الأرثوذكسيَّة وروحانيَّة العصر الجديد

من مقابلة مع الميتروبوليت إيروثاوس مطران نافباكتوس

تعريب: نديم سلوم

 

سؤال: خلال العُقود الأخيرة المُنصَرِمة، سقطت مُجتَمَعات كانت في الماضي تعتبر نفسها مسيحيّة ضَحِيّةَ مدّ طوائف دينيّة زائفة مُتَعَدِّدة (متمَثِّلة باليوغا وطرق التأمُّل، الهَوَس بالأجسام الغامضة «UFO»، الشِّيَع الوثنية الجديدة...)، كلّ ذلك تحت مظلَّة ما يُسمَّى بحركة العصر الجديد (New Age). ما هو برأيك سبب شعبيَّة هذه الحركات وكيف على الكنيسة الأرثوذكسيَّة أن تتصرَّف بوجود «روحانية» العصر الجديد هذه؟

 

جواب: السبب في انتشار مختلف الهرطقات الدينيَّة الزائفة، ما يُسمَّى الشِّيَع الدينيَّة أو الوثنيَّة الجديدة، التي يقع العديدُ من أعضاء الكنيسة ضحيَّةً لها، هو أنَّ الكثير من الناس انفصلوا عن التقليد الصَّحَويِّ في كنيستنا. المعروف بالتقليد الصَّحَويِّ/الهدوئيّ للكنيسة، الذي يتكوَّن من الروح النبَويَّة والرسوليَّة والاستشهاديَّة للكنيسة الأولى، هو المِعيار الذي بواسطته تُمَيَّز الأفعال إن كانت من الله أو من الشيطان.

يعلِّم القدّيس غريغوريوس النيصصيّ أنَّ الهرطقات تزدهر عندما يغيب الأنبياء. هذا لأنَّ الرسل والأنبياء يعرفون كيف يميِّزون الحقيقة من الباطل.

بالإضافة إلى هذا، الناس في أيّامنا، وخاصةً الشباب، لا يجدون الرّاحة في السُّلوك المُتَّبَع، في الحياة الأخلاقيَّة الخارجيَّة. بدلًا عن ذلك، يبحثون عن أجوِبة لأسئلة وجوديَّة، يفتِّشون عن الحريَّة والسلام الداخليّ.

لذلك، ما نحتاجه في أيّامنا أكثر من أيّ شيءٍ آخر هو التقليد الهدوئيّ، الذي يُشكِّل أساس الإنجيل، مضمون الإفخارستيَّا المقدَّسة، جوهر الرسالة الرسوليَّة والآبائيَّة. هذه الروح موجودة بكثافة في الفيلوكاليا وأقوال الآباء الشيوخ. عندما تُقرأ هذه النصوص ضمن الهيكليَّة القانونيَّة للكنيسة الأرثوذكسيَّة، تُساعدنا في تجنُّب الضلال وكلِّ الأمور المرتبطة به.

 

المصدر:

https://www.johnsanidopoulos.com/2012/06/orthodoxy-and-new-age-spirituality.html