تعريب: نديم سلُّوم
في سبت أسبوع التجديدات، تمَّ إعداد خدمة لتذكار الآباء القديسين لِمَن يُسمَّون بحركة "الكولِّيفاديس". كان هؤلاء الرهبان الذين من جبل آثوس بشكل خاص قد علَّموا التمسُّك بالعقيدة والتقليد الأرثوذكسي المقدَّس وسط موجات الفكر الغربي والعَلْمَنة خلال سنوات الحكم التركي لليونان. تشمل هذه اللائحة آباء قديسين محبوبين في الكنيسة مثل: القديس نيقوذيموس الآثوسي والقديس مكاريوس (نوتاراس) الكورنثي والقديس أثناسيوس من باروس والقديس باييسيوس فليتشكوفسكي والقديس نكتاريوس (العجائبي) من آيينا والقديس قزما الإيتولي والقديس سابا من كاليمنوس والقديس نيقولاوس بلاناس وآخرين. يناقش الملخَّص التالي مسألة الجبل المقدس والكولِّيفاديس الذي وضعه الراهب موسى الآثوسي.
في منتصف القرن الثامن عشر، نشأ نقاش لاهوتي خطير في جميع أنحاء الجبل المقدس فيما يتعلَّق بمسائل إقامة خدمة الراقدين والمناولة المتواترة وغيرها من الأمور المرتبطة بالتقيُّد الصحيح بالتقليد الأرثوذكسي. كانت نقطة البداية لهذا الجدال الطويل هي بناء الكنيسة المركزيَّة في إسقيط القديسة حنَّة (1754). السؤال المطروح هو ما إذا كان سيتمُّ إقامة تذكار المؤسِّسين والمُتَبَرِّعين يوم السبت أو الأحد وعلى أي وَتيرة يجب على الرهبان أن يُشارِكوا بالمناولة الإلهيَّة. فرَّق هذا الجدالُ الرهبانَ، والذين أصرُّوا على إقامة ذكرانيَّات الراقدين يوم السبت أُطلِق عليهم بسخرية لقب "كولِّيفاديس" (نسبةً للكوليفا أو القمح المسلوق المقدَّم في خدمة الراقدين). مع ذلك، يبدو أنَّ وراء عِنادِهم الواضح كان لديهم معرفة عميقة بالتقليد الكنسي وحاربوا بشدَّة من أجل أصالَتِه وتَنقِيَتِه من الضلال. هكذا أصبحت تسمية "كولِّيفاديس" لقبًا مُشَرِّفًا وكانت هذه الحركة مسؤولة عن التجديد والنهضة المثمرة. بالفعل قاد هذه الحركة الوَرِعة ثلاث قديسين: مكاريوس نوتاراس ونيقوذيموس الآثوسي وأثناسيوس من باروس، وجمعوا حولهم مؤيِّدين وعلماء بارزين أمثال نيوفيطوس الكافسوكاليفي وخريستوفوروس آرتينوس وأغابيوس القبرصي ويعقوب البيلوبونيزي وبولس الناسك وثيوذوريتوس من دير آسفيغمنو وآخرين. اختار البعض منهم النفي الطوعي ولجأوا إلى البَرِّ اليوناني أو إلى الجزر اليونانيَّة حيث أسَّسوا عشرات الأديرة والتي بقي منها اليوم عدد لا بأس به. وهكذا نرى مكاريوس نوتاراس في خيوس ونيفُن في سكياثوس وديونيسيوس من سكياثوس في سكيروس وإيروثيوس في هيدرا مع العديد من التلاميذ والأصدقاء المُنتَمين لهذا التقليد الآثوسي الذي غذَّى الرهبان والقديسين. اشتهرت هذه الأديرة التي أسَّسوها بالحيويَّة والخدمة. وضعت البطريركيَّة المسكونيَّة بقرار من المجمع المقدس حدًّا لمسألة "الكولِّيفاديس" بالحكم أنَّ إقامة ذكرانيَّات الراقدين ممكن أن تحصل حسب ما تقتضيه الظروف ويمكن أن تحصل المناولة المتواترة مع استعداد مناسب، ويجب الالتزام بجوهر الحياة وليس بالشكل الخارجي.
الطروبارية باللحن الأول. وزن: قد ظهرتَ مستوطن البرية. (ضبطها على الوزن الأصلي رهبان دير رقاد والدة الإله – حمطوره)
لنكرِّم جوقة الآباء الكولِّيفاديس. وكلاء النعمةِ والخدَّامَ الأمناءَ للروحِ القدسِ. الكارزينَ بإنجيلِ الرَّبّ. في الزَّمنِ الرَّديءِ والصَّعب. كالشمسِ أشرقوا طاردينَ. ظلمةَ الضَّلالةِ عن النفوس. فافرحوا يا مصافًّا إلهيًّا. إفرحوا يا افتخارَ الأمَّةِ. إفرحوا يا مشاعلَ الحقّ والمفسّرين للإيمان.
https://www.johnsanidopoulos.com/2010/04/feast-of-synaxis-of-holy-kollyvades.html