زَلَلنا لأنّ الرب لم يَغرُس فينا فَهمًا كهذا، ونكون قد خَضَعْنا لسخط الله كما قال كاتب المزامير: «لماذا أسخطَ الكافرُ الله؟ لأنَّه قال في قلبه: إنَّكَ لا تُطالِبُ» (مزمور 9: 33).

علاوةً على ذلك، فإنَّ مفهوم «الغضب» المتعلِّق بالله هو تشبيهيّ، هذا ما نتعلَّمه من تعليم القديس أنطونيوس الكبير، القائل: االله صالح، لا أهواءَ فيه، ولا يعتريه تَحَوُّلٌ. الإنسانُ يقبل بهذا القول كحقيقةٍ صادقةٍ، لكنَّه یَحارُ متسائلًا؛ أيُعقَل أن نقول إنَّ الله یفرحُ بالصَّالحینَ ويرحم من يكرِّمونه، لكنَّه یترك الأشرار ويغضب على الخطأة؟ الإجابة على هذا  التساؤل هي أنَّ االله لا یفرح ولا یغضب، لأن الفرح والسَّخط هي أهواءٌ؛ ولا يُكتَسبُ رِضاه بِما يقدِّمُه مُكَرِّموه، لأنَّ ذلك يعني أنَّه يرضخ للرَّغَبات والمُتعة... فالله صالح، ولا یصنع إلا الصلاح. إنه لا یَضُرُّ أحدًا، ویبقى كما هو علیه على الدّوام. أمَّا بالنسبة لنا نحن البشر، فإن بقينا صالحین بِمُماثَلَتِنا لله فنحن نتَّحد به، لكن إن صِرنا أشرارًا بعدم مماثلتنا له، نكون قد فَصَلْنا أنفسنا عنه. نلتصق بالله بِعَيشِنا حياةَ قداسةٍ، لكن إن صرنا أشرارًا نجعل منه عدوًّا لنا. لا يعني ذلك أنَّ الله سيغضب علينا ظُلمًا، بل إنَّ خطايانا الشخصيَّة هي التي تمنع الله من أن يُشرق فينا، وتُخضِعُنا للشياطين الذين سيعرِّضوننا للعقاب. وإن تحرَّرْنا من خطيئتنا بفعل الصلاة وأعمال الرَّحمة، لا نكون قد غيَّرنا الله باقتنائنا إيَّاه من جديد، إنَّما، من خلال أفعالنا والتِفاتِنا إلى الله، قد عالَجْنا شُرورنا واستَعَدْنا لذَّة تذوُّق صلاح الله. وبالتالي إن قُلنا إنَّ الله يَصرِف وجهه عن الأشرار، نكون كمن يقول بأنَّ الشَّمس تحجب ذاتها عن العُميان» (الفيلوكاليا-1).

أيضًا، إنَّ تعليق القديس ثيوفانيس الحبيس لهو جديرٌ بالانتباه؛ يقول: «سيذهب الأبرار إلى حياةٍ أبديَّة، أمَّا الخطأة المُتَشَيطِنين فإلى عذابٍ أبديّ في شركةٍ مع الأبالسة. هل ستنتهي هذه العذابات؟ إن كان لِمُماثلة الشيطان نهاية، عندها سيكون هناك نهايةٌ للعذابات أيضًا. لكن، هل سينتهي هذا التَّماثُل بالشيطان؟ سوف نرى ونُعايِن في حينِه. لكن حتى ذلك الحين، كما أنَّنا نؤمن بأنَّ الحياة الأبديَّة لا نهاية لها، كذلك علينا أن نؤمن بأنَّه ما من نهايةٍ للعذابات الأبديَّة التي تَتَهدَّدُ الخطأة أيضًا. ما من تَخمينٍ يُظهِرُ إمكانيَّة انتهاء الشَّر. لا يوجد أي شيء لم يُبصِرْه الشيطان بعد سقوطه! لقد ظهرت قوى الله بأشكال مُتَنَوِّعة! كيف سُحِقَ الشيطان نفسه بقوَّة صليب الرَّبّ! كيف هُزِمَ دهاؤه وخُبْثُه بِقُدرة الصليب هذه! ومع ذلك، لا يزالُ الشيطان غير قابلٍ للإصلاح، فهو يعارض باستمرار؛ كلَّما ابتعد، زاد عنادًا. لا، ما من أملٍ بأن يَصطَلِح! وبما أنَّه ما من أملٍ له، كذلك ليس هناك من أملٍ للإنسان الذي أصبح شيطانًا بتأثيرٍ من الشيطان. هذا يعني أنَّه هناك ضرورة للجحيم وللعذابات الأبديَّة»[2].

تُظهر كتابات النسَّاك القديسين المسيحيّين أنَّه كلَّما انجَلَت يقظة الإنسان، كلَّما ازداد فطنةً بشعوره بالمسؤوليَّة الأخلاقيَّة وبالخوف من إحزانِه لله، وكلَّما ازداد يقظةً تجاه حَتْميَّة العذاب عند الانحراف عن وصايا الله. لكنَّه على هذه المنزلةِ أيضًا ينمو الرَّجاء برحمة الله. الرَّجاء بهذه اليقظة وطلبِها من الرب، هو واجبٌ وعزاءٌ لكلٍّ منَّا. 

 

 

 

المصدر:

Pomazansky, Protopresbyter Michael. Orthodox Dogmatic Theology. Translated and edited by Hieromonk Seraphim Rose and the St. Herman of Alaska Brotherhood, 2009. Page 346.

 


[1]  نجد التّعليم عن إعادة تجديد الخليقة (αποκατάστασης - Apokatastasis) عند المجيء الثاني للمسيح في أعمال الرُّسُل 3: 19-21: «فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ، لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ. وَيُرْسِلَ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُبَشَّرَ بِهِ لَكُمْ قَبْلُ. الَّذِي يَنْبَغِي أَنَّ السَّمَاءَ تَقْبَلُهُ، إِلَى أَزْمِنَةِ رَدِّ كُلِّ شَيْءٍ (αποκατάστασεως)، الَّتِي تَكَلَّمَ عَنْهَا اللهُ بِفَمِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ الْقِدِّيسِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ». علينا أن نفهم كلمة Apokatastasis  هنا كتغييرٍ وتجديدٍ وتَجَلٍّ للإنسان والعالم عند القيامة العامَّة، كما ذَكَرْنا بإيجازٍ في هذا الفصل. لا يجب أن تُفهَم كـ«خلاصٍ شامل» لأنَّه مفهومٌ هرطوقيٌّ أوريجنّسيّ (نسبةً لأوريجنّس) يقول بأنَّ الجنس البشريّ بِأسْرِه، وحتى كلّ الشياطين، سوف يَلِجون أخيرًا إلى الغبطة الأبديَّة. المفهوم الأرثوذكسي لـ Apokatastasis موجودٌ في مجموعة كتابات القديس مَكسيموس المعترف: Ambigua، التي تحوي على دَحْضٍ وتصحيحٍ للأوريجنسيَّة.

[2]  يكتب القديس يوحنا الدمشقي: «يجب أن نعلم أنَّ السقوط بالنّسبة للملائكة هو مُساوٍ لِما هو الموت بالنّسبة للبشر. لأن بعد سُقوطِهم ليس لهم توبةٌ، وكذلك الأمر عند البشر بعد الموت». (المئة مقالة في الإيمان الأرثوذكسي 2: 4؛ FC Page, 210.)