القديس يوستينوس بوبوفيتش
صفحة القديس غريغوريوس بالاماس
وَحدُه إنجيلُ المسيح يُدرِك تمامًا سرّ الخطيئة وسَبَبَها وكل ما يتخفّى ضِمنَها. مَثَلُ الابن الشاطر في الإنجيل هو النموذج المثالي للخاطئ التائب. يُرينا الإنجيل أنّ الإنسان، من خلال إرادته الحرّة، بإمكانه مشاركة حياته مع الأرض أو مع السماء، مع الشيطان أو مع الله، مع الفردوس أو مع الجحيم. تُعَرّي الخطيئة الإنسان تدريجيًّا من كل ما هو إلهي بِداخِلِه، تُشِلّ كلّ مُيولِه ورغباته الإلهيّة، حتى تُلقيه أخيرًا في حضن الشيطان. عندها يَبلُغ الإنسان حالة رَعيِ خنازير سيّده، أي الشيطان. الخنازير هي الأهواء، وهي دائمةُ الجَشَع والشَّراهة. في حياة كهذه، يكون الإنسانُ البائسُ لا شيء سوى مُختَلِّ العقل.
في مَثَلٍ صارخٍ في الإنجيل، يقول الرب عن الابن الشاطر، "رجع إلى نفسه" (لوقا ١٥: ١٧). كيف رجع إلى نفسه؟ رجع إلى نفسه من خلال التوبة. بالخطيئة يصبح الإنسانُ مَجنونًا مُختَلًّا. كلّ خطيئة، حتى تلك التي تبدو وكأنها الأتْفَه، هي دائمًا اختلال للنفس. بالتوبة يعود الإنسان إلى وَعيِهِ ويصبح صحيحًا مُجَدَّدًا، يرجع إلى نفسه. ثم يصرخ بصوت عالٍ إلى الله، يَعدو إليه، ويبكي أمام السماء: "أبي، أخطأتُ إلى السماء وأمامك" (لوقا١٥: ٢١).
وماذا يفعل الآب السماوي؟ هو رحيمٌ دائمًا ورحمته غير مُتَناهية عندما يرى أحد أبنائه في حالة توبة. يَتَحَنَّن عليه، يركض، يُعانِقُه، ويُقَبِّلُه. يأمر خدّامه السماويّين، أي ملائكته القدّيسين: "أخرجوا الحلّة الأولى وألبسوه واجعلوا خاتمًا في يده وحذاء في رجليه. وقدّموا العجل المسمّن واذبحوه فنأكل ونفرح لأنّ ابني هذا كان ميتًا فعاش وكان ضالًّا فَوُجِدَ. فابتدأوا يفرحون" (لوقا ١٥: ٢٢-٢٤).
وهذا ما يحصل لكلّ واحد منّا، ولكلّ خاطئ يتوب. هكذا يكون فرح وسعادة في سماء الرب والإله الكلي الرحمة ومعه جميع الملائكة القديسين.
https://www.johnsanidopoulos.com/2020/02/the-prodigal-son-is-perfect-example-of.html