حول شكّ توما
للقدّيس غريغوريوس الكبير
تعريب ميشال بو صعب
أبونا الجليل في القدّيسين غريغوريوس الأوّل، المعروف أيضًا بالقدّيس غريغوريوس الكبير، كان بابا رومية في الفترة الممتدّة بين الثالث من أيلول عام ٥٩٠ حتى رقاده في الثاني عشر من آذار عام ٦٠٤.
كان مميّزًا بكتاباته وقد نُسبت خدمة القدسات السابق تقديسها (البروجيازميني) له أيضًا.
النص الآتي هو مقتطفٌ من عظات القدّيس غريغوريوس الكبير (المعروف أيضًا بالقدّيس غريغوريوس الذيالوغوس).
إنَّ الأحد بعد الفصح هو مكرّسٌ، شرقًا وغربًا، "لعدم الإيمان الرّائع لتوما"، الذي يقف شكّه كوكالة، جاعلًا شكّنا غير مُجدي:
توما، أحد الإثني عشر، الّذي يقال له التوأم، لم يكن معهم عندما أتى يسوع. كان التلميذ الوحيد الغائب، وعند عودته سمع بما حدث ولكنّه أبى أن يصدّق. أتى الربّ للمرّة الثانية وأدار جنبه نحو التلميذ غير المؤمن ليلمسه، فرفع يديه، وبإظهاره آثار جروحه، شفى جروح عدم إيمان توما.
ماذا ترَون أيها الأحباء في هذه الأحداث؟ هل تؤمنون فعلًا أنَّ هذا التلميذ المختار كان غائبًا بالصدفة، ثم أتى وسمع، سمع وشكّ، شكَّ ولمس، لمس فآمن؟ لم يكن ذلك بالصدفة بل بعناية الله. بطريقة رائعة رتّبت رحمة الله أنَّ التلميذ غير المؤمن، بلمسه لجرح معلّمه، سيشفي جراحات عدم إيماننا.
لقد كان شكّ توما نافعًا لنا أكثر من إيمان بقيّة الرّسل. بلمسه المسيح يفوز بالإيمان، وكلّ شكٍّ يتنحّى جانبًا ويتشدّد إيماننا. إذًا، التلميذ المشكّك، ولاحقًا لامس جراحات المسيح، أضحى شاهدًا لحقيقة القيامة.
حين لمس المسيح صرخ قائلًا:
ربّي وإلهي
قال له يسوع:
لأنّك رأيتني، يا توما، آمنتَ.
أمّا بولس الرّسول فيقول:
أَمَّا الإِيمَانُ، فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا نَرْجُوهُ، وَالاقْتِنَاعُ بِأَنَّ مَا لَا نَرَاهُ مَوْجُودٌ حَقّاً.
لذلك يتّضح أنَّ الإيمان هو تأكيد ما لا نستطيع رؤيته. كل ما هو مرئي يأتي بالمعرفة وليس الإيمان. عندما رأى توما ولمس، لماذا قيل له:
ألأنَّك رأيتني آمنت؟
لأنّ ما عاينه وما آمن به كانا أمرَين مختلفَين. لا يمكن لإنسانٍ مائت بطبيعته أن يرى الله. لقد رأى توما إنسانًا واعترف أنّه الله وقال:
ربّي وإلهي.
لقد آمن حين رأى! بنظره لمن هو إنسانٌ بالفعل، أعلنَ أنّ هذا هو الله الذي لا يستطيع أن يراه.
ما يلي هو سببٌ لبهجةٍ عظيمةٍ:
طوبى للذين آمنوا ولم يروا.
توجد هنا دلالة فريدة من نوعها بالنّسبة إلينا، إذ نحمل في قلوبنا من لم نراه بالجسد. نحن معنيّون بهذه الكلمات ولكن إن كنا نكمّل إيماننا بالأعمال الصالحة فقط. المؤمن الحقيقي هو الذي يقرن أعماله بما يؤمن. ولكن الّذين يتفوّهون بإيمانهم بالكلام فقط، يتوجّه بولس لهم بالكلام:
يَشْهَدُونَ مُعْتَرِفِينَ بِأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ اللهَ، وَلَكِنَّهُمْ بِأَعْمَالِهِمْ يُنْكِرُونَهُ.
لذلك يقول الرّسول يعقوب:
الإيمان من دون أعمال ميت.
المرجع:
https://preachersinstitute.com/2010/04/07/on-doubting-thomas-st-gregory-the-great/
آخر المواضيع
المخلّع، والمرأة السامريّة، والرَّجُل المولود أعمى
الفئة : زمن البندكستاري
ماذا حَلَّ بِكنيسة أعمال الرّسل؟
الفئة : زمن البندكستاري
آلام المسيح تَغلبُ الموت.
الفئة : زمن البندكستاري
النشرات الإخبارية
اشترك الآن للحصول على كل المواد الجديدة الى بريدك الالكتروني