الانتصار الأعظم للشرّير


الانتصار الأعظم للشرّير

الأرشمندريت نيقوديموس أييراكيس

نقله إلى العربيّة: الشمّاس باييسيوس مخّول

 

أيّها الإخوة والآباء القديسون: إنَّ المؤمنين يُجرَّبون في هذه الأيام بطرقٍ شتّى. فالعالم، رئيس هذا العالم وخدّامه، يعارضون حقيقة الإنجيل ويُغيظون المؤمنين ويثورون ضدّ الذين يحفظون الإيمان. إنَّ انتصارات العدوّ لكثيرة، ونحن، كهنة الله، نشاهد بكلِّ حزنٍ أبناءه عند الباب الواسع وعلى الطريق الرّحب المؤدّي إلى الهلاك.

الانتصار الأعظم للشرّير اليوم هو زرعه للاضطراب الروحيّ في قلوب وأذهان المؤمنين. نجح عدوّ الحقّ بتغيير فكر العديد من المعلّمين والرُّعاة. ففي الخدمة المقدَّسة للكلمة، إن كان من على المنبر أو خلال الاعترافات، تركوا التعليم عن حقيقة الإنجيل، وصاروا يعلّمون منطلقين من رؤيتهم وآرائهم الخاصَّة. هكذا، يتعلَّم المؤمنون عدَّة آراءٍ مختلفة حول موضوعٍ واحد. رأيٌ معيَّنٌ من هذا الكاهن ورأيٌ مختلف من ذاك. فاستُبدلَت عبارة «هكذا يقول الرَّب» التي نطق بها الأنبياء وآباء الكنيسة المتوشّحين بالله، بعبارة «أظنّ». غيّرَ أولئك الكهنة دورَهم من واعظين بمشورة الله ووصاياه، إلى مشرّعين مُغتصِبين للامتيازات الإلهيّة. لهذا قُلنا إنَّ هذا المخطَّط هو أعظم انتصارٍ للشرّير.

إنّ بابل الرّوحيّ هذا يهدف إلى سبي ضمير المؤمنين، الذين يصبحون على علم أفضل بإرادة الله من خلال الاحتكام إلى ضمائرهم (أي صوت الله) بدلًا من الاستماع إلى أولئك الرعاة. لكن، إنّ عُدنا نحن الإكليريكيّين إلى وَعيِنا، معترفين بأنَّنا أخطأنا وأثِمنا وظلمنا، وعازمين أن نقطع باستقامةٍ كلمة حقٍّ في تعليمنا وفي خدمة سرّ الاعتراف المقدَّس، حينها فقط، سنُبصر شعبنا مقترِبًا من الشّركة المقدّسة، تائقًا للخلاص والتألّه، مختبرًا بهجةً وقيامةً روحيَّةً حقيقيَّة.
 

http://www.dowama.org/sites/docs/CounselsToPriests.PDF



آخر المواضيع

القديس ديمتريوس التسالونيكيّ كراهب
الفئة : مواضيع متفرقة

إيروثاوس ميتروبوليت نفباكتوس 2024-10-25

تَقريظٌ لقطع رأس النّبيّ السّابق المجيد يوحنّا المعمدان
الفئة : مواضيع متفرقة

القديس ثاودوروس الستوديتي 2024-08-28

النشرات الإخبارية

اشترك الآن للحصول على كل المواد الجديدة الى بريدك الالكتروني

للإتصال بنا