القدّيس تيخون زادونسك
(تعريب: روي صوايا)
الكلام السّيّء هو شرّ عظيم. إنّه لأمر مزعج جدًّا أن يندفع إليك الآخرون ويحاربوك.
هذا يحدث فجأة من حيث لا ندري. أحيانًا هذا يكون حُكمًا عادلًا من الله علينا، وأحيانًا لا.
في الحالة الأولى، عندما نَلوم ذاتنا لأننا أذْنَبنا في أفعالنا وأعمالنا الشّريرة، ونَسَبْنا إلى الآخرين تعييرات مُشابهة لتلك المُوَجَّهة إلينا، فمن واجبنا ألّا نتحدّث عن مقدار ما عانَيْنا منه ولكن لنتأكّد من أنّنا نضع الأمور وذواتنا في النِّصاب الصّحيح. عندئذٍ ستتوقّف الحرب ضدّنا.
في حال تكلّموا عنّا بسوء ولم نستطع أن نتذكّر أنّنا ارتكبنا أمرًا ضد الآخرين، فمن الطّبيعي أن نشعر بالانزعاج.
لكن ربما يجب علينا أن نعتبر أنّنا، حتّى في هذه الحالة، لسنا أبرياء كما نعتقد. ربما تصرّفتُ بسوء مع الآخرين بدون إدراك أو بدون قصد. ربّما حكمتُ على الآخرين او أدنتُهم.
لاتنسوا أبدًا بأنّكم سوف تُكالون بالمعايير التي تكيلون بها أنتم، سوف تُحاكَمون على أساس خطاياكم.
في نفس الوقت، هناك شيء آخر علينا ألّا ننساه: ليس كلّ هجوم ضِدّنا هو أمر سيّء، بل هو بركة أيضًا. هذا يساعدنا لنصبح أفضل ونكتسب التّواضع. اللّسان الشّرير، اللّسان السّام هو "ملاك الشّيطان" بحسب قول القدّيس بولس (٢كور١٢: ٧)، أُرسِل من الله "لِيَلطمَنا" ليَمنعَنا من التّكبّر. ليساعدَنا في كبح غُرورِنا، ونَظْرتِنا المُتَعالية بنفسنا، ورِضانا الذّاتي.
يسمح الله بهذا الأمر كي يجعلنا ننظر إلى نفسِنا نظرة جيدة. لأنّه فقط عندما ننظر إلى الداخل، في عالمنا الدّاخليّ، في الطّريقة التي نتفاعل بها مع مثل هذه الهَجمات الكلامِيّة، يمكننا أن نفهم ما هو مخفيّ بداخلنا، الغيظ والغضب أم اللُّطف والوَداعة؟
إذا رددتَ على الشّتائم المُوَجَّهة إليك وشَهّرتَ باستياءٍ ومرارة، فمن الواضح أنّك مليءٌ بالغيظ والغضب.
إذا رددت بالصّبر والتّسامح، فأنت تتمتّع بالسّلام الداخليّ والوداعة.
لذا علينا ألّا ننسى: الشّتائم، والتّشهير، والتَّهَجُّم في الكلام تساعدنا لنفهمَ ما نحوي في داخلنا، هي تساعدنا لندرك ما هي حالتنا الدّاخلية، إنّها ليست أمرًا بسيطًا.