مقالة

 المخلّع، والمرأة السامريّة، والرَّجُل المولود أعمى

القديس يوحنا مكسيموفيتش

(عظة ألقِيت في بيتولا، في مقدونية، عام 1928)

نقلها إلى العربيّة: ماهر سلّوم

قبل ختام خِدمتنا اليوم، أودّ لَفْتَ انتباهكم إلى ثلاث حوادث إنجيليّةٍ، ذُكِرَت في الآحاد بين أحد حاملات الطّيب وعيد الصّعود. نقرأ في أحد الأناجيل، حادثةَ شفاء المسيح للمخلّع، وفي إنجيلٍ آخر، الحديثَ مع المرأة السّامريّة، وفي الإنجيل الثّالث عن مَنْحِ البَصَر لِرَجُلٍ وُلِدَ أعمى. إنّه لَشَرَفٌ لهؤلاء الأشخاص الثّلاثة، أن يتحدّثوا مع المسيح ويقبلوا عَطِيَّتَه: أحَدُهُم نال الشّفاء من مَرَضٍ مُزْمِنٍ، والأخرى نالت حَلَّ مشاكلها الّتي لم تكن قادرةً على حَلِّها بنفسها؛ أمّا الثّالث فنال البَصَرَ الجسديّ. ولكنّ مَصيرَهم، كان مختلفًا.

لا يَرِدُ أيُّ شيءٍ في السِّجِلّات التاريخيّة عن المخلّع، لكن هناك قصّةٌ، من مصدرٍ موثوقٍ فيه، تخبرنا إنّ المخلّعَ، هو خادمُ رئيس الكهنة، الّذي لطم يسوع على وجهه خلال استجواب رئيس الكهنة. ومن المَعروف، أنّ المرأة السّامريّة قد آمنت بالمسيح وجاهدت، بعد عدّة سنوات، خلال اضطهاد نيرون، مع أخواتها وأبنائها. وما زالت الكنيسة تذكُرُها بالشّهيدة فوتيني. وعن الرَّجُل الذي وُلِدَ أعمى وشُفِيَ، يُخبرنا الإنجيل ذاته، إنّه طُرِدَ من قِبَل الفرّيسيّين، حالما اعترف بالمسيح. فالمخلّع، بعد شفائه من مَرَضٍ جسديٍّ أرضيٍّ، نال الموتَ الأبديّ. وفوتيني السّامريّة، بعدما شُرِّفَت بالتّكلّم مع المسيح، عاشت لوقتٍ طويلٍ بسلامٍ وكرامةٍ، مع مُواطِنيها، وشَهِدَت لإيمانها بِدَمِها، بعد عدّة سنين؛ أمّا الأعمى، فقد كابَدَ الاضطهادَ، مباشرةً بعد نَيلِه العَطِيّة؛ بسبب وفائه لِمَن مَنَحَهُ إيّاها. ولكنّ ثَوَابَه عظيمٌ أيضًا: فقد بحث عنه المسيحُ، وإذ وَجَدَهُ، فَتَحَ أعيُنَه الرّوحيّة، ودعاه لاتّباع الطّريق الّذي يؤدّي إلى الملكوت العُلويّ.

فلنتذكّر هذه الأمثلة الثّلاثة. عندما ننال أيَّ عَطِيّةٍ من الله، سواءٌ أروحيّةً كانت أم أرضيّةً، فلنستخدمْها باستحقاقٍ لننال الخلاصَ الأبديّ. لنتذكّر أنّنا إذا لم نستخدمْها باستحقاقٍ، فسوف نبتعد من الله، ونخسر الحياة الأبديّة. فلنتبعْ تعليمَ المسيح، وإذا تَوَجَّبت علينا المعاناة من أجله، فسوف يأتي المسيحُ نفسُه ليؤيّدَنا ويشدّدَنا، تمامًا كما أتى ليشدّدَ ويُنيرَ الرَّجُلَ الّذي وُلِدَ أعمى وشفاه، والّذي اضطُهِدَ على يد مُواطِنيه العُصاة. آمين!

https://www.mystagogyresourcecenter.com/2024/06/homily-on-paralytic-samaritan-woman-and.html?m=1