المحبة بالحق (الجزء الرابع)
الجزء الرابع
إعداد قسطنطين زلالاس
(ترجمة ماهر سلوم ونديم سلوم)
القوانين المقدّسة عن المسكونية
- أي قس أو أسقف أو شمّاس صلّى مع المُبتَدِعين فليُقطَع من الشركة، أمّا إذا سَمَح لهم أن يُقيموا أيّة خدمة في أي رتبة إكليريكية فليَسْقُط. (القانون 45 الرسولي)
- أي إكليريكي أو عامّي يدخل إلى مجمع اليهود أو المُبتَدِعين (الهراطقة) ليصلّي فليَسْقُط الأول وليُقطَع الآخر من الشركة (القانون 64 الرسولي)
لا تستخدم القوانين الكنسيّة الديبلوماسيّة، لذلك يهوى المسيحيّون المتَعَصرِنون[1] الإزدراء بها في أيّامنا هذه.
الآباء والحق: أقوال متفرِّقة لآباء قدّيسين ولاهوتيّين عن المسكونية والتعاطي مع الهرطقة
- “إن تخلّى كاهن أو أسقف (الذين هم أعْيُن الكنيسة ذاتها) عن الكنيسة وسَبّبوا الفضائح والعَثَرات للمؤمنين، من الضروري أن يُعزَلوا عن الخدمة. من الأفضل لكم أن تجتمعوا في منزل للصلاة (من دونِهم) من أن تكونوا معهم، كما هي حال حنّان وقيافا في نار جهنّم"
(القديس أثناسيوس الكبير، PG 26, 1257 C)
- “يُعتبر الجهاد ضد الهرطقات أسمى درجات المحبة تجاه الهراطقة بينما التسامح مع الهرطقة والتغاضي عنها هو محبة بغيضة وكراهية مبطّنة. تَتَربّص أسوأ أشكال الكراهية للإنسان في عالم المسكونية الباطلة (نظرية الأغصان). تجدر الإشارة إلى أنّ القدّيس مكسيموس المعترف أصدر بيانًا يُدين التسامح مع الهراطقة حين قال: ’إن السعي لمنح السلطة لإيمان باطل هو تحديدًا إنعدام المحبة الإلهية والبغض تجاه البَشَريّة، ممّا يساهم في الإمعان في دمار الذين يتمسّكون بالهرطقة’.”
(الأرشمندريت اسبيريدون بيلاليس، Orthodoxy and Papism [Athens, 1969])
- “...لا تتعاطوا بأي شيء مع المُنشَقّين وخاصة الهراطقة… كما تعلمون، لقد تحاشيتُهم بنفسي بسبب هرطقتهم المُعادِية للمسيح”
(القديس أنطونيوس الكبير، حياة القديس أنطونيوس للقديس أثناسيوس الكبير، 91)
“لا تثق بصاحب الإيمان الخاطئ، لكن يمكنك الثقة والإنصات للذي ’لا يعيش بالبِر’ لكنه ذو إيمان صحيح. لأنّ الذي يعيش بالسوء لن يُرشِد الآخرين بالعيش مِثله… لكن ذا الإيمان الخاطئ والفاسد سوف يعلّم كافة الناس بالخطأ.”
(القديس إيكومينيوس)
- “اليوم، فيما تعاليم الآباء بِجُمْلَتِها تتعرّض للهجوم وفيما هناك دمار كثير في الإيمان، نرى أنّ أفواه المؤمنين صامتة"
(القديس باسيليوس الكبير، Epistle 92)
- "إن كان هناك البعض مِمّن يدّعون الإيمان الأرثوذكسيّ ومازالوا على علاقة مع غير الأرثوذكس، وبعد إعطائهم التوجيهات اللازمة اختاروا ألّا يَفصلوا أنفسهم عنهم، يجب ألّا تشتركوا معهم فحسب بل لا تَدْعوهُم أخوة أبدًا.”
(القديس باسيليوس الكبير، Patrologia Orientalis, Vol. 17, p. 303)
- “حَذْفُ شيء مِمّا كُتِب أو إضافة شيء لم يُكتَب من قَبْل هو كبرياء وسقوط واضح من الإيمان"
(القديس باسيليوس الكبير)
- “ثابِروا في جهادكم حتّى ينطفئ لهيب الهرطقة، قبل أن تقضي على الكنيسة"
(القديس باسيليوس الكبير، Epistle 243)
- “كما تحوّل الأفاعي والعقارب وباقي الحيوانات السامّة الغذاء الحقيقي إلى سمّ، هكذا الهراطقة وقليلو الأدب يُفْسِدون كلمات الإنجيل الصالحة مُحَوِّلين إيّاها إلى شر"
(القديس بوليكاربوس أسقف إزمير)
- “حتى إن كان أحدهم يتبرّع بكل مال العالم لأعمال المحبة وكان في شركة مع الهراطقة، لا يكون صديقاً لله بل عدو...”
(القديس ثيودورس المعترف، PG 99, 1205)
- “يعلن الذهبي الفم أن ليس فقط الهراطقة بل الذين في شركة معهم هم أعداء الله.”
(القديس ثيودوروس المعترف/الستوديتي، رسالة إلى الأب ثيوفيلس)
- “الأرثوذكسيّة هي الكنيسة الوحيدة والحقيقة الوحيدة. رسالتُها المسكونيّة لا يمكن أن تكون إلّا الإعتراف الكامل بهذه الحقيقة. إنّ المسيحيّة الغربيّة ضَلّت بالعقلانيّة وفَقَدَتْ المعنى الحقيقيّ واقتناء السرّ الإلهيّ بالإضافة إلى كمال الخلاص. أعتبر أنّه من المهم جدًّا المناداة بهذه الحقيقة باستعمال كافة الطرق لأن خطر الإنزلاق لنظريّات النِّسْبِيّة لَعَظيم، حتّى بين صفوف اللاهوتيّين الأرثوذكس.”
(الأب ديميتري ستانيلوي)
- “إنتبهوا لأساقفتكم في ما يَخُصّ استقامة رأيهم كَيْلا يَصِلوا لتعليم ما يناقض الحقيقة أو أن يشتركوا مع الهراطقة والمُنشَقّين. أما في ما يخصّ الأمور الأخرى، هم يتصرّفون بجهل لأنّ الأيام شرّيرة، وسوف يُحاسبهم الربّ وحده.”
(القديس جناديوس سكولاريوس)
- “لن يدخل الهراطقة ملكوت الله لأنّهم بإنكارهم واحدة من حقائق الإنجيل أو أكثر فهم يقطعون أنفسهم من الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة والرسولية. لقد شهد تاريخ الكنيسة العديد من الهراطقة عبر السنين. اليوم هناك هراطقة مُماثِلون، هناك ما يزيد عن مئة هرطقة تبحث عن كسب أعضاء جُدُدٍ بينها. إحذروا يا إخوتي المسيحيّين من جميع هذه. لا تتعاطوا معهم حتّى إن كانوا بين أهلكم وإخوتكم. يقول رسول المحبة ما يلي: ’ولا تقولوا له سلام’.”
(الأرشمندريت خارلمبوس فاسيلوبولوس)
- "إنّه من الأفضل أن تختار حربًا جديرة بالمديح، من أن تُقيم سلامًا يَفصُل عن الله”
(القديس غريغوريوس اللاهوتيّ)
- “الإيمان الذي تعلّمتُه من الآباء القدّيسين، الذي علّمتُ دومًا من دون تَعْديله بحسب الأوقات، لن أتوقّف عن تعليم هذا الإيمان، وُلِدتُ فيه وأحيا به.”
(القدّيس غريغوريوس اللاهوتيّ، Oration 33, Against The Arians, and Concerning Himself)
- “الواقع أنّ إنجازات الماضي الروحانيّة لا يبدو أنّها دائمًا ذات تقدير، بالعكس، إنّ بعض اللاهوتيّين ’الأرثوذكس’ المعاصرين ينظرون إليها ببعض الإزدراء. هذا لا يجلب شهادة حسنة لوجدانهم العقائديّ ولا يعطي الإنطباع أنّ التقليد حيّ فيهم، خاصة أن هؤلاء اللاهوتيّين مُسْتَعِدّون لخيانة آبائهم.”
(فلاديمير لوسكي)
- "يا إخوة، لقد درستُ ما يقارب الأربعون أو الخمسون عامًا. وقرأتُ العديد من الكتب حول اليهود والمُشْرِكين والمُلحِدين والهراطقة. درستُ أيضًا أعماق الحكمة والفلسفة. كلّ الإيمانات الأخرى خاطئة ومُزَيّفة. وحده إيمانّنا المسيحيّ الارثوذكسيّ هو المقدس والحق."
(القديس قوزما الإيتولي)
- “فليحرقوا أجسادكم وليطحنوها، فَلْيَسْتَولوا على ممتلكاتكم! لا تقلقوا، فليأخذوا كل هذه، هي ليست لكم في جميع الأحوال. أنت بحاجة فقط للنفس وللمسيح! بِهَذَيْن، حتى لو اجتمع العالم بأسره عليكم، لن يستطيعوا الإستيلاء عليهما إلّا إذا تخلّيتم عنهما طوعًا.”
(القدّيس قوزما الإيتولي، Father Kosmas The Apostle of the Poor: Fourth Teaching, by Nomikos M. Vaporis. Holy Cross Orthodox Press, Brookline, Massachusetts)
- “إفرحوا ولتبتهج وجوهكم إذ لكم البركة أن تكونوا مسيحيّين أرثوذكس أتقياء. من جهة أخرى يجب أن تبكوا وتحزنوا لعديمي التقوى والملحدين والهراطقة الذين يسيرون في الظلام في يد الشيطان.”
(القدّيس قوزما الإيتولي، Father Kosmas The Apostle of the Poor: First Teaching, by Nomikos M. Vaporis. Holy Cross Orthodox Press, Brookline, Massachusetts)
- “يتألّف طريق القداسة من أمْرِيْن: تعاليم تقوى صحيحة وأعمال صالحة. الإيمان الحقيقيّ ليس مقبولاً عند الله بدون أعمال صالحة، كما أن الأعمال الصالحة ليست مقبولة منه بدون الإيمان الصحيح والعقيدة البارّة.”
(القدّيس كيرلّس الأورشليمي، Fourth Catechetical Lecture, On the Ten Points of Doctrine, 2)
- "يستحيل إستعادة السلام من دون حلّ سبب مشكلة الانشقاق وهو أولية البابا رافعًا نفسه كمساوٍ لله."
(القدّيس مرقس الأفسسي)
- “جميع معلّمي الكنيسة العظماء والمجامع والكتب المقدّسة توصي بالإبتعاد عن الهراطقة والإمتناع عن الشركة (المناولة) معهم”
(القدّيس مرقس الأفسسي، St. Mark of Ephesus Encyclical Letter, July 1440, St. Mark of Ephesus and the Union of Florence, Jordanville, N.Y., 1963, pp. 331-8)
- “لقد ثَبَتَ أنّ كل عمل أو قول لم ينطق به الآباء القدّيسون هو ابتكار مُسْتَحدَث.”
(القدّيس مكسيموس المعترف، Patrologia Graeca, Vol. 91 col. 216c)
- “أكتب هذه الأمور لا لأُسَبِّب الأسى للهراطقة ولا لأفرح بسوء معاملتهم، حاشا! بل بالأحرى فَرِحًا ومُبتهجًا بعودتهم. فماذا يرضي المؤمنين أكثر من أن يَرَوا أبناء الله المُتَفَرِّفين مَجموعين مُجَدّداً كواحد؟ ولا أشجّعكم أن تعطوا الأفضليّة للقساوة قبل المحبة للناس. لستُ مخبولاً لهذه الدرجة! أتوسّل إليكم أن تعملوا وتؤدّوا الصلاح لجميع الناس باجتهاد واحتراز، مُحْسِنين في الجميع للجميع، بحسب الحاجة التي تَرَوْنَها. أريد وأصلّي أن تكونوا حازِمين ومتشدّدين مع الهراطقة فقط بألّا تتعاملوا معهم، وألّا تُؤيِّدوا بأي شكل من الأشكال إعتقاداتهم الفاسدة. إنّني أؤمن أنّه من الكراهية تجاه الإنسان وانفصال عن محبة الله عندما يحاول شخص أن يعطي شرعيّة لإيمان خاطئ، فهذه الطريقة سوف تُمْعِن في إفساد أتباعه.”
(القدّيس مكسيموس المعترف، Patrologia Graeca, Vol. 91 col. 265c)
- "لا كنائس البابويّين ولا البروتستانت يمكننا اعتبارها كنيسة المسيح الحقيقيّة. فالأولى (البابويّة) تَغَيّرت بسبب العديد من الإبتداعات المُضافة والحكم المطلق (أوليّة البابا) وعليه انشقّوا عن الأرثوذكس. بينما البروتستانت صار لهم نفس المشاكل بسبب ابتداعاتهم غير المعدودة والتي قادَتْهم إلى الفوضى والضياع. وحدها الكنيسة الارثوذكسيّة حافظت على تعاليم المسيح من دون أية شائبة أو ابتداع. الوحدة توجد فقط في الكنيسة الأرثوذكسية. الوحدة التي من أجلها تَوَسّل المخلص إلى الآب قائلاً: أيّها الآب القدوس احفظهم في اسمك الذين اعطيتني ليكونوا واحدًا كما نحن"
(القدّيس نكتاريوس العجائبيّ أسقف المدن الخمس)
- "إنّ أولئك مَن لم يولدوا من جديد بواسطة النعمة الإلهيّة في الكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية، لا يَأْلَفون أي كنيسة منظورة أو غير منظورة"
(القدّيس نكتاريوس العجائبي أسقف المدن الخمس)
- "من خلال عقيدة عصمة البابا التي أعلَنَتْها فقدت الكنيسة الغربية حُرِّيَتَها الروحيّة. كما أنّها فقدت جمالها وتوازنها وتَجَرَّدت من غنى نعمة الروح القدس، ومن حضور المسيح بالروح والنفس وانْتَهَت بذلك إلى جسدٍ ميت. نحن حقَّا حزانى بسبب هذا الظلم الذي تعرّضت له الكنيسة ونُصَلّي من أعماق قلوبنا أن ينير الروح القدس عقل وقلب البابا الكلي الطوبى لكي يرجع إلى الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسوليّة التي اُخذ منها، وهذا ما كان يجب أن يحدث"
(القدّيس نكتاريوس العجائبيّ أسقف المدن الخمس)
- “إن كان النقاش والأسئلة المطروحة تتعلّق بالإيمان وتقليد كنيستنا، فحينها يجب حتى على المُسالمِين والصامِتين أن يُدافعوا عن هذه الأمور.”
(القدّيس نيقوديموس الآثوسيّ، Aoratos Polemos [Unseen Warfare], Athens: Panagopoulos, 2003)
- “حتى إن نجح بعض الأساقفة المُزَيَّفون، الواقعين في الهرطقة، في خداع واستمالة عدد من الجهلة وفي جمع عدد كبير من المُناصِرين، فَهُم خارج جدران الكنيسة المقدّسة. لكن حتّى إن بقي عدد قليل في الأرثوذكسيّة والتقوى، فَهُم في الكنيسة وفيهم تكمن السلطة في حماية الكنيسة وأسرارها المقدّسة. وإن توجّب عليهم الجهاد في سبيل التقوى الحق، فهذا يساعد من دون شك في مجدهم الأبديّ وخلاص نفوسهم.”
(القدّيس نيكيفوروس المعترف، PG 100, 844D)
- “لذلك أحثّكم ألّا تَفتُروا في شدائدكم بل أن تَنْتَعِشوا بمحبة الله، وأن تُنَمّوا غيرتكم يوميًّا عارفين أنّكم سوف تُحفَظون لتكونوا البقيّة للدين الحق التي سَيَجِدُها الرب حينما يأتي إلى الأرض. لا تتزعزعوا حتّى إن خرج الأساقفة من كنائسهم. إن قام خَوَنة بين الإكليروس ذاتهم، لا تجعلوا هذا يَنْتَقِص من ثقتكم بالله. نحن مُخَلَّصون لا بأسماء بل بالإعتقاد والقصد والحب الحقيقييّ لخالقنا. افتكروا في الهجوم ضد ربنا، كيف نَصَب رؤساء الكهنة والكتبة المؤامرة، وكيف وُجِدَ قِلّة في الشعب ممن اقتبلوا الكلمة بحق. تذكّروا أن الذين يَخْلُصون ليسوا الأكثرية بل المختارون من الله. لا تخافوا إذن من جموع الناس الكثيرة الهائجين مع الرياح كمياه البحر. إن كان أحد يخلص، مثل لوط في صدوم، عليه أن يعتصم بالحكم الحق، حافظاً رجاءه بالمسيح غير متزعزع، فالرب لن ينسى قدّيسيه. سلّموا على جميع الإخوة بالمسيح، صلّوا بحرارة من أجل نفسي الشقيّة.”
(القدّيس نيكيفوروس المعترف، الرسالة 257)
- “أي شخص قادر أن يقول الحق ويبقى صامتًا سوف يُدان من الله بشدّة، خاصة في هذه الحال، حيث الإيمان وأساس الكنيسة الأرثوذكسيّة بِعَيْنِه في خطر. إلتزام الصمت في هذه الحال هو خيانة، والشهادة الحقيقيّة هي للذين يُوَبِّخون ويدافعون عن الإيمان.”
(القدّيس نيكيفوروس المعترف)
- “لهذا السبب أنا لا أقول ولا أعلّم شيئًا من عندي. إنّني أعلن باختصار الأفكار والأقوال المُسَلَّمة من أناس قدّيسين وحكماء”
(القدّيس يوحنّا الدمشقيّ)
- “فلنحترز بأي طريقة ممكنة من اقتبال شركة الهراطقة ومن مناولتهم القُدُسات. بهذه الطريقة لن نصير مشاركين في باطلهم ودينونتهم.”
(القدّيس يوحنّا الدمشقيّ، An Exact Exposition of the Orthodox Faith , IV, 13)
- “لا يوجد خارج الأرثوذكسيّة أي إعتراف إيمانيّ يمكن أن يؤدّي إلى ملء الحياة المسيحيّة، إلى التنقية من الخطيئة وإلى الحياة الأبدية، لأن الإعترافات الأخرى غير الأرثوذكسيّة ’يَحْجِزُونَ ٱلْحَقَّ بِٱلْإِثْمِ’ (رومية 18:1). يفسدون الحق بالأباطيل والأكاذيب وبذلك لا يحفظون سُبُل النعمة اللازمة لتَجَدُّد الإنسان. هذه النعمة موجودة فقط في الكنيسة الأرثوذكسيّة التي هي وحدها ’مُقَدَّسَةً وَبِلَا عَيْبٍ’ (أفسس 27:5).”
(القدّيس يوحنّا كرونشتادت)
- “لا نفع من أن يحيا الإنسان ’حياة نظيفة’ وفي الوقت ذاته يتبع تعاليم فاسدة، إنّها الحال أيضًا إذا كانت تعاليمك ’بصحة جيدة’ بينما حياتك هي فاسدة.”
(القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم)
- “كما أنّ العقائد المُنحَرَفة توَلّد ’حياة رَجِسة’، فإنّ حياة فاسدة ورجسة تولّد عقائد منحرفة"
(القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم، Biography of Greek Fathers 36, 185)
- “يوجد شيء إسمه إنفصال جيد. هناك أيضًا شيء إسمه إتفاق سيّء، كما يمكن أن يوجد إختلاف جيد.”
(القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ، Homilies on Genesis (PG 53, 314))
- “لقد حذّرتكم عدّة مرّات من الهراطقة، وأناشدكم الآن ألّا تُساوِموا معهم بأي شيء، لا تأكلوا ولا تشربوا معهم بإسم الصداقة والعلاقة الأفضل والمحبة أو السلام، لأن الذي تَسْتَولي عليه المساومة معهم يجعل نفسه غريبًا عن الكنيسة الجامعة”
(القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ)
- “إحذروا من الإنحراف بسبب محبّة الهراطقة، لأجل ذلك لا تَقْبَلوا أي إيمان خاطئ (عقيدة) بإسم المحبة”
(القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم، Homily II. Philippians i. 8–11 ،PG 62,191 )
- “إنّ المحبة الأصيلة تظهر، لا بالمائدة المشتركة ولا بالخطابات وكلمات الثناء، بل بالتصحيح والسعي لمنفعة القريب ورَفْع مَن سقطوا.”
(القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم، PG 54, 623)
- “طهارة الهراطقة هي أسوأ من أي فجور. كيف تستطيع عذراء انقلبت على الإيمان الصحيح أن تُعِير انتباهًا للضالّين، مؤمنة بالشياطين ومكرّمة الأكاذيب.”
(القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم، On Virginity Against Remarriage, §5)
- “إن كان أحدهم يعتقد شرًّا بالإيمان بهرطقة، أهربوا منه ولا تتعاطوا معه، ليس فقط إذا كان إنسانًا بل حتّى إذا كان ملاك من السماء. لكن لا تنتقدوا طريقة حياة شخص ما لأن ’لا تَدينوا لئلّا تُدانوا’ تنطبق على كافة أمور الحياة ولا على مسائل الإيمان.”
(القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم، Homily Thirty-Four on the Epistle to the Hebrews)
إنّ الروح القدس، المُعَزّي، الحاضر في الكنيسة دائمًا يتكلّم من خلال الذهبيّ الفمّ في كنيستنا. يُسَلِّط الأب القدّيس الضوء على العديد من المسيحيّين الذي لا يفهمون معنى "الإدانة”. كثيرًا ما يسألون "أوَلَيْس إظهار الأخطاء في اعتقادات مسيحيّ آخر أو كاهن أو مطران أو غير أرثوذكسيّ، هو إدانة؟" يوصي القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ بوضوح أن نهرب ولا نتعاطى مع أي شخص يمكن أن يؤَثِّر علينا روحيًّا. لقد وضع المسيح الراعي الصالح أساقفة وكهنة وشمامسة ولاهوتيّين لحماية أتباعه الذين اشتراهم بدمه. للأسف هناك عدد ليس بقليل من هؤلاء الحماة قد تحوّلوا إلى ذئاب بثياب حملان. يُشَجِّعون أفرادًا من رعيّتهم على فتح أبواب حظيرة الخراف للذين في الخارج كي يدخلوا مُعتَبِرين أن لا ضرر في ذلك. غالبًا ما نسمع بخدم صلوات مختلطة الأديان، خدم صلوات مسكونيّة، صلوات مختلطة الطوائف. كلّ هذه سوف تجلب لهؤلاء الرعاة غضب الله الذي يُحَذِّرنا من خلال سفر حزقيال 6:33-9. هذا الإستنكار سوف ينطبق على الذين بيننا مَمّن لا يقومون بأي جهد لِتَنبيه إخوتنا المخدوعين، تاركين إيّاهم يعتقدون أن بإمكانهم أن يَخْلُصوا بِغَضّ النظر عن إيمانهم. يتكلّم الروح القدس بالنبي قائلاً: “فَإِنْ رَأَى ٱلرَّقِيبُ ٱلسَّيْفَ مُقْبِلًا وَلَمْ يَنْفُخْ فِي ٱلْبُوقِ وَلَمْ يَتَحَذَّرِ ٱلشَّعْبُ، فَجَاءَ ٱلسَّيْفُ وَأَخَذَ نَفْسًا مِنْهُمْ، فَهُوَ قَدْ أُخِذَ بِذَنْبِهِ، أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِ ٱلرَّقِيبِ أَطْلُبُهُ. «وَأَنْتَ يَا ٱبْنَ آدَمَ، فَقَدْ جَعَلْتُكَ رَقِيبًا لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ، فَتَسْمَعُ ٱلْكَلَامَ مِنْ فَمِي، وَتُحَذِّرُهُمْ مِنْ قِبَلِي. إِذَا قُلْتُ لِلشِّرِّيرِ: يَا شِرِّيرُ مَوْتًا تَمُوتُ. فَإِنْ لَمْ تَتَكَلَّمْ لِتُحَذِّرَ ٱلشِّرِّيرَ مِنْ طَرِيقِهِ، فَذَلِكَ ٱلشِّرِّيرُ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ، أَمَّا دَمُهُ فَمِنْ يَدِكَ أَطْلُبُهُ. وَإِنْ حَذَّرْتَ ٱلشِّرِّيرَ مِنْ طَرِيقِهِ لِيَرْجعَ عَنْهُ، وَلَمْ يَرْجِعْ عَنْ طَرِيقِهِ، فَهُوَ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ خَلَّصْتَ نَفْسَكَ!”
نَتَوَسَّل لإخوتنا وأخواتنا في المسيح أن يفهموا أن التأله (theosis) لا يمكن أن يحصل في غياب الإيمان الحقيقيّ. القَداسة واجب، ويمكن أن تتحقّق فقط في الكنيسة الأرثوذكسيّة، الإستمرار الأصيل للكنيسة التي أسّسها المسيح ورسله. لأجل ذلك، بِوَفائنا لروح الرسل والآباء، نحن لَسْنا نُدين غير الأرثوذكس، نحن نُحَذِّرهم ونُناديهم، هذا هو النهج الصحيح والتعبير عن المحبّة الحقيقية. ليس إدانة أن نُبْرِز ونُعارض جميع التعاليم غير الأرثوذكسيّة بروح المحبّة في سبيل الحق، لأنّ جميع التعاليم الخاطئة هي بذور شياطين تستطيع أن تحوّل المؤمنين إلى "زؤان” (متّى 25:13). الإدانة بحسب القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ هو إظهار الضّعفات الشخصية، الخطايا، الخُصوصِيّات وشوائب قريبنا على غرار الفرّيسي والعشّار من أجل أن نرفع أنفسنا.
غير أن "الإدانة" بالمفهوم الرسوليّ هي شيء آخر (المحبّة بالحق).
“وَأَمَّا ٱلْأَقْوَالُ ٱلْبَاطِلَةُ ٱلدَّنِسَةُ فَٱجْتَنِبْهَا، لِأَنَّهُمْ يَتَقَدَّمُونَ إِلَى أَكْثَرِ فُجُورٍ، وَكَلِمَتُهُمْ تَرْعَى كَآكِلَةٍ (هذا جزء من الجواب على سبب ازدهار وانتشار البدع الهرطوقية أسرع من الحقيقة). ٱلَّذِينَ مِنْهُمْ هِيمِينَايُسُ وَفِيلِيتُسُ، ٱللَّذَانِ زَاغَا عَنِ ٱلْحَقِّ، قَائِلَيْنِ: «إِنَّ ٱلْقِيَامَةَ قَدْ صَارَتْ» فَيَقْلِبَانِ إِيمَانَ قَوْمٍ” (2 تيم 16:2-18)
“أَنْتَ تَعْلَمُ هَذَا أَنَّ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ فِي أَسِيَّا ٱرْتَدُّوا عَنِّي، ٱلَّذِينَ مِنْهُمْ فِيجَلُّسُ وَهَرْمُوجَانِسُ.” (2 تيم 1:1-15)
“إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيمًا آخَرَ، وَلَا يُوافِقُ كَلِمَاتِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلصَّحِيحَةَ، وَٱلتَّعْلِيمَ ٱلَّذِي هُوَ حَسَبَ ٱلتَّقْوَى، فَقَدْ تَصَلَّفَ، وَهُوَ لَا يَفْهَمُ شَيْئًا” (1 تيم 3:6-4)
لِيَكُن هذا تحذيرًا للإخوة والأخَوات الأرثوذكس المَهووسين بنهج الخمسينيّين الوَهميّ الذي يتلاعب بالمشاعر. لقد انتشرت تعاليمهم كالغنغرينا وأَضَرَّت بالعديد من رجال الدين والعلمانيّين الأرثوذكس على حد سواء. إنّ اللغة واللهجة الغريبة التي يتكلّمون بها هي علامة فارقة عند ظُهورهم منذ بِضع عشرات السنين. لقد تعلّموا هذه "الألسنة الغريبة” من الشياطين (1 تيموثاوس 1:4) ولا يوجد أي شيء مشترك بينها وبين ما تكلّم به الرسل بالروح القدس. قال القدّيس غريغوريوس بالاماس قبل حوالي 500 سنة من ظهور أتباع النهج الخمسيني: “لأجل ذلك، المتكلّمون بألسنة غريبة بقوة الشياطين هم خارج أنفسهم، لا يفهمون أي شيء مِمّا يقولون” (جيرونتيكون الجبل المقدس، الجزء 11).
إنّ حقيقة وواقع الأمور هو بالضبط ما يتحدّث عنه القديس غريغوريوس بالاماس، أن هذه الألسنة هي إيحاء من الشياطين في محاولتهم التجديف على الله. إنّ الشياطين ترتعد من فكرة التجديف على الله مباشرة فيقومون بذلك بواسطة من خلال أتباع النهج الكاريزماتيكيّ. يظن هؤلاء البؤساء أنّهم ’ممتلئون من الروح’ لكنهم في الواقع يُتَمْتِمون كافّة كلمات التجديف ضد خالِقهم. ما يَزيد الطين بلّة هو أنّ الشيطان قد نشر بِمَكْرِه الإشاعة بينهم أنّه من السالم التكلّم بالألسنة لأن "الشيطان لا يفهم الألسنة”. الحقيقة بحسب القديس غريغوريوس بالاماس أنّ الشياطين لا تفهم الألسنة فحسب، بل هي من اخترعتها! إن ثقبًا صغيرًا بحجم شعرة في جدارٍ عالٍ ليس أمراً مُقْلِقاً عند مُتَفَرِّج عاديّ لكنّه، مَبْعَث خوف عظيم وإنذار للمهندسين الذين يَعْلَمون أن شِقّاً كهذا سوف يَكْبُر ويُسَبِّب الدمار للجدار وما حوله. يعمل الشيطان بالطريقة ذاتها بإدخاله شقوقًا بسيطة في سفينة الخلاص أي الكنيسة.
http://saintnicodemos.org/articles/loveintruth.php
[1] العَصْرَنة (modernism) هي الإدّعاء ان القوانين الكنسيّة المُقَدَّسة مع تعاليم الآباء القديسين باتت قديمة وأنه بفضل التقدُّم العلميّ والثقافيّ في عَصْرِنا هذا بِتْنا نملك معرفة أكثر وأفضل من الآباء القديسين. بذلك يعتقد المُتَعَصْرِنون ويعلّمون أن التقدّم ذاته أي المُراجعة والتغيير من القديم إلى الجديد والعصري (modern) يجب ان يحصل في المسيحية. العَصْرَنة هي هرطقة بحسب هذا التعريف. (المُعَرِّب)