هل النّور المقدّس في القدس خدعة؟

ردٌّ للمتروبوليت أثناسيوس من ليماسول

تعريب جنيفر سعد

 

سافرتُ الى الأراضي المقدّسة واختبرتُ الأسبوع العظيم هناك. خلال الاحتفالِ بفيضِ النورِ المقدّسِ، كنت قريبًا من البطريرك، خارج القبر طبعًا.

ما يمكنني ان أرويه هو التّالي:

فيما يتعلّق بكيفيّة إضاءة البطريرك للشّموع داخل القبر المقدّس، فأنا لم أرَ ذلك. لم أكن لا أنا ولا أحد في الدّاخل. ولا حتى حارس القبرِ كان في الدّاخل. البطريرك وحدَهُ يعلم. هو يعلم ما إذا كان يُضيئها بولّاعة أو بأيّ شيء آخر. لدينا شهادات تاريخيّة على مدى قرون عديدة تقول إنّ شموعَ البطريرك تشتعل بمفردها.

إنّ ما شاهدته عندما كنت في كنيسة القيامة، هو أنّه وقبيل خروج البطريرك وتوزيع النّور المقدّس على الشّعب، وفيما كنت واقفًا أراقب ما يحصل حولي، أُضيئت شموع الشّعب الواقف عند قبّة القبر تلقائيًّا. وكذلك أُضيئت شموع أحد الأشخاص الواقفين أمامنا من تلقاء نفسها. كانت هناك أيضًا امرأة مسنّة من أثينا لم تتمكّن من دخول كنيسة القبر المقدَّس، فوقفت في الخارج عند السّلالم تبكي لعدم تمكّنها من الدّخول، فأضيئت شموعها هي الأُخرى تلقائيًّا. لقد أخبرتني بذلك بنفسها. كما وأُضيئت شموع امرأة أُخرى كانت واقفة على الشّرفة.

وهكذا أُضيئت شموع البطريرك بطريقةٍ ما، لا أعلم كيف. ولكن كيف أُضيئَت شموع أولئكَ الناس؟ ما شاهدتُه هو النّور المقدّس مثل برقٍ أزرقٍ سماويٍّ يمتدّ أفقيًّا. عندما سألتُ الشّخص الواقف بقربي إن كان قد رأى شيئًا، أجاب بأنّه شاهد صواعقَ برقٍ عاموديٍّ. رأى شخص آخر ضوءًا كرويّ الشّكل، وآخرُ لم يرَ شيئًا. لو كان الأمرُ مشروعًا تكنولوجيًّا، ألم نكن لِنرى جميعنا الشّيء عينه؟ كيف رأيتُ أنا النّور يمتدّ أُفقيًّا وآخر رآه على شكل عاموديّ وآخر كرويّ الشّكل؟ أخبرني راهبٌ بأنّه رآه على شكل سحابة منيرة فوق القبر المقدّس. كلٌّ يرى حسب حالته الخاصّة. ما يَسعني أن أقول أكثر من ذلك؟ أمّا بالنّسبة لما يجري مع البطريرك، فليكتشفوا بأنفسهم.

إسمح لي أن أقول التّالي: بإمكان الأرمن في الخارج أن يروا ما يفعله البطريرك في الدّاخل. لو كان الأمر عمليّةَ احتيالٍ، كالقول بأنّ البطريرك يُشعلها من قنديل زيت، ألا تعتقد أنّهم كانوا لِيَكشفوا عمليّة الاحتيال هذه، نسبةً لرغبتهم بتولّي مراسيم النّور المقدّس والقبر المقدّس؟ تقدّم أخوية الدّير العامود الموجود خارج القبر المقدّس كإثبات على النّور الفائض من هناك، لأن السّلطات التّركيّة منعت البطريرك الأرثوذكسي من الدّخول ومنحته للأرمن. وبدلًا من قيام الأرمن بذلك، شقّ النّور المقدّس العامود وفاض منه للبطريرك الأرثوذكسيّ. هذه هي شهادات العصور.

سألتُ بنفسي القدّيس باييسيوس بعد عودته من القدس: "أيّها الشّيخ، هل رأيت النّور المقدّس؟" فأخبرني أنّه لم يكن هناك في زمن الفصح. لكنّه قال لي: "لدى جميع الأماكن المقدّسة وخاصّة القبر المقدّس، نور مقدّس دائم". إلّا أنّنا لا نراه. لا يفيض النّور المقدّس يوم السّبت فقط، بل مرارًا كثيرة وفق شهادات الحجّاج وأخويّة القبر المقدّس، إنّه يظهر عند القبر المقدّس وفي أماكن مقدّسة أخرى. حتى قناديل الزّيت في الجبل المقدّس تُضاء تلقائيًّا، كما تمتلئُ الأواني بالزيت أيضًا. قد حدث في أيّامنا في دير سيمونو بيترا، أن كانت كلّ الأواني فارغة، ولكنّها امتلأت بين ليلة وضُحاها. وفي الصّباح، توجّه الآباء الى هناك ليرَوا الأواني فائضة بالزّيت. نحن نتحدّث عن أطنانٍ، من الزّيت لا عشرة أرطال أو شيء من هذا القبيل. حصل ذلك في الكثير من الأماكن، مثل دير فاتوبيذي وأماكن أخرى. ليست العجائب غريبة بالنّسبة لنا، بل هي أعمال الله. إن أراد أحدٌ أن يشكّك بذلك، فليقم بذلك كما يراه مناسبًا. 

https://www.johnsanidopoulos.com/2020/02/is-holy-light-of-jerusalem-scam.html?m=1