ما هي مشيئة الله؟

الأرشمندريت سيميون كرايوبولس

الأرشمندريت سيميون كرايوبولس

تعريب جولي سعد

لا أعلم مشيئته...

بين الحين والآخر، يتساءل بعض الناس: «ولكن ما هي مشيئة الله؟ لا أعلم ما هي مشيئته».

 ما الذي لا تَعلمه؟ ألا تعلم، مثلًا، أنّه عليك أن تصلّي أكثر ممّا تُصَلّي الآن؟ هل فعلًا يجب على أحد أن يخبرك بذلك؟ ألا تعلم أنّ هذه الصلاة الصغيرة التي تصلّيها يجب أن تُرَدِّدَها من كلّ قلبك؟ ألا تعلم أنّه يجب ألّا تَرُدَّ بالكلام على أحد وأن لا تكلّمه بطريقةٍ تُحزِنه؟ ألا تعلم أنّه عليك أن تساعده؟ ألا تعلم أنّه عليك أن تُسامِحه، وتتحمّله، وتحبّه؟ ويجب أن تصلّي من أجله؟ ألا تعلم أنّه عليك أن تكون صَبورًا وألّا تغضب؟

قُم بما تعلَم. وعندما يرى الله أنك تقوم بذلك بِصِدقٍ لمعرفة مشيئته بإستمرار، سيجد طريقة كل مرّة ليوضّحَ لك ما لا تعلمه.

الاستمرار في القيام ببداية جديدة، لا يعني أن نقوم بأمور غير مُتَوَقَّعة. بدلًا من ذلك، سنقوم بالأمور التي نعلمها، الأمور المألوفة، ولكن بروحٍ أخرى أو بنفسيّة أخرى. وفيما ندرس المسألة بِرُمَّتِها، سنفهمها وسنقوم ببداية جديدة - اليوم، غدًا، وفي اليوم التالي، ولن ينتهي هذا أبدًا. لن يشعر أيّ شخص بالتعب ويقول: «لقد سئمت أن أبدأ من جديد». على العكس، كلّ يوم سوف تشعر بداخلك بضرورة القيام بذلك. ويمكنني القول أن هذا سيكون شاهدًا، علامة، دليلًا، على أن قسمًا آخر من لاوعيك، قد خرج من الظُّلمة وهو الآن تحت سيطرتك. عند هذه النقطة، أنت تضعه تحت نعمة الله، وهذا ما يجعله مقدسًا. أيُّ شرٍّ، أيُّ عيبٍ، سيتبدّد ويتطّهر بالنعمة، وتبقى روحك فقط نقيّة.

هكذا، في كلّ لحظة وفي كلّ حالةٍ معيّنة، تذكر أنّك قمتَ ببداية، وسلّمتَ نفسك مرةً أخرى إلى الله – وأن قسمًا لا يمكن التَّحَكُّم به قد خرج من اللاوعي وأصبحتَ الآن قادرًا على التَّحَكُّم به - ستحاول جاهدًا أن لا تَدَع هذا القسم يتغلّب عليك، وأن لا تقوم بما يَحُثُّك أو يدفعك على القيام به. ولكن ماذا بعد ذلك؟ قُم بما يقوم به قدّيسٌ، قُم بما يقول لك المسيح في تلك الساعة.

وبهذه الطريقة، في كلّ لحظة تكون في مشيئة الله وليس في مشيئتك.

المصدر:

https://www.orthodoxpath.org/spiritual-life/what-is-the-will-of-god