إيليا و«الصوت المنخفِض الخفيف» والكتاب المقدّس

القديس مكسيموس المعترف

تعريب: ماهر سلوم

يُعلِنُ الكتاب المقدّس مِعناه تدريجيًّا للحَواسّ العُليا في الذِّهن عندما يكون قادِرًا على التَّمييز وعدم التَّشَتُّت بسبب الكلمات المُعَقَّدة التي يقرؤها.

هذا الإعلان يشبه صوتًا مُنخَفِضًا وخفيفًا[1].

من خلال التَّخَلّي الكامل عن حركاته الطّبيعيّة، يستطيع هذا الذّهن أن يدرك المعنى فقط ببَساطَةٍ تُعلِن الكلمة الإلهيّة.

بهذه الطّريقة أُهِّلَ إيليا العظيم للرّؤيا في المغارة في حوريب.

إذ إنّ "حوريب” يعني "تَجَدُّد”؛ الذي هو حالَتُنا الفاضِلة في روح النّعمة الجديد.

المغارة هي احتجاب الحكمة الرّوحيّة حيث يختبر مَن يدخل فيها سِرّيًّا المعرفةَ التي تَفوق الحَواسّ.

هذه هي المعرفة حيث يمكن للإنسان أن يجد الله.

لذا، كلّ من يبحث عن الله حقًّا، كما فعل إيليا العظيم، لن يَجِدَهُ على حوريب فحسب – أي كَناسكٍ يمارِس الفضائل.

سوف يلتقي بالله أيضًا في مغارة حوريب، أي كَتَأمُّليّ في مكان الحكمة الخَفيّ الموجود فقط في شيمة الفضائل.

عندما يَنفُض الذّهنُ التَّشّتُّتَ الذي يقيّدُه، يظهر حينها معنى الحقيقة الواضح ويمنح الذّهن ضَماناتٍ بِصحّة المعرفة.

تُعطى هذه الضَّمانات بعد أن يطرد الذّهنُ الاهتماماتِ التي كانت كالقُشور على العَينَين[2]، تمامًا كما حصل مع القديس العظيم بولس الرّسول.

إذ إنّ الأفكار عن مُجَرَّد الحرف في الكتاب المُقَدَّس، والأخذ بعين الاعتبار بالأمور المنظورة التي تُعيق الفهم، هي حَقًّا قُشور تَحجُب البَصَر في النفس وتُعيق الوصول إلى معنى الحقيقية النقيّة.

 

 

 

Gnostic Chapters 74-75.

المصدر

 

https://www.johnsanidopoulos.com/2012/07/elijah-still-small-voice-and-scripture.html

 

[1]. أنظر 1 ملوك 12:19 (المُعَرِّب)

[2]. أنظر أعمال 18:9 (المُعَرِّب)