الجبل المقدس آثوس، 8 أيار 2018
تعريب الخبر: كمال كدر
بعث رئيس دير الفاتوبيذي، أحد الأديرة العشرين في جبل آثوس، الأرشمندريت أفرام (كوتسو)، برسالة إلى البرلمان القبرصي يحثّ حكومة هذه الجزيرة على عدم تشريع الإجهاض في البلاد، كما جاء في تقرير UNIAN.
يعتبر الإجهاض في قبرص محظور حالياً، إلا أنه بدأ الحديث الآن بمسألة تغيير القانون بعد أن أبلغ البرلمان الأوروبي ممثلي الحكومة القبرصية بأن حظر الإجهاض يعتبر انتهاكاً لحقوق المرأة في الاتحاد الأوروبي. بطبيعة الحال، إن الكنيسة الأرثوذكسية لا تدعم هذا الموقف، بل يكمن موقفها بأن الإنسان المخلوق على صورة الله هو حيٌّ منذ لحظة الحمل.
وقد ناشد ممثلو الكنيسة القبرصية الحكومة في هذا الشأن، مشيرين إلى الخطيئة التي سيرتكبونها إن أقرّوا الإجهاض كحقٍ شرعيّ.
كتب الأرشمندريت أفرام في رسالته: "إن حرمان الطفل الذي لم يولد بعد من حقه في الحياة هو واحد من أبشع الجرائم التي يمكن للأم أن ترتكبها". وأشار أيضاً إلى أن قرار البرلمان القبرصي يمكن أن يثير مشاكل ذات طابع وطني وديموغرافي، مما سيؤدي إلى تراجع أعداد الشعب القبرصي اليوناني. وقد دعا الحكومة القبرصية إلى إعادة النظر في مشروع القانون. إلا أنه تم الإعلان رسمياً عن رفض قبول رسالة الأرشمندريت الآثوسي.
ليست هي المرة الأولى التي يحارب بها الأب أفرام بقوة ضد الإجهاض. ففي خطاب ألقاه في مهرجان "من أجل الحياة" في موسكو في عام 2014 تطرق فيه إلى مسألة الإجهاض في البلدان الأرثوذكسية قائلاً: "من غير المقبول أن مثل هذه الجرائم الفظيعة أي عمليات الإجهاض تُرتكب في البلدان الأرثوذكسية، ونسب عالية أيضاً! إن هذه الظاهرة يجب أن تجعلنا نفكر بجدية حولها. ما أريد قوله أننا يجب أن نشعر بالحزن لما يجري، وعلينا أن نطلق صافرة الإنذار".
وفي عام 2016 خلال عرض فيلم وثائقي داعم للحياة، عالج الأرشمندريت القضية أيضاً:
"عليك أن تعمل بجدٍ وأن تبذل قصارى جهدك لكي تعيش وفقاً لمبادئ الكنيسة إذا كنت تريد مكافحة الإجهاض بشكل جدي. يقتل الناس اليوم بعضهم البعض بسهولة - فالآباء يقتلون أطفالهم. نحن نصلي من جبل آثوس المقدس، وأنت يجب أن تحاول أن تشرح للناس بأن الإجهاض جريمة مروعة، والمسؤولية الكبيرة تقع على عاتق من يسمحون بالإجهاض. يتم ارتكاب الجريمة من قبل الأطباء والأهل والمرأة التي تحصل على الإجهاض. الإجهاض محظور في البلدان الإسلامية. ولكن، للأسف، في بلادنا حيث نحتفظ بحقيقة الأرثوذكسية، يتم تشريعها رسمياً وهذا أمر محزن للغاية. لذلك يجب علينا جميعا أن نكافح ضد جريمة القتل التي تسمى الإجهاض".